رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

إسرائيل تُهزم سياسيًا.. خبراء: الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعزز حل الدولتين| خاص

21-9-2025 | 15:07

فلسطين

طباعة
محمود غانم

في خطوة تبرهن على أن دماء الفلسطينيين المسالة لم تذهب سدى، تعتزم 10 دول الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر "حل الدولتين"، الذي ينعقد غدًا الاثنين في مدينة نيويورك الأمريكية، ما يمثل دفعة قوية للقضية الفلسطينية، في ظل ما تمر به من ظرف استثنائي جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ عامين في قطاع غزة، وما يوازيه من تصعيد في الضفة الغربية بما فيها من استيطان وتهديد بالضم.

والدول العشر هي: فرنسا، بريطانيا، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، بلجيكا، سان مارينو، أندورا، مالطا، ولوكسمبورج، بينما من المنتظر أن تسبقها البرتغال في اتخاذ هذه الخطوة اليوم.

وبلا أدنى شك يمثل ذلك هزيمة لإسرائيل، التي تعمل بلا هوادة على تصفية الحقوق الفلسطينية، غير متوقعة أنها بهذا الشكل أعادت تصدير القضية من جديد إلى المحافل الدولية.

الولايات المتحدة الأمريكية، من جانبها، حاولت الحيلولة دون إتمام هذه الخطوة، غير أن الإرادة الدولية الداعمة للحقوق الفلسطينية كانت أقوى، فلجأت واشنطن إلى منع الممثل الفلسطيني من حضور هذه اللحظة التاريخية عبر رفض منحه التأشيرة.

وفي غضون ذلك، أكد خبراء على أهمية هذه الخطوة، التي تمثل انتصارًا لحقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته، مقابل تأكيد عزلة إسرائيل دوليًا وهزيمتها السياسية.

وشدد الخبراء، في أحاديث لـ"دار الهلال"، على أن خطوة إقامة الدولة الفلسطينية تصطدم بعراقيل إسرائيلية على الأرض، ينبغي تكاتف المجتمع الدولي لمواجهتها، لا سيما في ظل ضعف الموقف الإسرائيلي دوليًا.

 

تعزيز عزلة إسرائيل دوليًا

ويؤكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن خطوة اعتراف هذه الدول بالدولة الفلسطينية تمثل خطوة إيجابية مهمة، وتحركًا دبلوماسيًا بارزًا بالنسبة للقضية الفلسطينية، فضلًا عن أنها تعزز مسألة عزل إسرائيل دوليًا، إذ لا يمكن أن يعترف المجتمع الدولي كله بالحق الفلسطيني، بينما تواصل إسرائيل إنكاره.

وقال سلامة، في حديث لـ"دار الهلال"، إن هذه الخطوة تشكل في الوقت ذاته أداة ضغط مهمة على الولايات المتحدة الأمريكية، كونها الوحيدة التي تواصل مناصرة إسرائيل، بدليل أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير بشأن الدولة الفلسطينية أظهر إجماعًا دوليًا على دعم ذلك، في حين عارضته الولايات المتحدة إلى جانب عدة دول أخرى.

وأشار إلى أن إقامة الدولة الفلسطينية تعيقها على الأرض الممارسات الإسرائيلية، بدءًا من الاستيطان، مرورًا بتقسيم الوحدة الجغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وصولًا إلى محاولات تهجير الفلسطينيين والإصرار على تنفيذها، وعدم الانصياع إلى نداءات السلام ووقف العدوان، موضحًا أن كل ذلك يجعل التطبيق العملي لقيام دولة فلسطينية أمرًا بالغ الصعوبة، لا سيما في ظل التعنت الإسرائيلي والتصريحات المستفزة الصادرة عن مسؤوليه.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أنه رغم ذلك لا بد لهذه الخطوة أن تتم، إلى جانب استمرار الجهود الرامية لتجاوز العقبات الإسرائيلية، مشددًا على أن تل أبيب هُزمت سياسيًا.

وأوضح أن إسرائيل تحاول الترويج لانتصاراتها، غير أن الحقيقة على العكس تمامًا، فهي تعاني على الصعيد السياسي من حالة إقصاء وعزلة غير مسبوقة، انعكست في تغير نظرة المجتمع الدولي لها، على الأقل على مستوى الرأي العام العالمي، وهو ما ظهر جليًا في العديد من المواقف.

 

ترجمة للتعاطف الدولي

من جانبه، أكد الدكتور محمد الزهار، الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، أن إعلان بعض الدول استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر خاص بحل الدولتين يُمثل نقلة نوعية على المستوى السياسي والدبلوماسي، لأنه يترجم التعاطف الدولي إلى خطوات عملية تعزز من مكانة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.

وأوضح الزهار، في حديث لـ"دار الهلال"، أن هذا الاعتراف لا يغير الوضع على الأرض بشكل فوري في ظل الاحتلال الإسرائيلي، لكنه يضعف الموقف الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي ويؤكد عزلة تل أبيب سياسيًا.

وبشأن القول إن إسرائيل هُزمت سياسيًا، قال خبير العلاقات الدولية إن هذا توصيف يمكن اعتباره نسبيًا، فإسرائيل لم تعد قادرة على فرض روايتها منفردة، وهناك تزايد في عدد الدول التي تتعامل مع الدولة الفلسطينية كحقيقة قائمة وليست مجرد مشروع تفاوضي.

وشدد على أننا أمام تحوّل في موازين الشرعية الدولية قد يفتح المجال لمزيد من الضغوط على إسرائيل، ويعزز فرص الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم المشروعة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة