قال الدكتور إسماعيل تركى، أستاذ العلوم السياسية، أن موافقة «الكابينت» الإسرائيلى على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة الكاملة على قطاع غزة تمثل تصعيدًا خطيرا يهدف لفرض حصار مطبق وإجبار الفلسطينيين على الهجرة القسرية، فى محاولة لنسف إقامة الدولة الفلسطينية وتفكيك مقوماتها.
وأوضح أن مصر أدركت أبعاد هذا المخطط منذ اللحظة الأولى، فتبنت موقفًا ثابتًا فى رفض تهجير سكان القطاع، وضغطت بقوة لوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسى لم يترك فرصة على الساحتين الدولية والإقليمية إلا واستثمرها لتوضيح حقيقة الممارسات الإسرائيلية التى تتعنت فى إدخال المساعدات وتستخدم الجوع والعطش كأدوات للتهجير.
وكشف أن مصر قادرة على إغراق غزة بالمساعدات إذا لم تتعنت إسرائيل، مشيرا إلى دخول القافلة الحادية عشرة مؤخرًا محملة بآلاف الأطنان، بدعم من أكثر من 30 ألف متطوع من الهلال الأحمر المصرى، بالإضافة إلى جهود منظمات ومؤسسات مصرية مخلصة، معتبرا أن هذه المساعدات «شريان الحياة» الذى يثبت السكان فى أرضهم، ويُمكّنهم من الصمود فى مواجهة محاولات الاحتلال.
وأشار إلى أن إسرائيل تضع عراقيل معقدة أمام مرور القوافل، تشمل تفتيش الشاحنات أكثر من خمس مرات وإعادة تحميلها مرارًا، ورغم ذلك تتحمل مصر هذه الإجراءات الصعبة بصبر وإصرار لتحقيق هدفها الإنسانى والسياسى، موضحا أن نجاح الدور المصرى فى ظل العدوان الإسرائيلى أدى إلى زيادة الضغوط الدولية على تل أبيب، وتنامى الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل دول كبرى مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، بجانب مواقف داعمة من الصين وروسيا.
كما أكد أن مصر تمثل «حائط الصد» الذى منع تمرير خطط تصفية القضية الفلسطينية، وأن دورها التاريخى فى دعم غزة لا يمكن تجاوزه أو تشويهه، مؤكداً أن الحقائق على الأرض أثبتت صلابتها فى الدفاع عن الفلسطينيين وحماية الأمن القومى العربى.