قال الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور إن لوحاته، ومعظم أعمال زملائه، اعتمدت على الرمز للتعبير عن موضوع الهوية، موضحًا أنه لاكتشاف رموز بصرية تعكس الهوية "نهلنا من عدة مصادر؛ أولها فن المنطقة القديم مثل فن ما بين النهرين والفن النصري القديم والفن الكنعاني، وثانيًا الفن الإسلامي وخاصة الخط العربي والزخرفة، وثالثًا التراث ويشمل الأزياء الشعبية والتطريز الفلسطيني، ورابعًا المشهد الفلسطيني ويشمل عمارة القرية والأرض الزراعية والأشجار كالزيتون والبرتقال والأزهار البرية والطيور"، مضيفًا أن "الرمز الوطني تحول إلى رمز جمالي، وهو من ضروريات أساليب الوصول والتأثير، وضرورات الفن المقاوم".
وحول تأثير مأساة غزة على فنه، قال منصور: "مأساة غزة جعلت من الصعوبة بمكان التعامل فنيًا مع هذه المذبحة ليس لي فقط، بل للكثير من الفنانين الفلسطينيين... المذبحة موضوع جدي ومرعب وخطير، والتعامل معه فيه رهبة معينة، نحن تأثرنا ولا نزال بالمشاهد التي تأتينا من غزة، ولا بد أن تخرج هذه المشاهد في الأعمال الفنية، الآن الذي من شأنه أن يولد الإحباط واليأس عند الناس وهذا ما تصبو إليه إسرائيل". وأضاف: "مثل هذه الأحداث ربما تحتاج إلى وقت لتتخمر وتخرج بشكل فني، والجدير ذكره هنا أن أفضل الأدبيات حول الحرب العالمية الثانية صدرت بعد سنوات من انتهاء الحرب".
وعن "اللوحة الحلم" لفلسطين المحررة، أوضح أن "المرأة لا بد أن يكون لها دور عام فيها، فالمرأة هي رمز للوطن وشروط تمثيلها للوطن معروفة.. يجب أن تكون جميلة وذات عنق طويل رمزًا للعزة والكرامة، ويجب أن تكون يداها كبيرتين وقويتين رمزًا لارتباطها بالأرض والعمل، وأخيرًا يجب أن تلبس الزي الشعبي الفلسطيني المطرز، وربما غيره من الرموز كالكوفية، ويمكن تحميلها أي رمز نراه ضروريًا".
واختتم منصور قائلًا: "لوحاتي هي شهادة حياة ومقاومة".