شهدت فعاليات النسخة الرابعة من مبادرة "رواد الشباب العربي" في أبوظبي، التي تستمر حتى 19 سبتمبر الجاري، برامج وأنشطة جمعت بين التدريب العملي، وتبادل الخبرات، واستكشاف نماذج نجاح مؤسسية، وتنوعت الفعاليات بين ورش عمل متخصصة، وجلسات تطبيقية وحلقات نقاشية، إضافة إلى زيارات ميدانية وفّرت للشباب فرصًا عملية للتعلم والتواصل مع شركاء من مؤسسات تعليمية واقتصادية ومجتمعية رائدة.
فقد شملت الفعاليات زيارة أعضاء المبادرة مقر مركز "أثر+ (أثر بلس)" التابع لهيئة المساهمات المجتمعية (معًا) في أبوظبي، حيث تعرفوا على المبادرات التي يقودها المركز لدعم القطاع الثالث وتعزيز دوره في التنمية الاجتماعية، واطلعوا على برامج الهيئة التي تركز على تمكين المؤسسات غير الربحية، ودعم المشروعات الاجتماعية، وتوسيع نطاق المبادرات التطوعية.
كما استعرضت الزيارة تجربة "أثر+" كحاضنة أعمال مبتكرة، توفر بيئة داعمة للمشاريع المجتمعية وتسهم في إيجاد حلول عملية للتحديات الاجتماعية، بما يعزز مفهوم المسؤولية المجتمعية ويحقق أثرًا ملموسًا على مستوى المجتمع.
وفي السياق ذاته، شهد برنامج المبادرة زيارة مقر G42 في أبوظبي، حيث تجول أعضاء "رواد الشباب العربي" في عدد من الأقسام، واطلعوا على أبرز مجالات عمل الشركة، واستمعوا إلى شرح عام حول دورها في توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في خدمة التنمية. وشملت الجولة التعرف إلى إسهامات G42 في مجالات الحوسبة السحابية وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، إلى جانب دور M42 ككيان صحي تقني عالمي يجمع بين الرعاية الصحية المبتكرة والجينوميات والبرامج الوقائية عبر شبكة واسعة تضم مئات المرافق الصحية داخل الدولة وخارجها.
وبالتعاون مع مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، نظم مركز الشباب العربي ورشة تدريبية بعنوان "تطوير نموذج العمل" هدفت إلى تمكين الشباب من تحويل أفكارهم إلى مبادرات قابلة للتنفيذ. واستعرضت الورشة لوحة نموذج العمل (Business Model Canvas) كأداة عملية تساعد الرواد على تحليل مشروعاتهم عبر تحديد العملاء المستهدفين، والقيمة المضافة، والموارد الأساسية، والشركاء الاستراتيجيين، وتكاليف التشغيل ومصادر الإيرادات.
كما ناقشت الورشة عوامل نجاح الشركات الناشئة، حيث يشكل التوقيت 42% من أسباب النجاح، يليه الفريق والتنفيذ بنسبة 32%، والفكرة بنسبة 28%، ونموذج المشروع بنسبة 24%، بينما يشكل التمويل بنسبة 14%. وأكدت أن نجاح أي مشروع يرتبط بقدرة رواد الأعمال على تقديم قيمة حقيقية من خلال حل مشكلة قائمة وبناء نموذج عمل مستدام.
واستكمل الرواد برنامجهم بجلسة عملية ركزت على السرد القصصي الريادي، حيث قدّم المشاركون نبذة عن مشروعاتهم أمام الجمهور، وتلقوا ملاحظات عملية ساعدتهم على تعزيز مهارات العرض والإقناع. وأسهمت الجلسة في رفع ثقتهم بقدرتهم على تقديم مشروعاتهم للمستثمرين والشركاء بصورة احترافية ومؤثرة.
وضمن فعاليات المبادرة، استضافت مؤسسة الإمارات حلقة نقاشية موسعة بعنوان "تعزيز ريادة الأعمال الشبابية العربية في إمارة أبوظبي"، بالشراكة بين مركز الشباب العربي ومجلس أعمال أبوظبي للشباب التابع لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي.
وركز النقاش على دور الشباب العربي في دفع الابتكار والتنمية المستدامة، من خلال تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ودور الشركات في تمكين الشباب عبر التدريب والمساحات الابتكارية والاستثمار للتوسع العالمي. كما جرى التأكيد على أهمية التعاون بين الشباب، وأولوية التخطيط وتعزيز الثقافة المالية، مع الحفاظ على القيم والمكتسبات التي تعزز هوية الرواد العرب، وإبراز دور إمارة أبوظبي ومؤسساتها كنموذج رائد في دعم المشروعات المبتكرة، وإتاحة الفرص للشباب لمنافسة نظرائهم على المستويين الإقليمي والعالمي.
وعكست الفعاليات المتنوعة لمبادرة "رواد الشباب العربي" رؤية متكاملة لتمكين الشباب عبر التدريب العملي، وتبادل الأفكار، والانفتاح على تجارب مؤسسية ناجحة. وأسهمت في إكساب المشاركين أدوات ومعارف تساعدهم على قيادة مشروعات مبتكرة ذات أثر اقتصادي واجتماعي مستدام، بما يعزز دور الشباب العربي كشريك أساسي في صناعة المستقبل.