رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«المواجهة والتجوال» نموذج للعدالة الثقافية الشاملة (٣)


17-10-2025 | 12:14

.

طباعة
بقلـم: محمد عبد الحافظ ناصف

مشروع «مسرح المواجهة والتجوال» واحد من المشاريع الثقافية التى انطلقت فى 2018 كجزء من استراتيجية الدولة لدعم العدالة الثقافية؛ منطلقة من الهدف الثانى لتلك الاستراتيجية وهو بناء الإنسان المصري، ويهدف هذا المشروع بالطبع فى نسخته الأولى إلى إتاحة العروض المسرحية التى ينتجها البيت الفنى للمسرح لجموع الشعب المصرى فى الأقاليم، وخاصة فى المدن الصغيرة والقرى، فيؤدى ذلك لزيادة عدد المستفيدين من العروض المسرحية وتوسيع قاعدة التلقى المسرحى فى مصر، وخاصة من العروض المحترفة التى تقدم للناس فى القاهرة بتذكرة مناسبة السعر، وتقدم مجانا فى المواجهة والتجوال.

 

ويُشرف على المشروع البيت الفنى للمسرح صاحب العرض المسرحي، والهيئة العامة لقصور الثقافة التى تقوم بتنظيم الفعاليات بالتنسيق مع المحافظات ووزارة الشباب والرياضة، وكله تحت رعاية رئيس الجمهورية وإشراف وزارة الثقافة المصرية بقيادة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وقد حقق المشروع منذ انطلاقه عام 2018 مئات الليالى المسرحية المتنوعة فى عشرات القرى والمدن بجميع أنحاء الجمهورية، ووصل إلى فئات مجتمعية مختلفة ومتنوعة لم تكن ضمن مستهدفات البيت الفنى للمسرح نظرا لأسباب كثيرة، منها عدم وجود التجهيزات اللوجستية المناسبة للعروض والفرق الفنية التى تتحرك من القاهرة.

لذا كانت هناك فلسفة جديدة من الوزارة فى عام 2025 لتقديم هذا المشروع برؤية جديدة للاستفادة القصوى من نجاح المشروع فى دوراته الخمس السابقة، وتعتمد تلك الفلسفة على توسيع الشراكة من الجهات على المستوى الأفقي، وهى الجهات الخارجية مثل وزارة الدفاع والداخلية، وزارة التنمية المحلية ووزارة التضامن الاجتماعى ووزارة الشباب والرياضة والمحافظات والأزهر وحياة كريمة ومصر الخير، وعلى المستوى الرأسي، الهيئات والقطاعات بوزارة الثقافة مثل البيت الفنى للمسرح والهيئة العامة لقصور الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية والهيئة العامة للكتاب، وتحقق تلك الشراكة والتكاملية الهدف رقم 17 من أهداف التنمية المستدامة التى أطلقتها الأمم المتحدة وتبنتها مصر ضمن أهدافها ومشروعها للتنمية2030.

ومن أسباب نجاح هذا المشروع أكثر وأكثر كان يجب أن تكون بداية الانطلاقة الجديدة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، فأعطى ذلك للمشروع زخما كبيرا وتعاونا منقطع النظير من كل الجهات، وتيسر ذلك كثيرا فى كل الأمور الأمنية واللوجستية المطلوبة لنجاح المشروع فى كل مكان، وتم تدشين المشروع فى المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية فى احتفالية فنية عبرت عن هوية المشروع من تأليف طارق عمران وإخراج ضياء شفيق، وأعلن الدكتور أحمد فؤاد هَنو وزير الثقافة، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة إطلاق فعاليات المرحلة السادسة من مشروع “المواجهة والتجوال” بشراكة عدد كبير من قطاعات الوزارة ومنها البيت الفنى للمسرح برئاسة هشام عطوة التابع لقطاع المسرح برئاسة المخرج الكبير خالد جلال، وبإشراف المخرج محمد الشرقاوى مدير المواجهة والتجوال وبمشاركة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان وقطاع الفنون التشكيلية برئاسة دكتور وليد قانوش، والهيئة العامة للكتاب برئاسة د. خالد أبو الليل.

والجدير بالذكر أن هذا المشروع تحرك أولا فى محافظة قنا، ثم انتقل إلى محافظة أسيوط، وتوجه بعدها إلى محافظة البحر الأحمر، وصل الآن فى شهر أكتوبر إلى جنوب سيناء وسيصل بعدها إلى العريش، وقد شملت الفعاليات عرضا مسرحيا بعنوان توتة وفرق الفنون الشعبية والاستعراضية فى قنا وأسيوط والغردقة، وهى فرق تنتمى إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة إضافة لمعارض فنون تشكيلية لعدد من فنانى كل محافظة ومعرض للحرف التراثية والتقليدية الموجودة فى كل محافظة تعبر عنها، ومعارض للكتب التى أهدتها الهيئة العامة للكتاب وتوزع مجانا على الأطفال والشباب، حضر تلك الفعاليات فى المدن والقرى عدد مدهش وكبير من الأطفال والشباب والكبار المتعطشين للثقافة والفنون المختلفة التى تحقق مبدأ تكاملية الفنون، كما كان يؤكد دائما الراحل الأستاذ الدكتور فوزى فهمى أحد البنائين المقدرين للأكاديمية الفنون”.

وأكد الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة امتلاء مصر بالمواهب فى كل المجالات الثقافية من فنون وآداب قائلا: “ ومنذ أكثر من عام، حين شرفت بتحمل مسئولية وزارة الثقافة، جُلت فى ربوع هذا الوطن، من القرى والنجوع إلى الضواحى والمدن، فاكتشفت الكنز الحقيقى لمصر: شبابًا وأطفالًا، فنانين بالفطرة، متعطشين للفن والثقافة والإبداع، فى أبو سمبل والقرنة، فى أخميم وأسيوط، فى العريش ونخيل وبئر العبد والطور والمساعيد، فى الفيوم والإسماعيلية وغيرها، وجدت آلاف المواهب التى تحتاج فحسب إلى من ينير لها الطريق ويفتح أمامها الأبواب، حاملًا النور فى مواجهة الأفكار الظلامية، ليمنح أبناءنا فرصة الحلم وصناعة مستقبل أجمل”.

وسوف يجوب المشروع فى مرحلته السادسة نحو عشرين محافظة، وتحظى به 130 قرية فى 175 موقعًا، ليستهدف بذلك أكثر من مليون مواطن، ويحقق ذلك مجموعة من المستهدفات التى تندرج ضمن استراتيجية وزارة الثقافة، أهمها على الإطلاق تحقيق العدالة الثقافية، حيث سيصل المشروع لعشرين محافظة بكل فعالياته من مسرح وموسيقى وفنون شعبية ومعارض كتب وورش فنية ومعارض فنون تشكيلية وحرف تراثية، كما أن المشروع سيحقق جزءا من برنامج اكتشاف ودعم ورعاية المواهب خلال الأيام الثقافية فى كل محافظة على حدة، ففكرة تكاملية الفنون المعروضة أمام الجميع هى بمثابة وجبة ثقافية وفنية متكاملة سوف تكون بالطبع حافزا مهما ودافعا كبيرا لكثير من المواهب للسعى لعرض مواهبها وفرصة جيدة لاكتشاف الكثير من المواهب الأدبية والفنية. لا شك أن هناك مستهدفا آخر سيتحقق بشكل غير مباشر خلال تلك الجولة وهو دعم وتعزيز القيم الإيجابية لدى أطفالنا، مما سيؤثر بشكل كبير عليهم كى يكونوا فى النهاية جيلا واعيا لوطن أقوى، وتلك هى المبادرة التى بدأتها وزارة الثقافة المصرية تحقيقا لاستراتيجية الوعى التى تعمل عليها الحكومة المصرية بوزاراتها المختلفة، ومنها هذا المشروع الذى صار وزارة ثقافة متنقلة بكل قطاعاتها وهيئاتها، ولم لا؟ ويشارك فى المواجهة والتجوال أكبر قطاعات وهيئات بالوزارة منها قطاع المسرح وقصور الثقافة وهيئة الكتاب وقطاع الفنون التشكيلية.

 
 
 
 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة