قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا فشلت في أداء دورها في مكافحة الجريمة العابرة للحدود، وذلك نتيجة حملة غربية لـ"عزل موسكو"، معتبرًا أن المنظمة باتت "هامشية" في النظام الدولي و"من غير المؤكد أن لها مستقبلًا".
وفي مقال نُشر في صحيفة "روسيسكايا جازيتا" تحت عنوان "خمسون عامًا على وثيقة هلسنكي: التوقعات والواقع والآفاق"، قال لافروف إن "المنظمة لم تُسهم في جهود التصدي للإرهاب والاتجار بالبشر والمخدرات وضمان الأمن المعلوماتي الدولي، بعدما تم التضحية بكل هذه القضايا لصالح هدف وحيد: عزل روسيا".
وأضاف الوزير الروسي أن المنظمة صارت مُثقَلة بالمشكلات التي دفعتها إلى "الهامش"، مؤكدًا: "لا مجال اليوم للتعاون أو الأمن في منصة فيينا، وهذا لم يكن في تصور واضعي الوثيقة الختامية لهلسنكي". واعتبر أنه حان الوقت لطرح تساؤل جوهري: "هل لا يزال هناك معنى لاستمرار وجود مثل هذه المنظمة؟"
وأشار لافروف إلى أن المبادئ الأساسية التي قامت عليها المنظمة، مثل احترام سيادة الدول والحوار المتكافئ، لم تعد تجد لها مكانًا في المنظمة، لكنها تُمارس بفعالية في أطر تعاون بديلة مثل منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة شنغهاي للتعاون، وغيرها من التجمعات الإقليمية في أوراسيا، حيث "يسود البحث عن توافق حقيقي ولا يُسمح بفرض أجندات مجموعة دول على حساب أخرى".
وأكد لافروف أن روسيا ترى في بناء هيكلية أمنية أوراسية مرنة ومتوازنة – تشمل جميع دول القارة – هدفًا استراتيجيًا يمكن أن يحقق مفهوم "الأمن غير القابل للتجزئة"، وهو هدف فشل تحقيقه ضمن منظمة الأمن والتعاون، لكن يمكن إنجازه ضمن بنية أوراسية جديدة متعددة الأقطاب.
ورأى وزير الخارجية الروسي أن المنظمة لا تزال تمتلك "فرصة لتصحيح المسار"، لكنه ربط ذلك بقدرتها على التكيّف مع "الحقائق الجيوسياسية الجديدة"، محذرًا من أن "استمرار الدول الغربية – خصوصًا أعضاء الناتو والاتحاد الأوروبي – في استخدام المنظمة كمنصة دعائية ضد روسيا سيقضي على مستقبلها تمامًا" - على حد تعبيره.