في مثل هذا اليوم من عام 1953، رحل المفكر والمربي الفلسطيني خليل السكاكيني، أحد أبرز أعلام النهضة الثقافية والتربوية في فلسطين والعالم العربي، وصاحب مشروع فكري وإنساني ترك أثرًا عميقًا في التعليم، الأدب، والهوية الوطنية.
النشأة والتعليم
وُلد السكاكيني في 23 يناير 1878 بمدينة القدس لعائلة عربية مسيحية، تلقى تعليمه في مدارس الروم الأرثوذكس، وتتلمذ على يد المربي نخلة زريق.
سافر إلى الولايات المتحدة عام 1907، وعمل هناك مدرسًا ومترجمًا، وكتب مقالات في المجلات الأدبية، قبل أن يعود إلى القدس عام 1908.
التربية والتعليم
أسّس عام 1909 المدرسة الدستورية، أول مدرسة فلسطينية تجمع طلابًا من مختلف الطوائف، وتتبنى أساليب تعليمية حديثة.
ألغى نظام العقاب والجوائز، وأدخل الفنون والرياضة في المناهج.
عمل مفتشًا عامًا للمعارف في فلسطين لمدة 12 عامًا، وأسّس المدرسة الوطنية عام 1925، و كلية النهضة عام 1938، التي أصبحت مركزًا تربويًا وسياسيًا بارزًا.
الفكر والكتابة
كتب يوميات وتأملات ورسائل، أبرزها مجموعات يوميات خليل السكاكيني وبين الأب والابن، التي وثّقت حياته ومواقفه.
دعا إلى تعريب الكنيسة الأرثوذكسية، ونشر عام 1913 كتيبًا بعنوان النهضة الأرثوذكسية في فلسطين.
آمن بأن الجمال هو مدخل الفضيلة، وقال: "إذا أردتَ إنهاض أمّة، فنبّه فيها حاسّة الجمال ونمِّها."
المواقف الوطنية
- اعتُقل عام 1917 من قبل السلطات العثمانية وسُجن في دمشق، ثم التحق بقوات الثورة العربية.
- كان من آخر من غادر حي القطمون في القدس عام 1948، بعد قصف الاحتلال، وانتقل إلى القاهرة.
- رشّحه طه حسين للانضمام إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وانتُخب أول رئيس للمجلس الوطني الفلسطيني عام 1948.
من أبرز مؤلفاته: فلسطين بعد الحرب الكبرى، مطالعات في اللغة والأدب، أسلوب الجملة للتجربة، حروف العربية، الجديد في القراءة العربية، وغيرهم..
الفقد والرحيل
توفيت زوجته سلطانة عام 1939، فكتب عنها قصائد حزينة، ثم فُجع بوفاة ابنه الوحيد سري عام 1953، ما أثّر على صحته، وتوفي بعده بثلاثة أشهر، في 13 أغسطس 1953 ، ودُفن في مقبرة مار جرجس بالقاهرة.