رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

محمد الكحلاوي.. رائد الأغنية البدوية ومنشد الرسول الذي رفض الغناء لعبد الناصر

1-10-2025 | 08:53

محمد الكحلاوي

طباعة
ندى محمد

تحل اليوم الذكرى الـ113 لميلاد الفنان الكبير محمد الكحلاوي، واحد من أبرز المنشدين والمطربين في تاريخ مصر والعالم العربي، الذي جمع بين الفن الديني والغناء البدوي والسينما، ليصنع مسيرة استثنائية لا تزال حاضرة حتى اليوم.

وُلد الكحلاوي في الأول من أكتوبر عام 1912 بقرية منيا القمح بمحافظة الشرقية، وفقد والديه صغيرًا فتربى في كنف خاله الفنان محمد مجاهد الكحلاوي، الذي أورثه حب الفن والإنشاد. بدأ حياته موظفًا في السكك الحديدية، لكنه سرعان ما ترك الوظيفة ليلتحق بعالم الفن، فعمل كومبارسًا في فرقة عكاشة، وجاءت الصدفة لتغير مساره حين تأخر المطرب الأساسي لإحدى الحفلات، فطُلب من الكحلاوي أن يغني للجمهور، فتجاوب معه الحاضرون بشدة، وكانت تلك نقطة انطلاقه.

رافق الكحلاوي فرقة عكاشة في رحلاتها إلى الشام، لكنه قرر البقاء هناك لثماني سنوات، أتقن خلالها فنون الغناء البدوي حتى أصبح رائدًا له، عاد بعدها إلى مصر بثروة كبيرة بلغت 38 ألف جنيه، أنشأ بها ثاني أكبر شركة إنتاج سينمائي في الوطن العربي وقتها.

قدم الكحلاوي نحو 40 فيلمًا، جمع فيها بين الغناء والتمثيل والإنتاج، من أبرزها حسن وحسن (1945) وابن الفلاح (1948) والذلة الكبرى، وحصل عن الأخير على جائزة أفضل ممثل، كما شارك في الفيلم التاريخي العزيمة (1939) الذي يعد من أهم علامات السينما المصرية.

لكن التحول الأهم في مسيرته كان مع الإنشاد الديني، إذ وهب صوته للمديح النبوي وأبدع في تقديم أناشيد خالدة مثل لأجل النبي ويا قلبي صلي على النبي ونور النبي، وقد روت ابنته الداعية الراحلة عبلة الكحلاوي أن والدها رفض الغناء في إحدى الحفلات أمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مؤكدًا أن صوته "للرسول فقط".

ورغم حياته الفنية الصاخبة، عُرف الكحلاوي بالزهد، فترك منزله الفخم في الزمالك قبل وفاته بسنوات، وبنى مسجدًا في منطقة الإمام الشافعي بالقاهرة، أقام بجواره استراحة عاش فيها حتى رحيله عام 1982 عن عمر ناهز 70 عامًا.

رحل محمد الكحلاوي تاركًا إرثًا متنوعًا يجمع بين الأغنية البدوية، الإنشاد الديني، والسينما، ليبقى اسمه حاضرًا كرائد من رواد الفن الأصيل وصوت ارتبط بمديح الرسول، وذاكرة فنية تستحق أن تُروى للأجيال.