رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الأمم المتحدة: إفريقيا تتقدم نحو الاستقلال في مواجهة الإيدز بأول شراء لأدوية مصنوعة محليا

1-8-2025 | 22:00

الأمم المتحدة

طباعة
دار الهلال

خطت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى خطوة حذرة ولكنها حاسمة نحو الاعتماد على الذات بشكل أكبر في مجال الصحة، حيث بدأت الأدوية والاختبارات التشخيصية الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، المسبب لمرض الإيدز، المنتجة محليًا في الوصول إلى البرامج الوطنية، بما في ذلك، ولأول مرة، شراء علاج مصنوع في إفريقيا لصالح موزمبيق.

وبحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة فإن هذا التطور يمثل إنجازًا تاريخيا لمنطقة تتحمل ما يقرب من 65% من العبء العالمي لفيروس نقص المناعة البشرية، ولطالما اعتمدت على واردات الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية المنقذة للحياة وأطقم الاختبار، لكن هذا قد يبدأ في التغير.

ويضعف فيروس نقص المناعة البشرية جهاز المناعة في الجسم، مما يقلل من قدرته على محاربة العدوى وبعض أنواع السرطان، وبدون تدخل في الوقت المناسب، يمكن أن يتطور إلى متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وهي المرحلة الأكثر تقدما من العدوى.

وفي عام 2023، أصبحت شركة "يونيفرسال كوربوريشن ليمتد"، وهي شركة أدوية مقرها كينيا، أول مُصنّع أفريقي يحصل على تأهيل مسبق من منظمة الصحة العالمية لإنتاج تينوفوفير ديسوبروكسيل فومارات، ولاميفودين، ودولوتيغرافير (TLD)، وهو علاج خط أول مضاد للفيروسات القهقرية لفيروس نقص المناعة البشرية.

وحاليًا، وفي خطوة كبيرة إلى الأمام، يقوم الصندوق العالمي - وهو شراكة عالمية تمول الاستجابات لفيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا - بشراء هذا العلاج المُنتج محليًا لفيروس نقص المناعة البشرية لصالح موزمبيق، مما يجعله أول مرة يتم فيها نشر علاج TLD المصنوع في أفريقيا عبر هذه القناة.

وقالت ميج دوهرتي، مديرة برامج فيروس نقص المناعة البشرية العالمية في منظمة الصحة العالمية: "يُعد شراء الصندوق العالمي لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية من الخط الأول المصنوع في إفريقيا لصالح موزمبيق إنجازًا عظيمًا نحو تعزيز أنظمة سلسلة التوريد في أفريقيا".

وتابعت "سيسهم هذا في تحقيق نتائج صحية أفضل للأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية والذين يحتاجون إلى إمدادات أدوية غير منقطعة".

تقول منظمة الصحة العالمية إن هذا الإنجاز جزء من دفعة أوسع لتعزيز القدرة الإنتاجية المحلية وتحسين الوصول إلى التقنيات الصحية الأساسية في جميع أنحاء أفريقيا.

وتعمل وكالة الأمم المتحدة بالشراكة مع البلدان والمصنعين ومنظمات الصحة العالمية - بما في ذلك الصندوق العالمي ويونيتيد - لتوسيع التصنيع الأفريقي المضمون الجودة.

وقال روجريو جاسبار، مدير التنظيم والتأهيل المسبق في منظمة الصحة العالمية: "يُعد الإنتاج المحلي للمنتجات الصحية المضمونة الجودة أولوية عاجلة".

وتابع "مع كل مُصنّع إفريقي يستوفي معايير التأهيل المسبق لمنظمة الصحة العالمية، نقترب أكثر من نظام صحي أكثر اعتمادًا على الذات ومرونة وعدالة".

وعلى الرغم من هذا الإنجاز، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الإنتاج وحده لا يكفي، لضمان الاستدامة على المدى الطويل، تدعو الوكالة إلى التزامات سوقية متقدمة، وسياسات شراء عادلة، ودعم فني مستمر.

وتشير منظمة الصحة العالمية أيضًا إلى التشخيصات على أنها فجوة حرجة، مع تغير تمويل المانحين، تتعرض العديد من البلدان لضغوط للحفاظ على برامج اختبار فيروس نقص المناعة البشرية، التي تعتبر خط المواجهة للوقاية والعلاج.

وفي جهد ذي صلة، حصلت شركة كوديكس بايو Codix Bio، وهي شركة تشخيص نيجيرية، مؤخرا على ترخيص فرعي لتصنيع اختبارات تشخيصية سريعة لفيروس نقص المناعة البشرية.

قالت الدكتورة دوهرتي: "إن وجود اختبارات سريعة محلية الصنع لفيروس نقص المناعة البشرية سيساعد على زيادة القدرة على تحمل التكاليف، وعلى نطاق أوسع، سيعالج نقاط الضعف في سلسلة التوريد والتأخيرات في الوصول إلى التشخيصات".

وكجزء من إرشاداتها، تشجع وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة البلدان أيضا على تبني اختبارات سريعة ومنخفضة التكلفة لفيروس نقص المناعة البشرية، والتي تم تأهيلها مسبقًا من قبل منظمة الصحة العالمية، خاصة كأول اختبار في الخوارزميات الوطنية، مما يمكن أن يقلل التكاليف بشكل كبير مع الحفاظ على تقديم الخدمات.

في حين أن التحديث الأخير يمثل تقدمًا ملموسًا، هناك حاجة إلى المزيد من الإجراءات.وقالت منظمة الصحة العالمية: "إن علاج TLD المُصنع محليًا هو خطوة كبيرة نحو هذا الهدف، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الإجراءات".

الاكثر قراءة