في مدينة /تيانجين/ تجمع الصين أكثر من عشرين زعيما أجنبيا في قمة منظمة شنغهاي للتعاون والتي تستغرق يومين بدءا من اليوم ، في أكبر قمة للمنظمة منذ إنشائها.
وذكر راديو "فرنسا الدولي" اليوم /الاحد/ في تقرير له - هذه القمة تعد استعراضا للقوة ذي أهمية جيوسياسية بالغة، قبل أيام قليلة من العرض العسكري في بكين.
وبالنسبة لبكين، ليست قمة /تيانجين/ مجرد اجتماع إقليمي، بل هي واجهة لعالم متعدد الأقطاب قيد الإنشاء، حيث تسعى الصين لترسيخ مكانتها كبديل موثوق للنظام الذي تقوده الولايات المتحدة ولا يهم إن لم تفض هذه الأيام من المناقشات إلى أي اتفاقيات ملموسة: فالصورة هي الأهم.
وأنضم إلى الرئيس الصيني "شي جين بينغ" الرئيس الرروسي "فلاديمير بوتين" ورئيس وزراء الهند "ناريندرا مودي" ورئيس تركيا "رجب طيب أردوغان" والرئيس الإيراني، وغيرهم الكثير .
وأضاف التقرير أنه منذ عودته إلى البيت الأبيض، أرسل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" سلسلة من الإشارات المتناقضة: تقارب مع موسكو، وعقوبات ضد الهند، ومواجهة تجارية مع بكين. كل هذه القرارات تخلف فراغا تستغله الصين بمهارة .
وبترحيبه بالرئيس بوتين ورئيس حكومة الهند "ناريندرا مودي"، يضع الرئيس الصيني "شي جين بينغ" نفسه على مفترق طرق بين تنافسين طويلي الأمد: روسيا، التي تخنقها العقوبات الغربية ومجبرة على تعزيز اعتمادها على بكين؛ والهند، التي لطالما وددت إليها واشنطن، تقترب تكتيكيا من الصين في أعقاب الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة.
ونتيجة لذلك، برزت بكين كمحور أساسي لتوازن إقليمي أضعفته، بل وقوضته، تقلبات السياسة الأمريكية. وهكذا، دون قصد، مكن الرئيس ترامب أمرا لم يكن من الممكن تصوره قبل بضعة أشهر فقط: اللقاء بين "ناريندرا مودي" و"شي جين بينغ".
ومرت سبع سنوات منذ أن زار رئيس الوزراء الهندي الصين، بسبب نزاعات حدودية خطيرة، وكان فرض الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 50% على نيودلهي مؤخرا كافيا لتسهيل هذا التقارب السريع.
وستحاول القوى الكبرى الثلاث، روسيا والصين والهند - التي يبلغ عدد سكانها مجتمعة 3 مليارات نسمة - نشر استراتيجيات لمواجهة هجمات الرئيس ترامب الجديدة. ومع ذلك، فإن المعارضة المشتركة للولايات المتحدة لا توحد الموقف. ففي الوقت الحالي، لا تزال محاولات استبدال الدولار بالعملات الوطنية في التجارة الإقليمية، على سبيل المثال، غير ناجحة.
ولكن اللحظة مهمة، وعلى الصين أن تبذل قصارى جهدها للاستفادة من هذه المشاعر المعادية لأمريكا وتوحيد هذه الدول الإقليمية العشرين تقريبا حول مشروع جيوسياسي واقتصادي جديد، من شأنه أن يجعل بكين أكثر من أي وقت مضى عاصمةً للنظام العالمي الجديد. كما تعكس القمة تحول منظمة شنغهاي للتعاون: من إطار للتعاون الإقليمي، إلى أداة لإضفاء الشرعية على نظام دولي "غير غربي".
وهي رواية تنوي الصين تضخيمها، مدعومة بالصور، خلال العرض العسكري الكبير المقرر الأربعاء المقبل في العاصمة الصينية /بكين/.