أكد السفير مصطفى الشربيني، الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ، وسفير ميثاق المناخ الأوروبي، أن التغيرات المناخية باتت حاليًا تشغل الساحة الدولية بأكملها، مشيرًا إلى أنها لا تقتصر فقط على الطقس أو المناخ، بل تؤثر بشكل مباشر على دخل الفرد، وتمثل تهديدًا للأمن القومي، خاصة فيما يتعلق بمشكلات الانبعاثات الكربونية.
وأوضح الشربيني في تصريحات لـ"المصور"، أنه أجرى دراسة حول تغير المناخ خلال أشهر الصيف، اعتمد فيها على بيانات برنامج كوبرنيكوس الأوروبي لمراقبة حالة المناخ، إلى جانب الهيئة العالمية للأرصاد الجوية، فضلًا عن التقارير العلمية الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بالأمم المتحدة (IPCC) - التقرير السادس.
وأشار إلى أن نتائج الدراسة كشفت عن تفاقم المشكلات الصحية، والتأثير المناخي السلبي على الموارد المائية والزراعة، وكذلك على القطاعات الاقتصادية والسياحة، لافتًا إلى أن كل ذلك يُسهم في تعميق أزمة العدالة المناخية، سواء في السياق المصري أو على مستوى العالم.
وتابع الشربيني: «خلال صيف 2025، شهدت مصر موجات حر غير مسبوقة، واضطرابات مناخية أثرت على الموارد الطبيعية، تمثلت في السيول والأمطار والعواصف، لا سيما في مدينة الإسكندرية، ما انعكس سلبًا على الصحة العامة والزراعة والإنتاج الزراعي، وكان أحد أبرز أسباب ارتفاع أسعار الخضروات والمحاصيل».
وكشف الشربيني أن تغير المناخ لم يعد مجرد ظاهرة، بل تحوّل إلى أزمة عالمية، لافتًا إلى أن مصر تُعد من أكثر الدول تأثرًا بهذه التغيرات، وتحديدًا في المرتبة 19 عالميًا، نظرًا لهشاشة بيئتها الطبيعية.
وأوضح أن الطبيعة الصحراوية لمصر تفتقر إلى الكثير من مقومات التكيف، وعلى رأسها مصادر المياه، إذ تعتمد البلاد بشكل شبه كامل على نهر النيل، ما يجعلها شديدة التأثر بأي موجات جفاف أو أزمات إقليمية.