فاز المصور السينمائي سمير فرج بجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون لعام 2025 وجاء ذلك وفق اعلان جوائز الدولة اليوم بالمجلس الأعلى للثقافة بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة.
يُعد مدير التصوير والمخرج والمصور السينمائي سمير فرج أحد أبرز أعمدة السينما المصرية، وصاحب بصمة فنية امتدت لأكثر من أربعة عقود، قدم خلالها أكثر من 150 فيلمًا وعملًا فنيًا، جمعت بين الحس الواقعي والرؤية الإبداعية العميقة، وارتبط اسمه بمرحلة مهمة من تطور الصورة السينمائية في مصر والعالم العربي.
بدأ مشواره عام 1974 بفيلم "الظلال في الجانب الآخر"، ومنذ تلك اللحظة وضع قدمه على طريق الاحتراف، وواصل تألقه في أعمال أصبحت علامات في تاريخ السينما، من بينها: "عندما يسقط الجسد"، و"رحلة النسيان"، و"الباطنية"، و"الغول"، و"شمس الزناتي"، و"بخيت وعديلة"، و"يمين طلاق"، و"أشتاتا أشتوت"، و"فرحان ملازم آدم"، فضلًا عن مسلسل "الفنار".
تميزت عدسته بقدرة نادرة على المزج بين التقنية العالية والتعبير البصري العميق، ما جعله الاسم الأول لكبار المخرجين في فترة الثمانينات والتسعينات، وامتد تأثيره إلى الألفينات، محافظًا على أسلوب بصري مميز يعكس فهمًا واعيًا للضوء والحركة والتكوين.
ولم يكن فرج مجرد فنان خلف الكاميرا، بل ساهم بدور بارز في تطوير ثقافة الصورة وتعليم فنون التصوير السينمائي، حيث عمل محاضرًا في العديد من الأكاديميات والمؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة، مؤمنًا بأهمية نقل الخبرة للأجيال الجديدة، وكان له دور فعّال في تأطير الذائقة البصرية من خلال مشاركته في لجان تحكيم الجوائز السينمائية، منها: لجنة تحكيم جوائز الثقافة للتصوير الفوتوغرافي عام 2000، رئاسة لجنة جوائز الإبداع الفني في الخدع السينمائية عام 2002، لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة بمهرجان الفيلم الروائي عام 2001، ولجنة تحكيم الفيلم العربي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2007.
كما شغل عدة مناصب مؤثرة ساعدت على تطوير البنية المؤسسية للسينما المصرية، حيث عمل استشاريًا للإضاءة والتصوير براديو وتلفزيون العرب (ART) من عام 1995 وحتى عام 2000، ثم تولى رئاسة جهاز السينما من عام 2012 وحتى نهاية أكتوبر 2014، وكان عضوًا بمجلس إدارة غرفة صناعة السينما منذ عام 2013.
بهذا المسار الطويل والمتنوع، يجمع سمير فرج بين الجانب الفني والجانب المؤسسي، ويمثل نموذجًا متكاملًا للفنان الذي لم يكتفِ بالإبداع الشخصي، بل شارك بفاعلية في تطوير الصناعة ككل، ليبقى أحد الأسماء اللامعة التي ساهمت في تشكيل ملامح الصورة السينمائية المصرية.