تتجه أسعار النحاس نحو تسجيل مكاسب أسبوعية، اليوم /الجمعة/، مع تركيز الأسواق على تداعيات إغلاق أكبر منجم تابع لشركة "كوديلكو" الحكومية في تشيلي، وذلك عقب حادث مميت أودى بحياة أحد العاملين ما أدى إلى تعليق العمليات.
يأتي هذا التطور في وقت حساس يشهد فيه السوق العالمي للنحاس توترات متزايدة بفعل مخاوف الإمدادات والطلب الصناعي.
وشهد منجم "إل تينيينتي ، أحد أضخم مناجم النحاس تحت الأرض في العالم، توقفا في العمليات منذ 31 يوليو، الماضي نتيجة لانهيار أرضي يعتقد أنه ناجم عن أنشطة التعدين نفسها وليس بسبب زلزال طبيعي، وفقا لمصدر مطلع على تحقيقات أوردتها وكالة بلومبيرج.
وتمثل الحادثة صدمة لصناعة التعدين في تشيلي، التي تعد من أكثر الدول عرضة للزلازل، مما يتطلب تشييد مشاريع معدنية قادرة على مقاومة الهزات الأرضية المتكررة والعنيفة.
يأتي هذا التطور في وقت مهم تشهده السوق العالمية، مع تراجع المعروض من النحاس، مما أجبر العديد من المصاهر على خفض إنتاج المعدن الحيوي لعمليات التحول الأخضر عالميا.
وقد تقدمت شركة كوديلكو بطلب لاستئناف العمليات الجزئية في المنجم، بينما تواصل تحقيقاتها للوقوف على أسباب الحادث.
وارتفع سعر النحاس بنسبة 0.2% ليصل إلى 9,707.50 دولارا للطن في بورصة لندن للمعادن، ما يعزز المكاسب الأسبوعية 0.8%.
وتعد تشيلي أكبر منتج للنحاس في العالم، وتمثل نحو ربع الإمدادات العالمية من المعدن. وتعتبر شركة "كوديلكو" من أضخم شركات التعدين في البلاد، حيث تلعب دورا محوريا في صادرات تشيلي وإيراداتها.
يأتي إغلاق المنجم الأخير بعد سلسلة من التحديات التي واجهها قطاع التعدين في البلاد، من بينها الحوادث الصناعية، والاحتجاجات العمالية، والتقلبات المناخية.
وقد زاد هذا الحادث من الضغط على السوق، في ظل توقعات بارتفاع الطلب العالمي على النحاس، خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة والبنية التحتية الكهربائية؛ مما يعزز من فرص استمرار صعود الأسعار خلال الفترة المقبلة.
ويرجح محللون أن يواصل النحاس أداءه القوي في المدى القريب، في ظل تصاعد المخاطر المتعلقة بالإمدادات، إضافة إلى تحسن التوقعات الاقتصادية في الصين، أكبر مستهلك عالمي للنحاس.
كما أن التحولات العالمية نحو الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة تبقى الطلب على النحاس مرتفعا، ما يعزز من احتمالات استمرار الاتجاه الصعودي للأسعار.
ومن المتوقع أن تراقب الأسواق عن كثب تطورات الوضع في منجم كوديلكو، إلى جانب أي مؤشرات من البنوك المركزية الكبرى بشأن أسعار الفائدة، والتي قد تؤثر بدورها على شهية المستثمرين تجاه السلع الأساسية.
في المقابل، تراجع سعر خام الحديد بنسبة 0.5% ليبلغ 101.70 دولارا للطن في بورصة سنغافورة، وسط توقعات بتخفيضات في إنتاج الصلب في شمال الصين، أكبر مستهلك للحديد عالميا.