رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

د. إيمان بكر.. عميدة «طب بيطرى» : أنا أقدم عميدة فى جامعة القاهرة.. والجنس الناعم «وش السعد» على الكلية


13-6-2025 | 20:31

الدكتورة إيمان بكر عميدة كلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة

طباعة
أعد الملف: محمد السويدى عدسة: ناجـى فـرح

كان حلم حياة الدكتورة إيمان بكر عميدة كلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، وهى طالبة فى الثانوية العامة عام 1983، هو الالتحاق بكلية الطب، وتكرار تجربة قدوتها الدكتورة ألفت السباعى أستاذة الجراحة العامة، وأول سيدة تتولى أقسام الجراحة فى تاريخ كليات الطب بالجامعات المصرية، لكن مكتب التنسيق كان له رأى آخر، فمجموع درجاتها الكبير فى ذلك الوقت 84.5 فى المائة، لم يكن يؤهلها لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، وإنما يكفيها لدخول الطب البيطرى أو العلاج الطبيعى، وقد استعانت بمشورة مدرس الرياضيات، والذى نصحها بالالتحاق بكلية الطب البيطرى، فتذهب بصحبة والدتها ومعها بطاقة الترشيح للكلية، وتسأل الأم مسئولى الكلية: (هل فى بنات بتدرس فى الطب البيطرى؟)، لتأتيها الإجابة فى الحال، نعم بالكلية طلبة وطالبات، ليطمئن معها قلب الأم على فلذة كبدها وأكبر أبنائها، وتلتحق الشابة اليافعة إيمان بالكلية وتتخرج فيها عام 1988، وبعد هذه السنوات الطويلة تصبح الدكتورة إيمان بكر ثانى امرأة تتولى العمادة فى تاريخ الكلية التى تحتفل العام بعد القادم بمرور 200 سنة على إنشائها عام 1827 فى عهد محمد على، وتصبح كذلك العميد التاريخى للكلية وأقدم عميد فى مجلس جامعة القاهرة، وأقدم عميد فى لجنة قطاع الطب البيطرى على مستوى الجامعات المصرية.

 

فى البداية.. سألنا الدكتورة إيمان بكر، كيف تحول حرمان الالتحاق بكلية الطب إلى نبوغ وتفوق وأستاذة جامعية بكلية الطب البيطرى؟

كان لدى التزام أدبى ومعنوى أمام نفسى وأمام أمى وأسرتى أن أتفوق فى الكلية وأًصبح معيدةً فيها، وبعد نجاحى بتفوق فى السنة الأولى من الكلية، حصلت على حكم قضائى باسترداد عدد من الدرجات فى نتيجة الثانوية العامة، وهو ما أهلنى للالتحاق بكلية طب الأسنان، ولكن ابتداءً من إعدادى أسنان، وهذه الخطوة كان سيترتب على ذلك ضياع سنة كاملة من عمرى، فقررت الاستمرار فى الطب البيطرى، وفى السنة الأخيرة، أُصبت بحساسية صدر شديدة، ترتب عليها انقطاعى عن الدراسة، ما أثر سلبيًا على نتيجة البكالوريوس، فحصلت على جيد بـ74.5فى المائة، بينما التعيين بوظيفة معيد كان يتطلب تقدير السنة الأخيرة «جيدًا جدًا» على الأقل بما لا يقل عن 75فى المائة، وأصبحت أمام طريقين، إما قبول فرصة العمل بمكافأة كطالبة بحث فى الكلية، أو تسلم تكليفى فى مديرية الطب البيطرى، فاخترت العمل كطالبة بحث بمكافأة شهرية 25 جنيهًا، وبعد عدة سنوات، وفى عام 1992 حصلت على ماجستير علم الأمراض «الباثولوجى»، وفى العام التالى 1993 أُتيحت لى فرصة التعيين مدرس مساعد بالكلية، وفى عام 1997 أنجزت رسالة الدكتوراه، وهنا أدركت أن الله عز وجل لا يُقدر للعبد إلا كل خير، فقد حرمنى من أن أصبح طبيبةً بشريةً على خُطى أستاذة الجراحة د. ألفت السباعى، ثم عوضنى بما هو أهم وأكبر، عوضنى بأن أكون أستاذة جامعية، وفى أعرق جامعة فى مصر والشرق الأوسط، جامعة القاهرة.

ماذا عن رحلة التدرج الوظيفى حتى أصبحت أقدم عميدة فى مجلس جامعة القاهرة؟

كما قلت حصلت على الدكتوراه عام 1997 وأصبحت مدرسًا للباثولوجيا بكلية الطب البيطري، وفى عام 2002، تمت ترقيتى إلى أستاذ مساعد، ثم أستاذ عام 2007، أى أن الفاصل الزمنى بين التخرج ودرجة الأستاذية 19 سنة، وفى عام 2011 تم تعيينى رئيسًا لمجلس قسم الباثولوجى وبقيت فى المنصب حتى عام 2014، وفى ديسمبر من نفس العام صدر قرار بتعيينى وكيلاً للكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، وفى أكتوبر 2015، أصدر د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة _ آنذاك_ قرارًا بتكليفى قائمًا بأعمال عميد الطب البيطرى إلى جانب وكالة الكلية للدراسات العليا، وبعدها بفترة بسيطة طلبت من رئيس الجامعة التخلى عن منصب وكيل للدراسات العليا، وتعيين آخر بدلاً منى، وقد تعجب رئيس الجامعة ومعه الزملاء والأصدقاء من هذه الخطوة، فلا مانع من بقاء المنصبين، لا سيما وأن أحدهما مؤقت «القائم بعمل العميد»، فكان ردى وفق المثل الشعبى الدارج «صاحب بالين كداب»، فضلاً عن أننى كنت أرغب فى التفرغ لمهام ومسئوليات عمادة الكلية، واستجاب الدكتور جابر نصار لمطلبي، وظللت قائمًا بأعمال العميد فقط حتى أكتوبر 2017، فقد تم انتخاب الدكتور خالد العامرى عميدًا للكلية فى تلك الفترة وظل بمنصبه حتى أكتوبر 2020، وخلال فترة عمادته اختارنى «العامرى» وكان نقيبًا للبيطريين أيضًا، وكيلاً للكلية لشئون الطلاب، وأصبحت معه أول امرأة تتولى هذا القطاع المهم فى تاريخ الكلية.

بعد انتهاء فترة العمادة الأولى للدكتور خالد العامرى، قرر الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة فى ذلك الوقت، تكليفى بمهام العميد، وظللت فى المنصب لمدة عام تقريبًا، حتى انتخابى رسميًا عميدًا للكلية من بين سبعة مرشحين، وصدور القرار الجمهورى فى 20 أكتوبر 2021 لمدة ثلاث سنوات حتى 20 أكتوبر 2024، ورغم انتهاء هذه المدة منذ 8 أشهر تقريبًا، إلا أننى ما زلت فى منصبى لحين صدور القرار الجمهورى بتعيين عميد جديد للكلية، وأود الإشارة هنا أن الدكتور محمد عثمان الخشت هو من أطلق على لقب «العميدة التاريخية» لكلية الطب البيطرى.

حدثينا عن علاقتك برئيس الجامعة ونوابه فى ظل كونك أقدم عميدة فى مجلس الجامعة؟

العلاقة جيدة للغاية مع رئيس الجامعة الدكتور سامى عبدالصادق منذ كان نائبًا لشئون البيئة وخدمة المجتمع، وكذلك نوابه الثلاثة د. محمود السعيد، ود. أحمد رجب، ود. غادة عبدالباري، وهم يقدرون جيدًا أقدميتى فى المجلس، ولا يتوانى الدكتور سامى عبدالصادق فى دعم الكلية، وقد قام بنفسه بافتتاح مركز البيوتكنولوجى بالكلية، وهو حريص على نجاح تجربتى كعميدة للكلية فى الفترة الحالية وحتى تعيين عميد جديد.

هل لنا التعرف إذن على القفزات النوعية للكلية خلال فترة عمادتك لها؟

فخورة بحصول الكلية على الاعتماد الدولى من منظمة الصحة الحيوانية العالمية، وصار لمجلة الكلية تصنيفًا متقدمًا، المركز الـ14 على مستوى العالم، كما أن الكلية هى الأولى من بين كليات الطب البيطرى على مستوى الجمهورية التى تدخل تصنيف «كيو اس» العالمى وضمن أفضل مائة كلية للطب البيطرى على مستوى العالم فى تصنيف شنغهاى الدولى.

هل تتذكرين عدد الطلبة والطالبات وقت دراستك بالكلية، ووجه المقارنة بعددهم الآن؟

عندما التحقت بكلية الطب البيطرى عام 1983، كان عدد طلاب الفرقة الأولى 400، مائة من الطالبات و300 من الذكور، وبعد 42 سنة، تبدل الحال تمامًا، وصارت الطالبات تشكلن 90فى المائة من إجمالى عدد الطلبة فى الكلية البالغ عددهم فى كل الفرق الدراسية نحو 3500 طالب وطالبة، ما يكشف أن الإناث هن الأغلبية فى الكلية، وكذلك المعيدات، وهناك عدد كبير من طالبات الكلية ماهرات فى جراحة وتوليد الحيوانات وإصلاح عيوب الجنين، وكثير من خريجات الطب البيطرى يمتلكن أو يدرن عيادات بيطرية للحيوانات الأليفة «كلاب وقطط»، فهى «تريند» العصر للمجال، ليس هذا فحسب، انتشرت محلات إكسسوار الحيوانات الأليفة ومعامل التحاليل البيطرية، فيتم أخذ عينة من دم الحيوان لتحليلها، ومن خلالها يسهل تشخيص المرض، ومن ثم وصف العلاج المناسب.

ذكرتِ أن الحيوانات الأليفة هى الـ«تريند» الآن، فهل هناك قسم مخصص لها داخل الكلية؟

طالب الطب البيطرى يدرس جميع المواد وفى كل الأقسام، ولا يوجد تخصص فى سنوات الدراسة ليحصل الخريج على بكالوريوس الطب البيطرى بعد خمس سنوات دراسة، وفى مايو 2027 سيصبح لدينا خريج الطب البيطري، دراسة 5 سنوات، وسنة أخرى امتياز، وهو ما لم يكن معمولاً به فى الماضي، فكانت فترات التدريب أو ما يشبه الامتياز، هى الفترات البينية بين سنوات الدراسة فى إجازة الصيف، ونظرًا لـ«تريند» الحيوانات الأليفة الجاذب لشباب البيطريين، فقد قامت الكلية باستحداث برنامج دراسى يحمل اسم طب وجراحة الحيوانات الأليفة، ويُقبل عليه كثير من طلبة وطالبات الكلية.

كم يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس بالكلية ونسبة الإناث فيهم؟

عدد أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بالكلية 600، نسبة الإناث والسيدات فيهم 60فى المائة، وهى نفس النسبة أيضًا بين الإناث فى الجهاز الإدارى للكلية والبالغ عددهم قرابة 300 فرد ( 202 موظف و90 من العمال)، وتضم الكلية 20 قسمًا، 90 بالمائة من رؤساء مجالسها سيدات، ويمكننى القول إن الجنس الناعم بالكلية هو سر تألقها وتفوقها على كافة الأصعدة.

أى أقسام الكلية أكثر إقبالاً من الطلبة؟

كما قلت المؤهل الدراسى عام ولا يوجد تخصص معين فى البكالوريوس، ولكن لدينا ثلاثة برامج متميزة «المستحضرات الطبية والبيطرية، طب وجراحة الحيوانات الأليفة، وطب وجراحة الخيول»، وأما القسم الذى يشهد إقبالاً من طلبة الدراسات العليا بالكلية، فهى بالترتيب «الميكروبيولوجي- الجراحة- الباطنة- الولادة».

أخيرًا هل لنا التعرف على من يمكن وصفه بـ«أكابر» مهنة الطب البيطرى فى مصر؟

«أكابر» المهنة كثيرون ولا يمكن اختزالهم فى بعض الأسماء، ولكن دعنى أذكر منهم من النساء د. تهانى ميخائيل أول رئيس قسم للطب الشرعى للحيوانات، ود. جاكين الجاكى من قسم الميكروبيولوجي، ود. أميرة حسن من الباثولوجيا الإكلينيكية، ود. سهير عسكر، ود. روحية دغيم، ود. نبيهة رمضان، والثلاث من قسم الباثولوجيا، ومن الرجال يأتى د. عبدالمنعم بركات وهو أول نقيب للبيطريين وكان رئيسًا لهيئة الخدمات البيطرية، ود. فتحى سعد عميد الكلية الأسبق وكان نائبًا لرئيس الجامعة ومحافظًا للجيزة فيما بعد.

وماذا عن اعتماد البرامج الدراسية بالكلية؟

حصلت كلية الطب البيطرى فى الأيام الماضية على تجديد الاعتماد المؤسسى، والاعتماد البرامجى للبرنامج العام «بكالوريوس الطب البيطرى»، من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، بحضور د. محمد سامى عبدالصادق رئيس الجامعة، وذلك فى إطار رؤية الجامعة واستراتيجيتها فى التطوير المستمر للعملية التعليمية والبحثية، وهو يعزز من مكانة الكلية كإحدى أبرز المؤسسات التعليمية الرائدة فى مجال الطب البيطرى فى مصر والمنطقة، وتُخرج كوادر بيطرية مؤهلة علميًا ومهاريًا، مشيرة إلى أن الحصول على الاعتماد تم بعد تقييم دقيق لجميع جوانب العملية التعليمية والبحثية والبنية التحتية، بما فى ذلك تطوير المناهج، وتأهيل أعضاء هيئة التدريس، وتعزيز الشراكة مع القطاعات الطبية والبيطرية، مؤكدة التزام الكلية بالاستمرار فى رفع كفاءة الخريجين ودعم الأبحاث العلمية التى تخدم قطاع الثروة الحيوانية والصحة العامة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة