رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«من هنا يبدأ الحلم»


13-9-2025 | 11:52

.

طباعة
بقلـم: إيمان النجار

 «من هنا يبدأ الحلم».. شعار زين لافتات بطولة الجمهورية الصيفية لكرة اليد المصغرة، واتخذته عنوانًا لهذا المقال، كونه معبرًا لما لمسته ليس فقط فى أحلام لاعبين فى بداية حلمهم الرياضى، لكن فى أحلام أولياء الأمور، آباء وأمهات تحملوا مشقة وعناء وتكلفة السفر والإقامة، فقط من أجل مساعدة أبنائهم على تحقيق أحلامهم، فقد شهدت ساحات ملاعب الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى خلال الأيام الماضية كرنفالًا رائعًا لكرة اليد.

بطولة الجمهورية لكرة اليد المصغرة الصيفية – الدورة الخامسة والثلاثون 2025 أُقيمت فى مدينة الإسكندرية، على ملاعب الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، بتنظيم مشترك بين الأكاديمية والاتحاد المصرى لكرة اليد، انطلقت المنافسات يوم السبت 30 أغسطس 2025، واستمرت حتى 7 سبتمبر الجارى، حيث كانت تُقام المباريات يوميًا من الساعة 3:30 مساءً وحتى 10:30 مساءً، وشارك فى البطولة أكثر من 10 آلاف لاعب وأجهزة فنية، على ملاعب الأكاديمية بمشاركة 35 ناديًا فى أعمار مختلفة، بعدد 159 فريقًا، البطولة شملت فئات سنية مختلفة من مواليد 2013 إلى 2018، وشملت مسابقات للبنين والبنات. بعض الفئات كمواليد 2015 و2016 كان لها منافسات مهرجانية بدون نتائج رسمية، بالإضافة إلى استقبال الأكاديمية لما يقرب من ثمانية آلاف شخص من المرافقين وأولياء الأمور.

كرنفال كرة اليد الذى يُقام منذ ثمانينيات القرن الماضى - بحسب الحضور من محبى كرة اليد - هذه المرة له رونق مختلف، خاصة مع عودته بعد أن كان النشاط متوقفًا منذ عام 2019، لتعود بهجة وفرحة لاعبى ومشجعى كرة اليد.

مشاركتى فى هذه الدورة، لم تكن بصفتى الصحفية، لكن بصفتى والدة اللاعب إياد محمود حارس مرمى فريق «الزمالك ب» بنين 2014، منذ اللحظة الأولى لى هناك انضممت إلى صفوف المشجعين رفقة والده وشقيقته «هنا»، لمست فرحة الآباء والأمهات مع تألق أبنائهم فى إحراز هدف أو منع تسجيل هدف، فهذه أم يعلو صوتها مرددة «دفاع.. دفاع»، وإلى جوارها أب يهتف بحماس «عاش.. رجالة»، وفى الأركان هناك من يحمّس ابنه أو ابنته بعد خسارة تحققت.

فى المدرجات، على السلالم، وفى المقاعد المتناثرة حول الملاعب.. الكل يقف متحمسًا ومشجعًا، متمنيًا فوزًا يتحقق، أو فرحًا بنتيجة تحققت، وأحيانًا مواسيًا ومشجعًا، كلٌ حسب نتيجة مباراته، رأيت أهالى يعيشون لأحلام أبنائهم، قلوبهم ترتجف خوفًا وقلقًا لإصابتهم، وهذا أمر وراد حدوثه فى هذه اللعبة.

«كرنفال كرة اليد المصغرة» الذى يراه المتخصصون فرصةً لتجمع آلاف اللاعبين واللاعبات من مختلف الأندية، فرصة لاكتشاف مواهب جديدة، فرصة لكل فرق لمقابلة فرق جديدة وفرق أقوى وفرق قد لا تسمح الظروف العادية لمقابلتها فى المباريات الودية، فرصة لرؤية أجيال جديدة شابة من الحكام والمدربين، أراه أيضًا فرصة حقيقية لبناء الشخصية، من الاعتماد على النفس وتحمل المسئولية سواء تحمل مسئولية المبيت فى معسكر لعدة أيام، أو تحمل مسئولية اللعب بصورة جادة فى بطولة بهذا الحجم، فأن يخرج لاعب فى سن الـ11 سنة أقل أو أكثر قليلاً باكيًا فهذا ليس كونه طفلاً، بل كونه متحملاً للمسئولية، فكم رأينا نجومًا يبكون لخسارة تكبدتها فرقتهم، ثم يأتى النصر بعد ذلك.

«التنظيم من الأكاديمية واتحاد كرة اليد لهذا العدد الكبير».. أمر يستحق التقدير، خاصة مع هذه الأعداد الكبيرة، فدائما ما كان يتنقل المنظمون بين المشجعين وعلى أطراف الملاعب للقيام بمهامهم، سيارة الإسعاف فى صدارة الملاعب للتدخل فى حال حدوث أى طارئ صحي، آراء المترددين لم تخلُ من بعض الشكوى منها عدم توفر مقاعد بالعدد الكافى لهذا العدد من المشجعين والأهالى، أيضا توقيت بدء المباريات الساعة الثالثة مساء مع ارتفاع حرارة الجو، هذا إلى جانب شكاوى أخرى تتعلق بتحمل عناء البحث عن مكان للإقامة من قبل بعض الأهالى، وتحمل نفقات الإقامة فى شقق أو فنادق متفرقة، وهنا قد يكون توفير مكان إقامة بمقابل مادى مناسب لعدد من المرافقين لكل لاعب أمرًا يحتاج إلى دراسة مدى تطبيقه عمليًا، لتخفيف هذه المعاناة.

35 ناديًا بواقع 159 فريقًا، ليس من بينها أندية أو فرق من محافظات الصعيد أمرًا لافتًا، ويحتاج لتفسير ودراسة هل لبُعد المسافة؟، أم لارتباطه بمدى انتشار وتواجد اللعبة فى صعيد مصر، فتوسيع قاعدة ممارسة النشاط أمر مهم والاهتمام بأبنائنا فى الصعيد مهم أيضًا.

ومن حكايات المباريات والمنافسات إلى معسكر سعد زغلول فى المدينة الشبابية بأبى قير التى كان لها دوراً محورياً وبارزاً فى هذه البطولة،، حيث مكان إقامة الفرق المشاركة فى البطولة، 4 لاعبين فى الغرفة، تجربة تستحق المعايشة، لعب، نشاط، شقاوة، خناقة أطفال، هذا لاعب تعرض لإصابة خفيفة ليجد زملاءه بجانبه مَن يتصل بوالدته، وآخر يسرع لإحضار مطهر، وثالث يسرع لإخبار الطبيب وإدارى الفريق، هذا نفد طعامه أو مشروبه فيعطيه الآخر، الجلوس بينهم لدقائق يوميًا لم يخلُ من سماع شكوى من وجود نمل أو حشرات، البعض يشكو من الطعام فهو غير المعتاد بالنسبة لهم، آخر يشكو لحد البكاء من بعد الأهل والمبيت بدونهم خلال هذه الأيام، لكن مع هذه الشكاوى، عاشوا التجربة، استقلوا نسبيًا بأنفسهم خلالها، بعضهم استقل كليًا معتمدًا على توصيات والديه عبر التواصل المستمر، حقًا تجربة مهمة فى هذا السن، أعتقد أن ابنى محظوظ أنه عاش هذا التجربة.