رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

كيف تنشئين طفل يتمتع بالنضج العاطفي عند الكبر؟.. تربوية توضح

7-8-2025 | 12:12

الدكتورة وسام منير خبير الاستشارات النفسية والتربوية

طباعة
فاطمة الحسيني

يرغب كل أب وأم في تربية طفل يتمتع بنضج عاطفي حقيقي، يكبر معه وينعكس على سلوكه وعلاقاته بالمجتمع، ولذلك نوضح في السطور التالية مع استشارية تربوية أهمية ذلك، والنصائح التي تساعد الوالدين على تنمية النضج العاطفي لدى الصغير.

ومن جهتها، قالت الدكتورة وسام منير خبير الاستشارات النفسية والتربوية، ومدرس بكلية التربية بإحدى الجامعات الخاصة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن النضج العاطفي لا يعني كبت الطفل لمشاعره أو منعه من البكاء أو الغضب، بل يعني مساعدته على التعبير عن هذه الأحاسيس بطريقة تناسب مع سنه وبيئته، وهناك الكثير من النصائح التي تساعد في تحقيق ذلك، منها ما يلي:

-عدم منع الصغير من الغضب أو الحزن، بل تعليمه كيف يعبر عن تلك المشاعر بأسلوب سليم، دون إفراط أو كبت.

-الطفل يكتسب أولى دروس النضج العاطفي من والديه، فطريقة تعبير الأم عن مشاعرها سواء حبًا أو غضبًا، تنتقل تلقائيًا إلى الابن، لذلك من المهم أن يكون الوالدين قدوة في التعبير المتزن عن المشاعر، لأنه يلتقط هذه الرسائل ويفهم من خلالها كيف يفترض به أن يتعامل مع عواطفه.

-عدم استخدام الصراخ أو العنف كوسيلة للتربية، لأن الطفل حينها يتعلم أن التعبير عن المشاعر يتم بالصوت العالي أو الخوف، وليس بالحوار أو الفهم. وتنصح الأم بأن تبدأ بسؤال بسيط عند انفعال طفلها، وهو "ماذا تشعر"، وهي جملة بسيطة لكن تحمل تعاطفا واحتواءً كبيرين، وتشجع الصغير على البدء في الحديث عن أحاسيسه.

-حين يمر الطفل بموقف مؤلم، كأن تنكسر لعبته، قد يلجأ إلى العنف أو الصمت أو العزلة، وهنا يأتي دور الأم في أن تساعده على تسمية مشاعره، وهل يشعر بالحزن؟ بالغضب؟ بالغيرة؟ بالخذلان؟، وهذا التدريب البسيط يساعد الصغير على التعرف على مشاعره بدلًا من أن يغرق في سلوكيات لا يفهم دوافعها.

-هناك خطأ شائع تقترفه بعض الأمهات، وهو وصف الطفل بصفات سلبية عند مروره بمشاعر صعبة، مثل الغيرة أو الغضب، كأن تقول له: "أنت سيء" أو "لا أحد يحبك "، وبدلاً من ذلك، يمكن للأم أن تقول: "أنا عارفة إنك متضايق بسبب هذا الموقف..ولكن يمكننا التعامل مع ذلك الشعور بهذه الطريقة"، كي يتعلم الطفل أن أحاسيسه مقبولة، لكنها تحتاج لتوجيه.

-من الوسائل المهمة التي تساهم في تعليم الطفل التعبير عن مشاعره استخدام القصص والأفلام والرسوم، فعند مشاهدة كرتون أو قراءة قصة، يمكن للأم أن تسأله عن رأيه في الشخصيات، من أحب؟ من كره؟ هل تعاطف مع شخصية شريرة؟ لماذا؟، هذه الأسئلة تفتح حوارًا عاطفيًا عميقًا، وتدرب الطفل على تحليل مشاعره ومشاعر الآخرين.

- النضج العاطفي لا يأتي بالفطرة، بل يكتسب عبر التربية والتجارب المتراكمة، وهنا من المهم أن نعلم الطفل أن المشاعر ليست صحيحة أو خاطئة، لكنها مقبولة أو غير مقبولة بحسب طريقة التعبير عنها، وأنه أحيانًا يحتاج إلى أن يضع نفسه مكان الآخرين ليفهم كيف يشعرون.

-واحدة من أكثر السلوكيات تدميرًا للثقة بالنفس، هي مقارنة الصغير بأخوته أو بأطفال العائلة، مما يزرع بداخله شعورًا بالدونية، ويغلق أمامه باب التعبير عن مشاعره الحقيقية، ولذلك على الأم ضرورة إدراكها أن لكل طفل شخصيته المختلفة، ولا يصح تقييمه بمعايير غيره.

 

 

-في وقت الانفعال، لا يكون الطفل مستعدًا لسماع النصح أو التصحيح، بل انتظري حتى يهدأ، ثم تحدثي معه بهدوء واحتواء، أما التوجيه في لحظة الغضب، فقد يزيد من حدة الموقف ويفقده أثره التربوي.

-الرسم والكتابة وسائل ممتازة لفهم ما يشعر به طفلك، فقط أعطيه ورقة وألوانًا ودعيه يعبر عن يومه أو عن موقف واجهه في المدرسة أو البيت، ومن خلال هذه التعبيرات، يمكنك فهم مشاعره الخفية ومساعدته على معالجتها بلغة بسيطة ومباشرة.

-حين يظهر طفلك سلوكًا ناضجًا عاطفيًا، عبري له عن تقديرك، امدحي تصرفه، احتفي به، واجعليه يشعر أن هذا السلوك مرغوب ومحبوب، فالنضج لا يبنى في يوم وليلة، بل عبر مواقف وتدريبات متكررة، وكل دعم منك يعزز لديه هذا البناء النفسي.

-أخبري طفلك أنك كنت قلقة عليه اليوم، أو أنك حزنت من تصرفٍ ما، وحين يسمعك تعبرين عن مشاعرك بصدق واتزان، يتعلم تلقائيًا أن التعبير عنها أمر طبيعي وصحي، لا يجب كتمانه ولا الخجل منه.

-النضج العاطفي ليس رفاهية تربوية، بل أساس في بناء شخصية سوية قادرة على فهم الذات والآخرين، وكل لحظة تقضينها مع طفلك في الحديث أو الإصغاء أو اللعب، هي لبنة جديدة في هذا البناء، والصغير الذي يسمح له بالتعبير عن مشاعره بحرية واحترام، يصبح بالغًا قادرًا على مواجهة الحياة بثقة ووعي.

أخبار الساعة