قال وزير الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزي، تنغكو ظفرول عبد العزيز، اليوم الجمعة، إن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تواصل جهودها الاستباقية لتنويع علاقاتها وشبكاتها الاقتصادية وتوسيعها في ظل حالة انعدام اليقين الاقتصادي العالمي والإقليمي.
وأضاف ظفرول - في المؤتمر الصحفي الختامي لاجتماع وزراء اقتصاد رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة التي عُقدت في ماليزيا اليوم، وفقا لوكالة الأنباء الماليزية (برناما) - أن آسيان تعتزم أيضًا تعميق التعاون الاقتصادي بين دول آسيان ومجلس التعاون الخليجي في المستقبل.
وأشار إلى أن الاجتماع السنوي لوزراء اقتصاد الرابطة يُعدّ منصةً مهمةً لتبادل وجهات النظر حول الآفاق الاقتصادية الإقليمية والعالمية.
وقال ظفرول "إنها أيضًا فرصة لمناقشة التقدم المحرز في تحقيق النتائج الاقتصادية الرئيسية لهذا العام، والمبادرات الرئيسية في إطار الجماعة الاقتصادية لآسيان، بالإضافة إلى المبادرات المشتركة للرابطة مع شركائنا في الحوار".
وأضاف أن النسخة الجديدة والمحسّنة من اتفاقية تجارة السلع للرابطة تُمثل قفزة نوعية إلى الأمام، حيث صُممت لتكون أكثر مرونة واستجابة للتغيرات الاقتصادية الإقليمية والعالمية.
وأكد ظفرول أن اتفاقية إطار الاقتصاد الرقمي للرابطة ستدفع عجلة النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي نحو اقتصاد رقمي شامل في جميع أنحاء آسيان.
وأضاف أن من بين المواضيع الرئيسية التي سيطرت على المناقشات في الاجتماعات الداخلية للرابطة، وكذلك في المشاورات مع شركاء حوار آسيان، الاتجاه المتزايد للحمائية التجارية العالمية.
وقال "نؤكد التزامنا المشترك بدعم نظام تجاري متعدد الأطراف حر وعادل وشامل وقائم على القواعد وغير تمييزي مع مبادئ منظمة التجارة العالمية في جوهره".
من جهة أخرى، قال ظفرول إن اجتماع مجلس اللجنة الاقتصادية لرابطة دول جنوب شرق آسيا سيُعقد نهاية أكتوبر المقبل لمناقشة آخر المستجدات المتعلقة بالتعريفات الجمركية الأمريكية.
وأضاف أن ماليزيا تُقيّم حتى الآن تأثير التعريفات الجمركية الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على المنتجات الدوائية والأثاث وقطع غيار السيارات، بالإضافة إلى قطاع الطيران والفضاء، على القطاع الصناعي.
وتابع: "هذا متوقع بالتأكيد. نريد فقط معرفة موعد تطبيق هذه التعريفات، وسننتظر تفاصيلها التي من المتوقع أن تؤثر على عدة قطاعات".
ووفقًا لظفرول، فإن موقف ماليزيا هو إجراء مفاوضات دائمة مع الولايات المتحدة بشأن قضايا التعريفات الجمركية - وهو نهجٌ مماثلٌ تتبعه دولٌ أخرى أعضاء في الرابطة.
وقال "على مستوى آسيان، نواصل دعم نظام تجاري متعدد الأطراف قائم على القواعد ومبادئ منظمة التجارة العالمية"، مضيفا أن "للولايات المتحدة الحق في اتخاذ ما يلزم، ولكن بالنسبة لنا، سنواصل دعم التعددية ونواصل تنويع شركاتنا وتعزيزها.
من ناحية أخرى، أكد وزراء اقتصاد دول جنوب شرق آسيا (آسيان) دعمهم لعضوية تيمور الشرقية الكاملة في التكتل الإقليمي، مما يمهد الطريق لتصبح الدولة العضو الحادية عشرة في قمة الرابطة السابعة والأربعين الشهر المقبل.
وقال وزير الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزي إن دعم آسيان يُبرز التزام المجموعة بالنمو الشامل والتكامل الإقليمي.. مشيرا إلى أن مثل هذه المبادرات ستعزز اندماج تيمور الشرقية في إطار الجماعة الاقتصادية لآسيان.
وأضاف "نتطلع بعد ذلك إلى اللحظات التاريخية التي ستُقبل فيها تيمور الشرقية بالكامل عضواً الحادي عشر في آسيان في القمة السابعة والأربعين للرابطة في أكتوبر 2025".
وتابع "نؤكد دعمنا الجماعي لعضوية تيمور الشرقية في آسيان، ونرحب ببرنامج بناء القدرات لتعزيز جاهزية تيمور الشرقية للوفاء بمسؤولياتها في إطار منظمة التعاون الاقتصادي الآسيوي".
وفي الوقت نفسه، أكد الأمين العام لآسيان، الدكتور "كاو كيم هورن"، متفقًا مع ظفرول، التزام الوزراء بدعم تيمور الشرقية في التنفيذ الفعال لجميع اتفاقيات الرابطة الاقتصادية من خلال برامج بناء القدرات.
وأضاف أن هذا البرنامج المُستهدف سيُمكّن البلاد من تحقيق الفوائد الملموسة للتكامل الاقتصادي للرابطة بالكامل.
وقدّمت تيمور الشرقية طلب الانضمام إلى آسيان لأول مرة في عام 2011، وحصلت على صفة مراقب في عام 2022.