رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

أحمد دياب.. رئيس رابطة الأندية المحترفة: الدورى المصرى الأفضل فى إفريقيا خلال 3 سنوات


22-8-2025 | 14:23

أحمد دياب.. رئيس رابطة الأندية

طباعة
حوار: محمد القاضى

بعد انطلاق الدورى المصرى الممتاز لموسم 2025-2026، ومع انتهاء الجولتين الأولى والثانية، ظهرت عدة قضايا بارزة أثارت جدلًا فى الشارع الكروى، بداية من أزمة استاد القاهرة الدولى وشكاوى الأهلى والزمالك، وصولًا إلى التعديلات الجديدة على لائحة المسابقة، مرورًا بوضع الأندية الكبرى من الناحيتين الاقتصادية والفنية.

«المصوّر» حرصت على مواجهة أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية المصرية المحترفة، الذى كشف كواليس جديدة عما يدور فى الغرف المغلقة، وأزاح الستار عن تفاصيل لم تُنشر من قبل حول ملفات «الأزمات».. وكان الحوار التالى:

كيف تقيّم انطلاقة الدورى بعد جولتين؟

بصراحة، أشعر بتفاؤل كبير من البداية، المباريات التى شاهدناها فى الجولتين الماضيتين عكست أن الأندية استعدت بشكل جيد جدًا، سواء على مستوى الصفقات أو الإعداد الفنى. هناك ندية واضحة منذ الجولة الأولى، وهذا أمر مهم؛ لأن الدورى لا يكتسب قيمته فقط من أسماء الأندية الكبيرة، بل من قوة المنافسة على كل المستويات. كذلك، الحضور الجماهيرى كان لافتًا، وهو عنصر أساسى يمنح البطولة زخمًا خاصًا. نحن فى الرابطة نعتبر أن بداية قوية بهذا الشكل مؤشر على موسم مختلف تمامًا عن المواسم السابقة.

الأهلى والزمالك وبيراميدز دخلوا الموسم بصفقات قوية ووضع اقتصادى أفضل.. كيف ترى ذلك؟

هذا تطور إيجابى للغاية، عندما تكون الأندية الكبرى فى وضع اقتصادى جيد، وتتمكن من دعم صفوفها بلاعبين مميزين، فهذا يعكس صورة إيجابية عن الدورى المصرى محليًا وإفريقيًا، فالأهلى والزمالك عقدا صفقات تعزز من قوتهما فى البطولات القارية، وبيراميدز أيضًا أثبت أنه منافس حقيقى بعدما استثمر فى تدعيم قائمته، وهذه الخطوات لا تفيد الأندية فقط، بل تفيد البطولة كلها، لأن المشاهد سواء داخل مصر أو خارجها ينجذب لمنافسة قوية بين أندية قادرة على تقديم كرة حديثة، نحن نعتبر أن قوة الأهلى والزمالك وبيراميدز، ومعهم بقية الأندية، هى القوة الحقيقية للبطولة.

وما حقيقية شكاوى الأندية من أرضية استاد القاهرة؟

بالفعل، تلقينا شكاوى من الناديين حول سوء حالة أرضية الملعب، فاستاد القاهرة يُعد الملعب الأهم فى مصر؛ لأنه يستضيف مباريات الأهلى والزمالك والمنتخب الوطنى أيضًا، ومع هذا الضغط الكبير، طبيعى أن تتأثر الأرضية بمرور الوقت؛ لذلك كان لا بد من تدخل سريع. جلسنا مع هيئة الاستاد واتحاد الكرة، وقررنا إغلاق الملعب حتى نهاية الشهر الجارى لإجراء أعمال صيانة شاملة، وهدفنا أن يعود الملعب بأفضل صورة ممكنة قبل فترة التوقف الدولي، خاصة أن المنتخب مقبل على مواجهات مهمة فى تصفيات كأس العالم 2026. القرار لم يكن سهلًا؛ لأننا ندرك أن غلق الملعب يؤثر على جدول المباريات، لكننا فضلنا التضحية قصيرة المدى من أجل مصلحة طويلة الأمد.

هل هذه الخطوة تكفى لحل الأزمة بشكل نهائى؟

نعم، متأكدون أن هذه الخطوة ستؤتى ثمارها، هيئة الاستاد وضعت خطة صيانة حديثة تشمل إعادة تجهيز الأرضية بالكامل باستخدام تقنيات متطورة، وهذا يضمن أن الملعب سيكون فى حالة ممتازة لعدة أشهر مقبلة، وندرس على المدى الطويل تقليل الضغط على ستاد القاهرة من خلال توزيع المباريات على أكثر من ملعب، بالتعاون مع الأندية، بحيث لا يتحمل الاستاد وحده العبء الأكبر. الأمر لا يتعلق فقط بجودة الملعب، بل أيضًا بالحفاظ على صورة الكرة المصرية أمام الفرق الإفريقية والجماهير العالمية التى تتابع الدورى.

ننتقل إلى الجانب التنظيمى.. ما سبب التعديلات التى شهدتها لائحة الدورى؟

التعديلات لم تأتِ من فراغ. خلال الفترة الماضية، فتحنا الباب أمام الأندية لتقديم مقترحاتها بشكل رسمي، وكان هدفنا أن نُشركها فى صناعة القرار، تلقينا مقترحات مهمة، وقمنا بدراستها بعناية، ثم عرضناها على مجلس إدارة الرابطة، وتمت الموافقة عليها بالإجماع. هذا يوضح أننا نؤمن بدور الأندية كشريك حقيقى فى تطوير كرة القدم. التعديلات تضمنت نقاطًا تخص اللوائح الانضباطية وجدولة المباريات وآلية التعامل مع بعض المواقف الاستثنائية، كل ذلك يصب فى مصلحة جعل المسابقة أكثر وضوحًا وانضباطًا.

وكيف ضمنت الرابطة مبدأ الشفافية مع الأندية؟

من أول يوم كان هدفنا أن تكون الأمور واضحة للجميع؛ لذلك نشرنا لائحة الدوري، ولوائح كأس عاصمة مصر، بجانب لوائح العقوبات الجديدة على الموقع الرسمى للرابطة، وسلمنا نسخًا مطبوعة لكل الأندية قبل انطلاق الموسم بوقت كافٍ. بهذا الشكل لا يوجد مجال للاجتهاد أو سوء الفهم، كل نادٍ يعرف حقوقه وواجباته من البداية، فالشفافية فى إدارة المسابقة هى حجر الأساس لبناء الثقة بيننا وبين الأندية.

الموسم الحالى سيشهد قرعتين بدلًا من واحدة.. لماذا؟

الموسم الماضى كانت هناك بعض التفسيرات المغلوطة، رغم أن القرعة كانت واضحة وجرى إعلانها للموسم كاملًا. هذا الموسم قررنا أن تكون هناك قرعتان: واحدة لجدول الدور الأول، وأخرى لجدول الدور الثاني. الهدف ببساطة أن تكون الصورة أوضح للجميع، وأن نغلق باب أى اجتهادات أو لبس قد يحدث. نحن لا نبحث عن التعقيد، بل العكس، نريد أن نسهل الأمور ونقدم نسخة منظمة تليق بسمعة الدورى.

من الناحية الاقتصادية.. كيف ترى وضع الأندية، وما دور الرابطة فى دعمه؟

الوضع يتحسن تدريجيًا. هناك أندية تمكنت من جذب رعاة جدد أو شركات راعية كبرى، وأخرى بدأت تسير فى طريق الاستثمار الرياضي. دورنا فى الرابطة هو تعظيم عوائد حقوق البث والرعاية، حتى تصل الأندية إلى حالة من الاكتفاء الاقتصادى النسبي. نحن فى مفاوضات متقدمة لزيادة قيمة البث التلفزيوني، وندرس وسائل جديدة للتسويق الرقمى والتجارى للبطولة. هذه خطوات تحتاج إلى وقت، لكنها الطريق الوحيد لبناء دورى قوى ومستدام اقتصاديًا.

وماذا عن ملف الحضور الجماهيرى؟

الجمهور هو العامل الأهم فى نجاح أى بطولة. خلال الجولتين الماضيتين رأينا تواجدًا جماهيريًا جيدًا ومنظمًا، ونحن على تواصل يومى مع وزارة الداخلية لزيادة الأعداد تدريجيًا بما يتناسب مع قدرة الملاعب على التنظيم. وهدفنا أن نصل إلى عودة كاملة للجماهير فى كل الملاعب، لكن هذا يحتاج إلى التزام وانضباط من الجميع، حتى نقدم صورة حضارية.

هل هناك توجه لتطوير منظومة التحكيم؟

نحن نعمل على تحديث تقنية الفيديو وإدخال تجهيزات جديدة وفق المعايير الدولية، بجانب ورش عمل للحكام بشكل دورى، ونريد أن يشعر الجميع بالعدالة داخل الملعب، كذلك ندرس إدخال تقنيات جديدة خاصة بالإحصائيات والتحليلات الرقمية؛ لأن هذه الأمور أصبحت جزءا من كرة القدم الحديثة.

إلى أى مدى تفكر الرابطة فى مستقبل الكرة المصرية وليس فقط الموسم الحالى؟

نحن لا نعمل بمنطق رد الفعل أو معالجة الأزمات فقط، بل لدينا رؤية استراتيجية على المديين المتوسط والبعيد. على سبيل المثال، نعمل على أن يصبح الدورى المصرى من بين أفضل 5 دوريات فى إفريقيا من حيث القيمة التسويقية خلال 3 سنوات، ومن بين أفضل 10 دوريات فى العالم العربى من حيث التنظيم والحضور الجماهيري. هذه ليست مجرد شعارات، بل أهداف عملية مدعومة بخطط تنفيذية تشمل تطوير البنية التحتية، رفع كفاءة الملاعب، تحسين حقوق البث، وزيادة التعاون مع الاتحاد الإفريقى والدولى.

هل هناك نية لتحويل الدورى المصرى إلى دورى «احترافى كامل» بمعايير الاتحاد الدولى؟

هذا هدف أساسى لنا. كلمة «محترفة» ليست مجرد اسم للرابطة، بل مشروع نسعى إلى تطبيقه تدريجيًا. الاحتراف الكامل يعنى أن الأندية يجب أن تكون شركات، وأن تكون لها هياكل مالية وإدارية واضحة وشفافة، وهذا ما نعمل على دعمه وتشجيعه، ولدينا بالفعل خطوات بدأت مع بعض الأندية، والبقية ستلحق تدريجيًا. عندما تصل الأندية إلى هذه المرحلة، سيكون لدينا دورى قوى على جميع المستويات، قادر على جذب استثمارات عربية وأجنبية بشكل أكبر.

كيف يمكن جذب المستثمرين إلى الدورى المصري؟

المستثمر ينظر دائمًا إلى بيئة العمل: هل هى منظمة؟ هل العوائد واضحة؟ هل هناك جماهير تتابع؟ لذلك، نحن نركز على ثلاثة محاور: أولًا: زيادة الحضور الجماهيرى؛ لأنه يرفع من قيمة المنتج. ثانيًا: رفع جودة البث التلفزيونى والإخراج الفنى ليواكب المعايير العالمية. ثالثًا: تسويق البطولة بشكل أفضل داخل وخارج مصر. عندما تتحقق هذه العوامل، سيجد المستثمرون أن الدورى المصرى بيئة جاذبة.

البعض يرى أن عقود الرعاية والبث لا تعكس قيمة الدورى الحقيقية.. ما تعليقك؟

هذا صحيح جزئيًا. نحن فى مرحلة انتقالية. قيمة الدورى الحالية أقل مما يستحق، لكننا نعمل على زيادتها. خلال السنوات المقبلة سترى عقود بث ورعاية أكبر؛ لأننا نتفاوض على أسس جديدة أكثر احترافية، كما ندرس إدخال منصات بث رقمية لتوسيع قاعدة المشاهدين. ببساطة، نحن نعيد تسعير الدورى المصرى بما يوازى قيمته الحقيقية.

وهل هناك تعاون مع الاتحاد المصرى لكرة القدم أم أن هناك تضاربًا فى الاختصاصات؟

بالعكس، العلاقة تكاملية وليست تنافسية. اتحاد الكرة مسئول عن المنتخبات الوطنية وشئون اللعبة ككل، بينما الرابطة مسئولة عن تنظيم مسابقة الدورى ورعايتها. نحن نتعاون باستمرار، خاصة فى الملفات المشتركة مثل الملاعب والتحكيم، بدون هذا التعاون لا يمكن أن تتطور الكرة المصرية.

كيف تقيّم مستوى الدورى مقارنة بالدوريات العربية والإفريقية الأخرى؟

من الناحية الفنية، الدورى المصرى لا يقل عن أى دورى عربى كبير مثل السعودى أو المغربى أو التونسي. الفارق فى التسويق والبنية التحتية والاستثمارات. لدينا قاعدة جماهيرية ضخمة، ولاعبون مميزون، وأندية ذات تاريخ عريق، لكننا نحتاج إلى تطوير الشكل الخارجى للبطولة وتسويقها بشكل أفضل. إذا استمر العمل بنفس الوتيرة، سنلحق سريعًا بركب الدوريات الأكثر احترافًا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة