رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

قصة عُمان عبر الزمان


25-7-2025 | 15:13

.

طباعة
بقلـم: يوسف القعيد

هذا كتاب ألَّفه الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدى، وأهداه لى سفير سلطنة عُمان النشط الهُمام عبد الله الرحبي، وهو كتاب بسيط وسهل، وصادر ضمن سلسلة تعرَّف على، ويُقدِّم معلومات عادية عن هذه البلاد التى عندما زرتها قبل سنوات اكتشفت أنه لا حد لجمالها. ويقود السطنة بحكمة واقتدار جلالة السُلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عُمان.

 

فى مقدمة الكتاب وعنوانها: عبقرية الجغرافيا فى صناعة التاريخ والحضارة.. عُمان واحدة من الدول التى يصعب فهم تاريخها بعيدًا عن جغرافيتها. فهى تقع فى الطرق الجنوبى الشرقى من شبه الجزيرة العربية، حيث تُطل على واجهة بحرية كبحر العرب وبحر عمان والخليج العربى، مما جعلها مركزًا حضاريًا فاعلًا منذ العصور القديمة.

ولموقع عُمان أكبر الأثر فى تاريخها وحضارتها.. فقد توسطت حضارات العالم، فقامت بدورها الحضارى فى التجارة البحرية، كما أسهم ذلك فى الامتزاج مع الحضارات الأخرى، فامتزجت على أرضها الثقافات الآسيوية والإفريقية بالثقافة العربية لتُنتِج هويَّة خاصة ميَّزت عُمان، لتكون لها بصمة مميزة ثقافيًا وحضاريًا وتاريخيًا واجتماعيًا. ومن رحمها ولدت الحضارة العُمانية بكل تجلياتها. كما حتَّم ذلك الموقع الفريد على عُمان بِناء قوَّتِها للدفاع عن مكانتها وحضارتها.

لذلك فإنها من أقدم مناطق الاستيطان البشري، ففى جنوبها تم العثور على واحد من أقدم الأدلة الأثرية للاستيطان البشري. باكتشاف أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجرى السُفلى القديم. الذى يعود إلى حوالى مليون سنة ونصف مليون سنة من الآن. كما تُعد المنطقة موطنًا للمتحدثين باللغة العربية. منذ نحو 15 ألف سنة من الآن.

وقد تنوَّعت مراكز الاستيطان فى أرجاء عُمان منذ البدايات الأولى للحضارة البشرية، فنجد حضارة الصيد على السواحل، وحضارات الزراعة والرعى والغزل والنسيج بالداخل. وتنتشر فى عُمان الرسومات الصخرية القديمة التى تتجلى فيها المهارات الفنية البدائية للإنسان القديم.

وتُعد عُمان من أقدم الكيانات المستقلة التى عرفت الدولة والأنظمة الحضارية.. وظلت مستقلة على مدى آلاف السنين.. وحين كانت تفقد بعض جيوبها الساحلية لا تلبث أن تتحرر من المُحتل بانتفاضة شعبية تؤذن بنهضة كُبرى.

ومن يؤرخ لعُمان عندما يصل إلى عصر النهضة يتوقف أمام تجربة السلطان قابوس الذى استفاد من خبرته العلمية والقرآنية ودراساته فى الأكاديمية العسكرية فى سانت هرست، وبدأت المسيرة بالفعل فتم تشكيل أول وزارة عُمانية.. وقد واجه السلطان قابوس الوضع الداخلى بخطة مُحكمة، وفى 11 ديسمبر 1975 أعلن السلطان قابوس النصر داعيًا المهاجرين للعودة والمساعدة فى بناء الوطن وهو ما تحقق.

الحق أن السلطان قابوس استطاع إعادة اللُحمة العُمانية ونسج نوعًا من الشعور الوطنى العميق الذى تجذر فى وحدة وطنية متماسكة اجتماعيًا وسياسيًا وفكريًا مُتخطيًا الاختلاف العرقى والديني، بل استثمره فى خلق حالة شعورية عميقة لينجح فى قيادة السلطنة فى واحدة من أجمل فتراته تلاحمًا وتساميًا.

امتاز السلطان قابوس بالفكر النيِّر والخروج عن المألوف فى فهم الوضع الاجتماعى والدينى وتوجيه السياسية وفق استراتيجية تستفيد من سُنن التاريخ العُمانى وجغرافية البلد وقيمه الاجتماعية وإرثه الفكري. كان هِبة الله لُعمان، جاء ليُخرجها من نفقها المُظلم. ثم يُسلمها إلى ابن عمه السُلطان هيثم الذى اختاره ليكون خليفته من بعده عام 2020 ليُكمِل المسيرة بنشاط وحيوية تجعل النهضة متواصلة.

قبل سنوات زُرتُ عُمان، وذهبت من شمالِها إلى جنوبها، وهى من البلاد القليلة التى تحتفظ بتاريخٍ أكثر من نادر.. قل أن نجده فى أى مكانٍ آخر من العالم.. وفيها عدد كبير من المثقفين والأدباء والكُتَّاب والفنانين.. وهى تُمثِّل نموذجًا نادر الحدوث فى زمننا هذا.. وسفيرهم فى مصر عبد الله الرحبى يقيم ندوة ثقافية كل شهر فى منزله، حيث يلتقى المثقفون المصريون والعرب والعُمانيون لمناقشة قضايا الواقع الراهنة بكل ما فيها من أوضاعٍ وظروف وملابسات.

عندما كنتُ فى عُمان تعرَّفتُ على ما لم أره من قبل فى أى مكانٍ، هذا على الرغم من أن سفرياتى قليلة ولا أحبُ السفر كثيرًا، لكن سلطنة عمان جمعت بين عراقة الماضى وزهو الحاضر وأدبها المكتوب يُعبِّر عن كل ما يُمكن أن يجده الإنسان فى هذا المكان من العالم.

ويكشف لنا التاريخ عن مملكة ميجان كما يسميها السومريون فى مدوناتهم ما بين الألف الرابعة قبل الميلاد والألف الثالثة قبل الميلاد. فقد كانت ميجان تنعم باستقرار مُدهش لعل أهم مصادره النحاس الذى كان يُصدَّر من سحار، كما كانت تنعم بالتقدم فى مجال الصيد البرى والصيد البحري.. إضافة إلى التجارة البحرية المزدهرة. وكانت العاصمة سلوت فى داخلية عُمان مستوطنة تحصينية مُحاطة بسور حجرى ضخم. ولعل آثار بات توحى بما كانت تنعم به من استقرار أمنى وتجارى وإدارى وسياسي.

وحينما تراجعت قيمة النحاس اكتشف العُمانيون شجرة اللبان، فازدهر الظفار بفضل هذه الشجرة، ومنها تحركت القوافل البحرية والقوافل البرية عبر الجمال التى استأنسها العُمانيون فى هذه المرحلة وسافروا إلى بلاد ما بين النهرين ومصر واليونان وفارس وروما القديمة. فسجَّلت النصوص الفرعونية فى مصر 11 رحلة ما بين مصر وظفار. أولها سنة 2590 ق م، فى زمن خوفو الأكبر، وآخرها 1160 ق م زمن رمسيس الثالث.

وكانت ظفار تُسمى بلاد بونت. وعُثِر على كتابات قديمة بخط المُسند القديم ترجع إلى أكثر من 2000 سنة.

    كلمات البحث
  • كتاب
  • سلطنة
  • عُمان
  • سلسلة
  • معلومات

أخبار الساعة

الاكثر قراءة