رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

حماس في القاهرة.. خبراء: زيارة تسعى إلى إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

13-8-2025 | 16:33

قطاع غزة

طباعة
محمود غانم

تعمل القاهرة، بصفتها أحد الوسطاء، على تهيئة الأجواء لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد أن تعثرت أواخر الشهر الماضي نتيجة تعنت إسرائيل في مسألة الانسحاب من القطاع، التي تتمسك بها كورقة ضغط لإنفاذ مخططات تهجير الفلسطينيين، رغم ادعائها عكس ذلك.

حماس في القاهرة

وصل وفد من حركة حماس، أمس الثلاثاء، إلى مصر لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين حول آخر التطورات المتعلقة بحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، ومجمل الأوضاع في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس والمسجد الأقصى، وفق ما أفاد به بيان صادر عنها.

ومن المقرر أن تعقد حماس، اليوم الأربعاء، لقاءات تركز على سبل وقف الحرب على القطاع، وإدخال المساعدات، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، وبحث العلاقات الفلسطينية الداخلية للوصول إلى توافقات وطنية حول مجمل القضايا السياسية، والعلاقات الثنائية مع مصر وسبل تطويرها، بحسب البيان.

وأشادت حماس بالجهود التي تبذلها مصر في مجمل القضايا السابقة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة أن العلاقات مع مصر ثابتة وقوية، وأن العمل المشترك لم يتوقف في مختلف القضايا.

جاء ذلك بعد تأكيد وزير الخارجية بدر عبد العاطي أن مصر تعمل مع قطر والولايات المتحدة من أجل العودة إلى مقترح هدنة الـ60 يومًا في قطاع غزة.

وبالتزامن، أكدت مصادر لـ"قناة القاهرة" الإخبارية أن مباحثات حماس في القاهرة تهدف إلى الدفع مرة أخرى باتجاه استئناف المفاوضات، بحيث يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وشددت المصادر على أن هناك جهودًا مصرية مكثفة واتصالات مع الأطراف كافة، لتجاوز الخلافات من أجل التوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة.

كانت آخر جولة من المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل قد عقدت الشهر الماضي، غير أنها تعثرت بسبب تعنت إسرائيل في مسألة الانسحاب من القطاع.

ويأتي ذلك عقب قرار إسرائيل احتلال كامل قطاع غزة، في خطوة من شأنها تفاقم الكارثة الإنسانية، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني خطر الموت جوعًا، في ظل حرب إبادة تقترب من عامها الثاني.

وحسب خبراء، فإن محادثات القاهرة ترمي إلى إحياء العملية التفاوضية بين حركة حماس وإسرائيل، بعد أن تعثرت في نهاية الشهر الماضي.

وأكد الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"دار الهلال" أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الطرف القادر على إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، وأن الأمر يتطلب منها فقط ممارسة ضغوط حقيقية على الجانب الإسرائيلي.

مصر تتمسك بتحقيق السلام

أكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن مصر متمسكة بتحقيق الاستقرار والوصول إلى السلام عبر إحياء خطة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، التي تقوم على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، إضافة إلى تبادل الأسرى والمحتجزين.

وأوضح البرديسي، في حديثه لـ"دار الهلال"، أن تنفيذ هذه الخطة سيتم على مراحل، وصولًا إلى تحقيق تسوية شاملة تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار.

وأشار إلى أن وفد حركة حماس، برئاسة خليل الحية، جاء في هذا الإطار لدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة مؤقتة، في وقت تبدو فيه الأطراف في أمسّ الحاجة إليها.

وحول فرص نجاح جهود التهدئة، شدد خبير العلاقات الدولية على أن الأمر يتوقف بالأساس على إرادة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتبار أن الأخير هو الأقدر على ممارسة الضغوط اللازمة لإجبار نتنياهو على قبول مثل هذه الخطة.

ولفت البرديسي إلى أن السوابق أكدت أن الرئيس الأمريكي يمتلك القدرة على دفع إسرائيل نحو التهدئة، مستشهدًا بما حدث في 19 يناير الماضي.

وفي السياق ذاته، شدد على أهمية استمرار العملية التفاوضية، مذكرًا بأن مصر نجحت في إبرام الهدنة الأولى بين حركة حماس وإسرائيل في نهاية نوفمبر 2023، قبل أن تستأنف إسرائيل القتال مطلع ديسمبر من العام نفسه.

وأضاف أن الرئيس دونالد ترامب تمكن كذلك من الضغط للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في يناير الماضي، قبل أن تتنصل منه إسرائيل في مارس.

واختتم البرديسي بالتأكيد على أن استمرار العملية التفاوضية والوساطة المصرية يمكن أن يحقق نجاحات، رغم تعنت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي.

 

جهود استئناف المفاوضات

ومن جانبه، يرى الدكتور حسام فاروق، أستاذ الاتصال السياسي، أن زيارة وفد حركة حماس إلى القاهرة تأتي في إطار الجهود الرامية لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، التي توقفت نهاية الشهر الماضي بعد إعلان الحركة رفضها التفاوض في ظل الحصار والتجويع.

وأوضح فاروق، في حديث لـ"دار الهلال"، أن مصر وقطر، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، تواصلان جهودهما لإتمام صفقة جديدة، مشيرًا إلى أن مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف شهد تعديلات بعد لقاء جمعه برئيس الوزراء القطري في إسبانيا.

وأضاف أن اللقاء أفرز ما بات يُعرف بـ"الصفقة الشاملة"، التي تتضمن إنهاء الحرب بشكل كامل، والإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين دفعة واحدة، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.

وبيّن أن لكل طرف شروطه؛ فحماس تتمسك بانسحاب الاحتلال من كامل القطاع وإنهاء الحرب، بينما تشترط إسرائيل، وفق تصريحات ويتكوف، نزع سلاح الحركة وخروجها من المشهد السياسي في "اليوم التالي للحرب".

وأشار الخبير السياسي إلى أن المعضلة الأساسية تتمثل في مسألة سلاح حماس، موضحًا أن جميع القضايا الأخرى قابلة للنقاش.

وطرح الوسطاء حلاً لهذه الإشكالية يقوم على إيداع السلاح لدى طرف ثالث في مكان آمن، بحيث يحق لحماس استعادته طالما لم تتحقق شروط الاتفاق، فيما تؤكد الحركة أن "القانون الدولي يكفل لها امتلاك السلاح طالما استمر الاحتلال، باعتباره سلاح مقاومة".

ولفت فاروق إلى أن مصر وقطر تحاولان إقناع حماس بإنهاء الحرب والقبول بخيار إيداع السلاح، مشيرًا إلى أن الأزمة الثانية في المفاوضات تتمثل في "معضلة الضمانات".

وأوضح أن جولتي التفاوض الأخيرتين تعثرتا بسبب هذا الملف، حيث كانت حماس توافق من حيث المبدأ لكنها تتساءل: "من يضمن؟".

وأضاف أنه عند إحالة الضمانات إلى الولايات المتحدة، باعتبارها الطرف القادر على وقف الحرب، كانت واشنطن ترفض تقديم ضمانات مكتوبة، فيما رفضت حماس الضمانات الشفهية، استنادًا إلى تجارب سابقة أظهرت عدم التزام إسرائيل بتعهداتها.

وأكد فاروق أن المحادثات الجارية في القاهرة تهدف إلى حقن دماء الفلسطينيين، وإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور، وإفشال مخطط احتلال غزة، مشددًا على أن الأمر يتوقف على موقف حماس، التي ينبغي – ولو تكتيكيًا – أن تبدي مرونة مقابل الحصول على ما تشاء من ضمانات.

وحذر من أنه في حال تمسكت الحركة بموقفها الرافض، فإن رئيس وزراء الاحتلال سيواصل إطالة أمد الحرب للحفاظ على بقائه السياسي، خاصة في ظل فقدانه ثقة الشارع.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة