رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

مصر تُكرم أبطالها.. أكتوبر والمصريون.. ملحمة الاصطفاف الوطنى


24-10-2025 | 12:23

.

طباعة
تقرير: منار عصام

«مصر لا تنسى أبناءها.. وتُكرم أبطالها»..

شعار تجسد خلال التنظيم المتميز للندوة التثقيفية رقم 42 لانتصارات أكتوبر والتى نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة.. وهى استراتيجية وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ سنوات عدة، تأكيدًا على مكانة وأهمية «المواطن»، ليس هذا فحسب، لكن الرئيس يكاد لا يترك مناسبة دون الإشادة بـ «إرادة المصريين»، والإشارة إلى أهمية «وعى المواطن» وإدراكه لمجريات الأمور حوله، والتحديات التى تواجهها البلاد، سواء كانت اقتصادية أو سياسية، ولهذا دائمًا ما يتحدث الرئيس عن «الوعى»، ويشدد على أن «بناء الوعى» معركة يجب أن تخوضها مصر «دولة وشعبًا».

 

«أكتوبر 1973».. لم يكن مجرد معركة عسكرية حسمتها مصر، بل كانت نقلة تاريخية لمصر «جيشًا وشعبًا»، بعدما سطر المصريون ملحمة بطول البلاد، الجنود يحاربون على الجبهة، والمواطنون يدعمون قيادتهم السياسية ويباركون خطواتها، ورغم مرور السنوات لم تنس مصر أبطال ملحمتها العسكرية، بل فى كل مناسبة تجدهم فى مقدمة الصفوف، ولعل آخر هذه المناسبات التكريم الرئاسى المستحق لعدد من أبطالنا خلال الندوة التثقيفية رقم 42 للقوات المسلحة لانتصارات أكتوبر 1973، والتى تحدث فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى عن أهمية «بناء الوعى» وخطورة «الكلمة»، كما أكد على أن «مصر لا تنسى أبطالها».

ووصف اللواء أركان حرب محمد زكى الألفى، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973، اللحظة التى قام فيها الرئيس السيسى بأخذ صورة تذكارية مع أبطال حرب أكتوبر بـ«قمة التقدير والفخر» الذى حصل عليه منذ انتصارات أكتوبر 1973، مضيفًا أن «الرئيس السيسى يمثل رمزية عزيزة داخل نفوس كل مصري، وذلك نظرا لجهوده الحكيمة التى أنقذت الوطن من حافة الانهيار إبان فترة حكم الإخوان، فضلا عن جهوده الدبلوماسية التى أعادت مصر كقوة إقليمية فى منطقة الشرق الأوسط، مرورًا بالنهضة الكبيرة التى حققها فى تطوير وتسليح القوات المسلحة المصرية، ليصبح الجيش المصرى فى مصاف الجيوش العالمية وغيرها من الإنجازات العظيمة التى يشعر بها كل المصريين».

وأشاد «الألفى» بالكلمة التى ألقاها الرئيس السيسى خلال فعاليات الندوة التثقيفية نظرًا لتركيزه على الشعب المصرى ومدى صبره وتحمله الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، مؤكدًا أن «الشعب المصرى دائمًا يقف خلف قيادته السياسية ويضع مصلحة الوطن دائمًا على رأس أولوياته، لذلك ثمن الرئيس السيسى صبر الشعب خلال الفترة الماضية».

كما أكد «الألفى»، أن «الرئيس السيسى يدرك تمامًا ما قدمه الشعب المصرى على مر الزمان من تضحيات خاصة فى أصعب الظروف والأوقات التى مرت بها مصر فى تاريخها المعاصر»، مضيفاً أن «الشعب المصرى لا يزال يقدم أبناءه لخدمة الوطن، سواء بالانضمام إلى صفوف القوات المسلحة وأداء الواجب الوطنى، أو بالعقول النابغة التى تبدع فى مختلف المجالات، وكذا الطيور المهاجرة التى تقوم بتدعيم اقتصاد بلدها عبر التحويلات الأجنبية من الخارج إلى مصر عبر البنوك والقنوات الرسمية للاقتصاد المصرى».

وتابع: لولا وعى الشعب المصرى لما صمدت الدولة المصرية فى ظل إقليم مشتعل بالأزمات المتنوعة منها أزمات مفتعلة للضغط على مصر، لذلك خصص الرئيس اليوم جزءا من كلمته للشباب المصرى بضرورة التحلى بالوعى السليم والاصطفاف خلف قيادته السياسية والعمل وبذل الجهد لتحقيق التقدم والتنمية.

من جانبه أكد اللواء أركان حرب أحمد سمير محمد، أحد أبطال الصاعقة فى حرب أكتوبر 1973، أن «الشعب المصرى شعب معطاء بطبعه يظهر معدنه الأصيل فى أوقات الأزمات، وهو ما ظهر من الشعب خلال الفترة التى تلت نكسة يونيو 1967 وخلال الإعداد والتجهيز لخوض حرب أكتوبر 1973، وكذا خلال ثورة يناير وما تبعها من أحداث وصولاً إلى المرحلة الحالية والاستقرار»، مشيرًا إلى أنه «لا يغيب عن ذاكرته مشهد لأحد المجندين المصريين خلال الحرب عندما اقتحمت دبابة للعدو الموقع على الفور تحرك ممسكًا بلغم ليلقى بنفسه ومعه اللغم أسفل الدبابة حتى يدمرها ويمنع تقدمها لأكثر من ذلك، فى مشهد يجسد معنى التضحية فى سبيل الوطن بأغلى ما نملك».

اللواء «سمير»، انتقل بعد ذلك للحديث عن كواليس لحظة التكريم الرئاسى، مؤكدًا أنها كانت أهم لحظة فى حياته عندما نال تكريمًا أمام الشعب المصرى كله عن مشاركته فى حرب أكتوبر على يد الرئيس السيسى، كاشفًا أنه قال للرئيس خلال التكريم: «مصر معطاءة ولا زلنا نحن فى هذا العمر نرغب فى تقديم المزيد من أجل بلادنا».

وأضاف: الرئيس السيسى تولى إدارة البلاد فى ظروف صعبة، حيث مرت مصر بالعديد من التحديات مثل الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا والصراعات والحروب، إلا أنه بفضل تلاحم الشعب وحكمة القيادة السياسية وبفضل الله نجحت الدولة المصرية فى تخطى كل هذه التحديات.

وحول ذكرياته عن نصر أكتوبر، قال: ما حدث فى السادس من أكتوبر 1973 «معجزة» حيث كانت التقديرات العسكرية تشير إلى تفوق عسكرى واضح للجيش الإسرائيلى فى ذلك الوقت خاصة على مستوى القوات الجوية، حيث كانت الطائرات الإسرائيلية هى الأحدث آنذاك، هذا إلى جانب التحصينات الدفاعية التى أنشأها العدو كخط بارليف وأنابيب النابلم التى كان العدو يتغنى بها بأنها ستحرق كل مَن يحاول اقتحام قناة السويس، فضلاً عن تحقيق المفاجأة العسكرية الذى كان أمرًا مستحيلاً فى ظل وجود العدو على الضفة الشرقية لقناة السويس يترقب ويراقب التحركات العسكرية المصرية.

وأشاد اللواء «سمير» بالجهود التى بذلتها مصر بقيادة الرئيس السيسى فى ملف القضية الفلسطينية ووقوف مصر حائلا دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم وصولًا إلى توقيع اتفاق السلام فى قمة شرم الشيخ بحضور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وعدد كبير من رؤساء وملوك الدول الأوروبية والعربية، ولولا مصر لكنا شهدنا تصفية القضية الفلسطينية دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم.

وفى سياق متصل، عبر البطل محمد طه يعقوب، صاحب صورة «علامة النصر» الشهيرة، وهو أحد أبطال القوات المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر 1973عن سعادته باحتفال القوات المسلحة المصرية بمشاركة الرئيس السيسى وكافة أطياف وفئات المجتمع فهى ذكرى غالية توثق انتصارًا عظيمًا تحقق بعد معاناة النكسة ومرار الهزيمة، فقد كان الشعب المصرى يرغب فى خوض الحرب بأى شكل وتحت أى ظرف من أجل أن يمحو عن نفسه عار الهزيمة ويستعيد سيناء مرة أخرى التى احتلها العدو فى أعقاب نكسة يونيو 1967.

وأشار «طه» إلى أن «القوات المسلحة ضباطًا وجنودًا كانوا ينتظرون بفارغ الصبر اللحظة التى يتحدد فيها موعد العبور، حتى يتمكنوا من اقتحام القناة وملاقاة العدو تحت شعار إما النصر أو الشهادة».

وعن أبرز التحديات التى كانت تواجه القوات المصرية خلال حرب أكتوبر، قال «طه»: خط بارليف كان يُعتبر عقبة كبيرة أمام القوات المصرية، فقد كانت التقديرات العسكرية تشير إلى استحالة تدميره أو إزالته إلا من خلال استخدام القنابل الذرية، غير أن عبقرية المهندس المصرى وتوفيق الله عز وجل جعلت المياه هى التى تقوم بهدم الخط وإزالة الساتر الترابى وفتح الثغرات حتى تعبر «الف لا» المدرعة والبرية إلى الضفة الشرقية لقناة السويس وقتال العدو، وإسرائيل استوعبت الدرس تمامًا وأصبحت تعى جيدًا أن المقاتل المصرى إذا خُير بين روحه وحياته وبين أرضه سيختار أرضه دون أدنى تردد، لذلك حقق المقاتلون المصريون تلك المعجزة فى نهار رمضان.

وحول صورة «علامة النصر»، قال: كانت فى عصر يوم السابع من أكتوبر 1976، حيث كان هناك معركة بين القوات المصرية وبين القوات الإسرائيلية قام خلالها الطيران الإسرائيلى بتوجيه صواريخه تجاهنا، الأمر الذى أدى إلى تطاير العديد من الشظايا وإصابة أحد رفاقه ببتر فى إحدى ساقيه، لذلك صدرت الأوامر له بحمله والعودة به لمسافة 5 كيلو مترات حتى يتلقى العلاج غرب قناة السويس، وقد كان مشهد عبورى القناة حاملاً لزميلى لافتًا لعدد من المراسلين الحربيين فى ذلك الوقت، لذلك طلبوا منى أن يلتقطوا صورة لى ووافقت، وتلقائيًا قمت بعمل علامة النصر التى لم أكن أقصدها، لكننى كنت أسير بتلك العلامة إلى خريطة سيناء التى تمكنا من تحريرها وإعادتها إلى الأحضان المصرية من جديد».

ويذكر «طه» أنه عندما كرمه الرئيس الراحل محمد أنورالسادات خلال إحدى الندوات، قال له خلال مصافحته «أهلا بالبطل الذى بشر بالنصر منذ اليوم الثانى» وأصبح إلى يومنا هذا البطل صاحب علامة النصر.

وعن تكريمه من الرئيس السيسى، أكد «طه» أن الكلمات لا يمكن أن تصف شعوره عندما قام الرئيس السيسى بتكريمه هو وعدد من أبطال الحرب مع توجيه التحية العسكرية لهم قائلاً: « شعور لا يمكن وصفه، فمنذ أن وجه الرئيس السيسى التحية لنا شعرت وكأننى جاهز لخوض الحرب مرة أخرى حاليًا، وذلك التكريم يرفع من الروح المعنوية لهم ولكل الشعب المصرى».

فيما قال اللواء سعيد هنو، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، إنه «بعد مرور 52 عامًا على نصر أكتوبر 1973 أصبحت الدولة المصرية مختلفة تمامًا عما كانت عليه وقت الحرب، حيث كانت آثار نكسة يونيو 1967 منعكسة على الروح المعنوية للمواطن والمقاتل المصرى على حد سواء، كما كانت القوات المسلحة المصرية تحتاج لإعادة بناء فى الوقت الذى اتخذت فيه القيادة السياسية قرارًا بخوض حرب الاستنزاف فى ظل إعادة بناء القوات»، مضيفًا أنه «لم يكن هناك اى تكافؤ بين القوات المصرية والإسرائيلية من حيث التسليح ونوعيته، والرهان كان على المقاتل المصرى الذى تم إعداده إعدادًا جيدًا جدًا، وعلى الرغم من الإمكانيات الضعيفة إلا أنه تمكن فى الأخير من تحقيق انتصار كبير ».

وأشار «هنو» إلى أن حرب أكتوبر كانت تمثل انتصارًا كبيرًا بكل المقاييس العسكرية، فقد كانت جميع التحليلات تؤكد حتمية تعرض الجيش المصرى لهزيمة كبيرة حال أقدم على خوض حرب أكتوبر 1973، لذلك أصبحت المعاهد والأكاديميات العسكرية تدرس تلك المعركة والمعجزة والتى حققها المقاتل المصرى، على أساس أن الاهتمام بالمقاتل وتأهيله لا يقل أهمية عن المعدة ونوعيتها بل يزيد.

كما لفت إلى أن «الجيش المصرى لا ينسى رجاله مهما مر الوقت أو الزمن، واليوم بعد أن أصبح «جد» فبكل تأكيد يشعر بكل مشاعر الفخر بأنه ينال التكريم من رأس القيادة السياسية القائد الأعلى للقوات المسلحة أمام الدولة بأكملها، وهو أمر يرفع من الروح المعنوية ليس له فقط بل لكافة أبناء الشعب المصرى».

«هنو»، أشار إلى أن الدولة المصرية تخوض العديد من المعارك فى اتجاهات متعددة، مستشهدًا فى ذلك بما ذكره الرئيس السيسى فى حديثه خلال الندوة بأن الكلمة من الممكن أن تشعل حروبًا، وهو ما تمر به الدولة المصرية منذ 2011 وحتى الآن فى محاولات تهدف إلى كسر الترابط الاجتماعى بين الشعب المصرى وبعضه وبين الشعب وقيادته السياسية، وأيضًا بين الشعب وجيشه، ولكن أظهر الشعب المصرى معدل وعى عالٍ جدًا خلال تلك الفترة الحرجة تعجب لها العدو بل وإصابته باليأس والإحباط.

كما شدد على أن «المعركة لم تنتهِ بعد وأن العدو ما زال متربصًا بالدولة المصرية وسيستمر فى بث الشائعات والأخبار المغلوطة والأحداث المفبركة التى يجب أن ينتبه لها الشعب المصرى وبخاصة الشباب وألا ينساق وراءها ويتوقف عن إعادة مشاركتها حتى لا تنتشر بين المجتمع»، مشيدًا بالدور المصرى خلال الآونة الأخيرة بالقضية الفلسطينية وكذا وقوف الشعب خلف قيادته السياسية فى قرارات عدم القبول بالتهجير وتقديم الدعم والمساندة للفلسطينيين، حيث وصلت نسبة المساعدات الإنسانية التى خرجت من مصر لقطاع غزة 80فى المائة من إجمالى المساعدات فى الوقت الذى تشارك أكثر من 100 دولة بمنظمة الأمم المتحدة، كما استقبلت المستشفيات المصرية غالبية المصابين والجرحى من أهالى قطاع غزة لتلقى العلاج.

ووصف اللواء «هنو» معركة الوعى التى تخوضها الدولة المصرية حاليًا بـ«الشرسة»، وذلك لأنها تخاطب فئات مختلفة من المجتمع ويقع الدور الأبرز فيها على عاتق الإعلام والتعليم فى ظل عدو يمارس كل الأدوات التقنية التى تسعى للتأثير والسيطرة على فكر الشباب المصرى وتوجيهه فى غير صالح الدولة المصرية.

 

الاكثر قراءة