رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

زبيدة ثروت تهجر السينما


14-6-2025 | 20:27

الفنانة الراحلة زبيدة ثروت

طباعة
يقـدمـــها: أشــرف التعـلبى

زبيدة ثروت إحدى نجمات السينما المصرية فى زمنها الذهبى، وُلدت فى 14 يونيو 1940، واشتُهرت بلقب «ملكة الرومانسية» و«صاحبة أجمل عيون».. بدأت مشوارها الفنى عام 1956 فى فيلم «دليلة» بعد فوزها بلقب «ملكة جمال الشرق»، التى أقامتها مجلة «الجيل»، ومسابقة أجمل عشرة وجوه للسينما، التى أقامتها مجلة «الكواكب»، وانطلقت إلى النجومية بفيلم «يوم من عمرى» مع عبدالحليم حافظ.

قدمت مجموعة كبيرة من الأفلام، مثل: «إنى أتهم»، و«نساء فى حياتى»، وكذلك «الملاك الصغير»، و«بنت 17»، و«فى بيتنا رجل»، ومسرحية «مين يقدر على ريم» و«عائلة سعيدة جدًا»، ومسلسل «وفاء بلا نهاية»، وغيرها من الأعمال الفنية.. إلى أن رحلت عن عالمنا فى 13 ديسمبر 2016.

وبمناسبة ذكرى ميلادها؛ نعيد نشر حوار أجرته معها «المصوّر» فى 28 نوفمبر 1958.

 

زبيدة ثروت تجتاز فترة الحيرة والقلق التى تنتاب الإنسان عندما يقف فى مفترق الطرق، إنها تريد أن تخلع ثياب الفن لترتدى روب المحاماة.. تريد أن تهجر السينما.. للأبد.

ما الذى جعلها تتنكر هكذا فجأة للأضواء التى اجتذبتها وانطلقت بها فى طريق المجد الفني؟ ما الذى غيّر فكرها بعد أن تألقت على الشاشة البيضاء، وسجلت نجاحاً يبشر بمستقبل طيب فى دنيا الفن؟

إن زبيدة – كما تعلم – طالبة فى كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، انتقلت هذا العام إلى السنة الثانية، وفى هذه السنة وجدت نفسها تحب القانون بجنون، وتحلم باليوم الذى ترتدى فيه روب المحاماة الأسود وتقف فى ساحات المحاكم، وتصيح: «المتهم مظلوم يا حضرات المستشارين».

إذن لماذا اندفعت زبيدة للسينما؟ وهل كانت المسألة مسألة لهو وعبث؟

وهذه هى الإنسانة الوحيدة التى تستطيع الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها.. هذه هي.. زبيدة ثروت.. إنها تقول:

إن السينما عندى هواية إننى أهوى الرسم وركوب الخيل والصحافة ولن أحترف واحدة من هذه كلها، أما طريقى الطبيعى فهو المحاماة، فإننى أدرس القانون، وأعد نفسى للمحاماة.

ولكنك قطعت شوطاً.. فكيف تتراجعين؟

ليس تراجعاً، إن الذى يمارس هواية لا يعنيه أن يظل مقيداً بها طول العمر.

كيف تقولين إنك هاوية مع أنك تناولت أجراً عن كل فيلم مثّلت فيه؟

إن الأجور التى أتناولها أنفقها فى شراء الملابس.. اسأل أبى وسيقول لك إنه يضطر فى أحيان كثيرة إلى أن يدفع لى من جيبه لأناقتي.

سمعت أن فى الأفق قصة حب؟

أى أفق؟..

أفقك، قلبك، حياتك.

وأرسلتها ضحكة مقتضبة، ولمع بين شفتيها لؤلؤ منضود وقالت:

كذب.. ولكنى لا أنكر أن أبى تلقى عروضاً من شبان كثيرين يطلبون يدي، بعضهم لا ينقصه شىء.. ويصلح صلاحية تامة للزواج، حدث هذا بعد زواج شقيقتى حكمت، وشقيقتى حكمت توأم لي.. وكنا لا نفترق لحظة.. فى البيت والمدرسة والنادي، حتى عندما اشتغلت فى السينما كانت تذهب معى إلى الأستوديو، وقد فكر بعض المنتجين فى إظهارنا فى فيلم واحد سوياً لنقوم بدور «توأمين».. ولكن حكمت رفضت.. حكمت التى تملأ حياتى وجدتها فجأة بعيدة عني، تزوجت، واختطفها زوجها إلى بيت سعيد، وتركتنى وحيدة.. الحق أقول لك إننى أحسست بفراغ هائل، وأكثر من هذا.. غيرة! إذ كيف تتزوج شقيقتى وأنا لا أتزوج، ولهذا عندما كان أبى يتحدث عن العرسان الذين تقدموا لى كنت أحس سعادة ونشوة، وقلت له ذات يوم وأنا أهرب بعينى من عينيه: «أنا أريد أن أتزوج يا أبي» فقال: «أفضل أن تنتظرى حتى تكملى دراستك، ساعتها ستتزوجين وتختارين لنفسك بنفسك»، فعدت أقول له: «أريد أن أتزوج الآن»... وغضب أبي، أنا أيضاً غضبت، وذات صباح جاء أبى يقول لى إنه لا يمانع فى أن أتزوج، وكأنما كان الزواج أمنية لما كان بعيد المنال.. أما وقد فتح لى بابه على مصراعيه... فإننى وجدت نفسى أقول لأبى بإصرار: «لن أتزوج يا أبى قبل أن أتخرج».

وضحكت زبيدة الجميلة وقالت:

فإذا سمعت أننى أحببت.. أو وافقت على أن أتزوج فلاناً أو علاناً فانشر.. ودون الرجوع إليّ.. إن هذا كذب..

سمعت عنك قصة حب بطلها مؤلف تولى تأليف قصصك.. بل لماذا نعمد إلى صيغة المبنى المجهول، دعينى أقل لك إن الشائعات ربطت بينك وبين حسين حلمى المهندس، فما قولك؟

حسين حلمى المهندس زوج وأب، وأنا لن أتزوج زوجاً وأباً، أريد رجلاً فراغ قلبه كله لي... لكى يسعني، كل ما بينى وبينه علاقة تلميذة بأستاذ لها – إذا شئت أن تقول – أو علاقة مؤلف بفنانة تؤدى دوراً من الأدوار التى يرسمها خياله، فهل تزوج كل مؤلف فى مصر بطلة قصته؟

هل جربت الحب؟

عندما أجربه سأقول لك، أو سيعرف كل الناس، فإنه كما تعلم زكام لا يمكن إخفاؤه.

وما شروطك فى زوج المستقبل؟

أن أحبه..

فقط..

الحب سيقلب كل مساوئه إلى محاسن، وسيجعل محاسنه أشياء لا يتمتع بها غيره.

ولكن ألم ترسمى له صورة فى الذاكرة؟

هو أنا فاضية أرسم.. إن وقتى موزع بين السينما والكلية والرسم والفروسية.. إن أمنيتى أن يتسع وقتى لأعمل فى الصحافة، هل تقبلوننى عندكم؟

لأ... خشية الفتنة!

وسألتها:

هل أنت مصممة على ترك السينما؟

مصممة.. فهى مرهقة، والكلام فيها كثير، ألم تحدثنى أنت عن الشائعات التى ثارت حولي، هذا مع أننى لا أتحرك إلا فى رقابة أبي، ومع أننى عاقلة ولا ينقصنى الذكاء! ثم أننى أحببت القانون، فإننى أحب المنطق فى حياتي، والمنطق هو القانون، والمنطق هو الذى هدانى إلى ترك الشاشة.

أم هى نوبة من عدم الثقة؟

لا تقل هذا.. وإلا «فأنا زعلانة منك» وسأقول لك «اخص عليك».

وتركتنى زبيدة لتعود إلى حيرتها بين السينما والقانون وعروض الزواج!.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة