رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

النجمة الشابة ريم أحمد «بنت ونيس»: ناصر عبدالمنعم حقق لى حلم حياتى ببطولة «كارمن»..!


26-4-2025 | 20:09

.

طباعة
حوار يكتبه: محمد رمضان عدسة: إبراهيم بشير

«كارمن» تلك الأنشودة المحبوبة فى اللغة اللاتينية لامرأة لعوب غجرية عاشت فى إسبانيا، فإذا هى حية تسعى بين أطماع الرجال، فرائس غوايتها لخدمة مصالحها.. بل إنها أصابت المؤلف الموسيقى جورج بيزيه نفسه بالإحباط والذى كتب لها أوبرا تمثل واقعها وتحمل اسمها حينما عرضت لأول مرة داخل مسرح أوبرا باريس كوميك، إلا أن المؤلف الموسيقى الروسى تشايكوفسكى راهن على نجاحها فأصبحت هذه الأوبرا بعد وفاة مؤلفها «بيزيه» هى الأكثر شعبية.

نجحت النجمة الشابة ريم أحمد فى تجسيد شخصية «كارمن» باقتدار فى مسرحية من إنتاج مسرح الطليعة للمخرج ناصر عبدالمنعم والمؤلف محمد على لكى تتحرر من أسر أدائها لشخصية «هدى» فى مسلسل يوميات ونيس.

مؤكدة لـ«المصور» بأن قصة عشقها لشخصية «كارمن» قد بدأت منذ طفولتها بعد أن شاهدت أداء النجمة سيمون لها مع الفنان الكبير محمد صبحى، بل إنه تزايد شغفها نحو تجسيدها مع حبها للرقص الإسبانى أثناء دراستها داخل معهد الباليه، إلا أن «ريم» لم تكن تتوقع فى يومٍ ما أنه سيتحقق حلم حياتها بأدائها لدور «كارمن» حتى جاءها اتصال من المخرج ناصر عبدالمنعم محققاً لها حلم عمرها..!

 

البعض يرى أن السر وراء إجادتك لدور «كارمن» كان مبعثه أنه حلم ارتبط لديك بفترة دراستك داخل معهد الباليه؟!

بلا شك أننى وقعت فى غرام شخصية «كارمن» منذ صغرى بسبب عشقى لمسرحية الفنان الكبير محمد صبحى والنجمة سيمون التى كانت تحمل الاسم نفسه، حيث بدأت أهتم أكثر بتفاصيل هذه الشخصية أثناء دراستى بمعهد الباليه ومع الوقت تزايد حبى للرقص الإسبانى، وأثناء اختبارات الصف الثانى الثانوى بمعهد الباليه اخترت أن أقدم شخصية «كارمن» من خلال مشهد راقص ثم قدمتها أيضاً أثناء اختبارات الصف الثالث الثانوى، حيث جمعت فى أدائى لشخصية «كارمن» ما بين نوعين من الباليه الكلاسيكى والرقص الإسبانى، لأننى درست فى معهد الباليه مجموعة كبيرة من رقصات الشعوب المختلفة، ولكننى بالرغم من كل هذا العشق إلا أننى كنت أُدرك جيداً أنه لو طُلب منى الاشتراك فى مسرحية «كارمن» فإننى سأكون أبعد من أن أمثلها لأن البعض مازال يتعامل معى على كونى البنوتة الصغيرة «هدى» ابنة ونيس فى مسلسل «يوميات ونيس» الهادئة اللطيفة، لذلك كانوا يحصروننى داخل معهد الفنون المسرحية بعد التحاقى به فور حصولى على الثانوية العامة من معهد الباليه فى أداء أدوار البنت الرقيقة الفراشة، حتى عندما كنت أرقص باليه فإننى كنت أقدم رقصات هادئة بأداء ناعم حالم، ومن ثم لم أكن أتصور أننى فى يوم ما سأجسد دور «كارمن».

من المعروف أنه سبق لكِ العمل مع المخرج ناصر عبدالمنعم فى عدة مسرحيات من قبل، فكيف تم ترشيحك للقيام ببطولة مسرحية كارمن؟ وما الاختلاف بين التجربتين؟!

بالفعل عملت مع المخرج الكبير ناصر عبدالمنعم فى أربع مسرحيات وهى مسرحية «كوكب ميكى» أثناء طفولتى، حيث كنت طالبة فى الصف الأول الإعدادى وعرضناها فى أحد المهرجانات المسرحية بالأردن، وحصلت على جائزة أحسن ممثلة طفلة وكان دورى بها يجمع ما بين الرقص والتمثيل، وهى مسرحية اجتماعية غنائية واستعراضية ومسرحية «لص بغداد» التى عُرضت على مسرح البالون ومسرحية «صانع البهجة» داخل قاعة مسرح الغد ومؤخراً مسرحية «كارمن». فتربطنى به عشرة طويلة وبالنسبة لترشيحه لى لدور «كارمن» فقد اتصل بى تليفونياً وفوجئت به يطلب منى القيام ببطولة مسرحية «كارمن» فوافقت على الفور وأثناء لقائى به أفصحت له عن رغبتى فى أداء دور «كارمن».

الغريب أيضاً أن مؤلف هذا العرض الكاتب محمد على عرض علىّ منذ أكثر من عشر سنوات أن أقوم بتجسيد «كارمن» داخل معهد الفنون المسرحية عندما شرع فى إخراجها ضمن فعاليات أحد المهرجانات بالمعهد، إلا أننى اعتذرت له بسبب ارتباطى بالسفر للخارج، لذلك فوجئت بمخرج العرض ناصر عبدالمنعم عندما طلبنى لكى أجسد «كارمن» من خلال هذا النص للمؤلف محمد على نفسه ولكن برؤية إخراجية مختلفة، فأدركت أن كل شيء يحدث بقدر.

كيف استعددتِ لأداء دور «كارمن»؟ وما المتطلبات التى حاولتِ إبرازها فى شخصيتها؟!

أردت أن أجعل شخصية «كارمن» على المسرح من لحم ودم لأن لديها معتقداتها واحتياجاتها ومبادئها الخاصة بها، حتى لو كانت مختلفة عن مبادئنا جميعاً، فهى كامرأة غجرية لديها توليفة سلوكية تتلخص فى شعورها بالثورة على القوانين التى تحكم مجتمعها وترفض كل القيود التى يفرضها عليها هذا المجتمع، لذلك كنت حريصة أن أقدمها للجمهور بشكل غير مقزز وغير فج، وثقتى بالمخرج الكبير ناصر عبدالمنعم جعلتنى متأكدة من أنه سوف يقدمها بشكل راقٍ للجمهور وكان تركيزى على إبراز أنها إنسانة بما لها وما عليها وليست مجرد امرأة شيطانية تدمر كل من يقترب منها، وحاولت أن أقدمها بصورة بعيدة عن كل الأكليشهات التى قُدمت بها من قبل فى بعض الأعمال الفنية، لذلك حرصت على تقديمها بشكل حقيقى ولم يكن هدفى أن يتعاطف الجمهور معها ولكننى كنت أسخر كل جهدى لكى أقدمها لهم بمصداقية تجعلهم يصدقونها فى كل تصرفاتها وسلوكياتها، ولذلك كنت أبحث من خلال أدائى لها عن كافة المبررات لكل دوافعها النفسية فى ارتكابها كل هذه الأفعال والسلوكيات ومواقفها مع جميع شخوص العرض.

ما التحديات التى واجهتكِ فى أدائك لشخصية كارمن؟

من أهم هذه التحديات شعورى بالخوف من عدم تقبل الجمهور لأدائى لشخصية «كارمن» لأن أدائى لها سيكون خارج توقعاتهم لكونها بعيدة كل البعد عن الصورة التى اعتادوا على ظهورى بها من خلال أدوارى السابقة التى كانت تتمثل فى أدوار البنت الهادئة المسالمة الرقيقة.

كيف استطعتِ تحقيق المعادلة الصعبة ما بين إضفائك نوعاً من الجاذبية عليها وكونها امرأة غجرية؟!

بلا شك أن فترة استعدادى لأداء هذه الشخصية تطلبت منى قضاء وقت طويل فى مذاكرة كافة تفاصيل هذه الشخصية الصعبة، فضلاً عن دخولى فى عدة مناقشات مع المخرج ناصر عبدالمنعم والمؤلف محمد على وزميلى الفنان الشاب ميدو عبدالقادر الذى جسد أمامى دور الضابط «خوسيه» الذى خدعته «كارمن»، حيث ساعدها فى الهروب من السجن وقتل من أجلها زوجها فكانت نهايتها على يده.

انتهت كل هذه المناقشات باكتشافى عدة تفاصيل خاصة بشخصية «كارمن» وكان الترمومتر الخاص بى فى الوصول للشكل النهائى الذى توصلت إليه لهذه الشخصية هو المخرج الكبير ناصر عبدالمنعم الذى وضع تصورًا افتراضيًا بينى وبينه لأدائى لشخصية «كارمن» على كونها تنتمى إلى برج الجوزاء لأنه شعر أثناء قراءته للنص بأنها شخصية متقلبة المزاج يغلب عليها سمات هذا البرج، وقد ساعدنى فى ذلك أننى أنتمى لبرج الدلو الهوائى مثل برج الجوزاء، ولذلك وضعنا تصورًا لتنقلاتها المزاجية وسلوكياتها العنيفة مع الآخرين، بالإضافة إلى أنها كانت تنتمى إلى مجتمع الغجر الذى يعانى من عدة مشاكل مع قوانين البلدان الذين يتواجدون فيها وخاصة داخل المجتمع الإسبانى الذى كانت تعيش داخله «كارمن»، فضلاً عن أنه من المعروف عن الغجر داخل كل المجتمعات أنهم أناس لا يحترمون القوانين ولا يمتثلون إليها ولهم أعرافهم ومعتقداتهم الاجتماعية الخاصة بهم والتى تتمثل فى عدم زواجهم من خارج مجتمعهم الغجرى، بل إنهم يعيشون فى دولة بمفردهم داخل جميع الدول التى يتواجدون فيها، ومَن ثم حرصت على إظهار «كارمن» على أنها تفعل كل شيء وفقاً لأهوائها وقناعاتها الخاصة وأنها تتمرد على كل القيود التى تواجهها داخل المجتمع، وأن كل سلوكياتها الهدف منها تحقيق مصالحها ومكاسبها الشخصية. وتعتمدت إلقاء الضوء على ذكائها الذى جعلها تسخر جميع شخوص العرض لنيل مصلحتها الشخصية.

هناك من يرى أن كارمن امرأة متمردة ترمز إلى الحرية لكونها ترفض قيود الارتباط برجل واحد بينما البعض الآخر ينظر إليها إلى كونها عاهرة تتخذ من الرجال وسيلة لتحقيق مآربها، فإلى أية وجهة نظر منهما تنحازين؟!

«كارمن» شخصية جدلية ينطبق عليها هذين الرأين لأنها بالفعل مثال للحرية والتمرد على القيود، ليس فقط عند تعاملها مع الرجال ولكنها اعتدت أيضاً على غريمتها وألحقت بها إصابة فى وجهها عندما خاضت فى سمعتها ولم تعبأ بما سيحدث لها أو ما ستتعرض له من عقاب، لأنها ترفض أن أحداً يلوى ذراعها، وعادة الغجر يمتلكون حظاً من الكبرياء وعزة النفس.

ما الصعوبات التى واجهتكم فى تحويل أوبرا كارمن إلى عرض مسرحى؟! وألم تخشي من أن يصبك الإحباط الذى تعرض له مؤلفها جورج بيزيه فى أول ليلة عرض لها داخل أوبرا باريس كوميك؟!

شعرت وفقاً لوجهة نظرى بأن المؤلف محمد على كتب هذا النص بشكل يتناسب مع طبيعة العرض المسرحى.. وبلا شك أن شعور المؤلف الموسيقى جورج بيزيه بأن أوبرا «كارمن» عندما عُرضت لأول مرة داخل مسرح أوبرا باريس كوميك بأنه لم يحالفها الحظ بتحقيق النجاح المنشود فكان هذا الإحساس المخيف ينتابنى أحياناً فاقوم بالابتعاد عن التفكير فيه لأننى أقدم شخصية «كارمن» التى كنت أتمنى تقديمها منذ سنوات طوال، ومَن ثَم فإنه يجب علىّ الاستمتاع بهذه التجربة، ولا أخفيك سراً إذا قلت إننى كنت أراهن طيلة حياتى على تقديمى لشخصية «كارمن» حتى منحنى المخرج ناصر عبدالمنعم هذه الفرصة الثمينة لكى أحقق حلم حياتى.

هل وجهتِ الدعوة للفنان الكبير محمد صبحى وسيمون لمشاهدة عرض «كارمن»؟!

بصراحة لم أوجه الدعوة بحضور هذا العرض للفنان الكبير محمد صبحى بسبب انشغاله فى عرضه المسرحى «فارس يكشف المستور» الذى يعرضه الآن داخل مسرحه، وثانياً لأن مدخل مسرح الطليعة من الصعب اجتيازه بسبب الباعة الذين يحاصرون هذا المسرح والزحام الشديد الذى تعانى منه منطقة العتبة، أما بالنسبة لسيمون فقد تمت دعوتها لحضور العرض من قِبل بعض الزملاء، لكنها لم تأتِ حتى الآن لمشاهدته، ومن الممكن أن أدعوها لمشاهدة العرض وأرى أن أداء سيمون لشخصية كارمن يختلف عن أدائى لها، وبالتالى لا أخشى من المقارنة لأن لكل ممثلة أدواتها وطابعها وبصمتها الخاصة فى تقديمها لأية شخصية تقدمها، ومن المؤكد أن الفنانات الأخريات اللاتى سبق لهن تقديم شخصية «كارمن» كن يختلفن عن أدائى وأداء سيمون لها، وبالتالى لا يوجد وجه للمقارنة بيننا جميعاً، وعلى فكرة أنا من عشاق أغانى سيمون ومن أصدقائها ومحبيها.

لماذا حرصتم على تقديم عرض «كارمن» باللغة العربية الفصحى؟ وهل هناك صعوبات واجهتكِ فى ذلك؟!

لم تواجهنى على الإطلاق أية صعوبة فى تقديمى لـ«كارمن» باللغة العربية الفصحى، لأننى خريجة معهد فنون مسرحية وسبق لى التمثيل باللغة العربية كثيراً وأشعر بأن اللغة العربية الفصحى لها رونقها ما يجعلها تضفى على العرض رؤية المخرج لشخصية كارمن بشكل راقٍ، لأن هناك كلمات عندما تُقال باللغة العربية الفصحى يتقبلها الجمهور، على عكس المرادفات التى تقابلها فى اللهجة العامية المصرية والتى قد تجعلها تقع تحت طائلة السوقية جداً، ومن ثَم فإن اللغة العربية الفصحى ترتقى بالنص المكتوب وبأداء الممثلين أنفسهم، كما أن المتلقى يستمتع أكثر بالعمل المسرحى المقدم إليه بالفصحى عن العامية خاصة فى الأعمال الكلاسيكية مثل عرض «كارمن».

لماذا تقدمين نماذج للمرأة مرفوضة اجتماعياً سواء من خلال «كارمن» أو من خلال مسرحية «عشق الهوانم» التى كان عنوانها فى بادئ الأمر «بنت إبليس» فى مسرح الغد، خاصة أنه سبق وأنك واجهتِ حالة من التربص عرَّضتك للمزيد من الانتقادات بسبب تقديمك لفقرة استعراضية لرياضة الزومبا أثناء مشاركتك فى حفل مستشفى بهية؟!

لم أتعمد أن أقدم نماذج تسيء للمرأة من خلال مسرحياتى، بل بالعكس ففى مسرحية عشق الهوانم كنت ألعب دور ابنة الضحية التى يتم استغلالها ولم ألعب دور «بنت إبليس»، لكننى قدمت دور فتاة طيبة ومقبلة على الحياة، حيث كنت أجسد دور الضحية ولكن زميلتى الفنانة سامية عاطف هى التى جسدت دور الفتاة الشريرة داخل العرض وحصلت على جائزة أحسن ممثلة فى المهرجان القومى للمسرح، كما أننى قدمت دور صحفية فى مسرحية «ستوكمان» على مسرح الغد والتى عثرت على والدها بعد رحلة بحث عنه استمرت لمدة خمسة وعشرين عاماً، ولذلك لم أكن أتعمد تقديم النماذج السيئة للمرأة فى عروضى المسرحية وبالنسبة لــ«كارمن» كان حلم حياتى أن أقدمها كما هى حباً فيها وفى الرقص الإسبانى وردود أفعال النجوم الذين حضروا العرض جاءت كلها مشجعة جداً وإيجابية، فالفنانان محمود حميدة وسيد رجب أشادا بالعرض وبأدائى لشخصية «كارمن» التى كانت مفاجأة لهما، والمخرج عادل عوض قال لى إنه انبهر بتجسيدى لكارمن، وكذلك أيضًا المخرج خالد جلال أشاد بأدائى لها.

ما أحدث أخبارك الفنية خلال الفترة القادمة؟!

انتهيت من تصوير مسلسل بعنوان «حرب الجبالى» مع النجوم أحمد رزق ورياض الخولى ونسرين أمين وهبة مجدى وسوسن بدر وتأليف سماح الحريرى وإخراج محمد أسامة، وهو مسلسل اجتماعى شعبى تدور أحداثه داخل حارة بالقاهرة.. كما أنه من الممكن أن أخوض التجربة مرة أخرى كمذيعة فى البرامج التليفزيونية بعد نجاح تجربتى مع برنامج «ست الحسن» الذى أفادنى ومدنى بقسط هائل من الثقافة. 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة