رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

التصدى بحزم لمخطط الفوضى.. وتصفية عناصر «حسم».. «الداخلية»: أمن المحروسة «تحت السيطرة»


24-7-2025 | 18:10

.

طباعة
تقرير: وائل الجبالى

تمكنت الأجهزة الأمنية من التعامل بحسم، مع محاولات جماعة الإخوان الإرهابية وزعزعة الأمن عبر تنفيذ مخططات فوضوية تستهدف استقرار الدولة، وأسفرت الحملات الأمنية المدروسة عن ضرب شبكات التخريب واعتقال عناصر خلية «حسم»، الذين كانوا يخططون لتنفيذ أعمال إرهابية واستغلال وسائل التواصل الاجتماعى لبث الفتنة، تلك الخلايا التابعة لجماعة «الإخوان» وتعمل على تنفيذ أجندة إرهابية، مستغلة بعض الصفحات الموالية للإرهاب على منصات التواصل لنشر الأكاذيب والتحريض ضد الدولة.

وبفضل اليقظة الأمنية، والجهود الحثيثة التى تبذلها وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطنى لحماية أمن الوطن واستقراره، تم تحديد أماكن تواجد هذه العناصر وضبطهم قبل تنفيذ أى أعمال تخريبية، حيث عُثر بحوزتهم على أسلحة ومستندات تثبت تورطهم فى مخططات إجرامية.

 

ولم تقتصر جهود وزارة الداخلية على المواجهة الميدانية فقط، بل امتدت إلى التصدى للحملات الإلكترونية الممنهجة التى تشنها الجماعات الإرهابية عبر الإنترنت، وبالتعاون مع الجهات المعنية، تم تعطيل عشرات الحسابات الوهمية التى كانت تنشر أخبارًا كاذبة وتُحرض على العنف، ما أفشل محاولاتهم لبث الفوضى بين المواطنين، وتلك رسالة واضحة أنه لا تراخى فى حماية الأمن القومى، وأن الدولة المصرية بقيادة مؤسساتها الأمنية، لن تسمح لأى جماعة أو تنظيم بتعريض سلامة المواطنين للخطر وتتعامل بالحزم فى تطبيق القانون على كل من يحاول العبث بأمن الوطن، سواءً عبر الأعمال الإرهابية المباشرة أو الحرب النفسية عبر الإنترنت.

ويظل الشعب المصرى شريكًا أساسيًا فى هذه المعركة، حيث تثبت يقظته وتكاتفه مع أجهزة الدولة أن محاولات الإخوان وأذرعهم مآلها الفشل، وأن مصر ستظل حصينة أمام كل مخططات التدمير.

اللواء بهاء حلمى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أكد أن حركة «حسم» واحدة من أخطر الأذرع المسلحة التى أطلقها تنظيم الإخوان الإرهابى بعد سقوطه فى 2013، محاولًا تصدير مشهد «المقاومة» المزعومة، بينما هى فى حقيقتها تنظيم إرهابى من رحم الجماعة، يتبنى فكر العنف المنهجى والاغتيال السياسى وقتل المواطنين.

وتأسست «حسم» على يد كوادر إخوانية شابة تدرّبت فى الخارج، وتلقت دعمًا فنيًا ولوجستيًا من أجهزة معادية لمصر بهدف ضرب الاستقرار الداخلى واستنزاف مؤسسات الدولة، واستخدمت الحركة أساليب التفجير عن بُعد، والاغتيال الفردى واستهدفت رجال الشرطة والجيش والقضاة، وكان من أبرز عملياتها محاولة اغتيال النائب العام المساعد عام 2016، وتنفيذ هجوم دامٍ على قوات الشرطة فى منطقة الواحات بالصحراء الغربية 2017، أسفر عن استشهاد عدد كبير من الضباط والجنود، وتم ذلك تنسيقا بين حركة «حسم»، و«أنصار الإسلام» المرتبطين بالقاعدة.

وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه فى الآونة الأخيرة، عاد اسم «حسم» للتداول عبر دعوات مجهولة ومحتوى تحريضى يتسلل تحت ستار الغضب من الأوضاع الاقتصادية أو الإقليمية، وهذه العودة ليست إلا محاولة لإعادة تدوير الإرهاب بثوب جديد، مستغلين الثغرات النفسية والاجتماعية لدى البعض فى محاولة يائسة كعادة الشيطان.

اللواء رأفت الشرقاوى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، قال إن الضربة التى وجهتها وزارة الداخلية، لخلية «حسم» الإرهابية، حملت العديد من الرسائل والدلالات، فى واحدة من أبرز العمليات التى تستهدف تنظيما ظلّ فى طور الكمون لعدة سنوات.

وأشار إلى أن العملية شهدت تصفية مسلحين اثنين من حركة «حسم»، بمحافظة الجيزة، أثناء مداهمة أمنية استهدفت شقة كان العنصران يختبئان فيها، بعد رصد عودتهما إلى الداخل من إحدى دول الجوار عبر دروب صحراوية غير شرعية، ووفق البيان الأمني، وكانا يخططان لارتكاب أعمال عدائية ضد منشآت حيوية ومرافق أمنية، بدعم وتنسيق مع قيادات هاربة خارج البلاد.

وأضاف: جاءت العملية الأمنية بعد نحو أسبوعين من ظهور إصدار دعائى لحركة «حسم»، تضمن مشاهد لتدريبات عسكرية على الرشاشات والقذائف، مرفقة بأناشيد تحريضية، مع تهديدات باستهداف السجون لإطلاق سراح سجناء من جماعة الإخوان التى تصنفها القاهرة كإرهابية.

وأفاد «الشرقاوى» بأن آخر العمليات المنسوبة لحركة «حسم» الإرهابية إلى عام 2019، حين اتهمتها السلطات المصرية بالتورط فى تفجير سيارة بمحيط معهد الأورام وسط القاهرة، ما أسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة العشرات آنذاك.

وأضاف «الشرقاوى» أن العملية التى استهدفت «حسم»، تُعد رسالة حاسمة، وتؤكد الرصد المسبق والضرب الاستباقى للأجهزة الأمنية المصرية، فى ظل محاولات مستمرة لإعادة تفعيل تنظيمات العنف تحت غطاء إخوانى.

وأوضح «الشرقاوى» أن «حسم» الإرهابية «ضعيفة للغاية ومخترقة»، لافتًا إلى أن الدولة المصرية «فككت الحركة بالكامل» بحلول عام 2019، ومنذ ذلك الوقت لم تنجح فى تنفيذ أى عملية، وعندما فكرت فى إعادة النشاط، كانت وزارة الداخلية لها بالمرصاد، وتم الوصول إلى عناصرها فورًا.

وأشار إلى تساؤل البعض عن: «هل مازالت هناك خلايا نائمة تابعة للتنظيم؟، والإجابة: «هذا وارد»، ولا يمكن فى أى دولة فى العالم القضاء على كل الخلايا النائمة أو العنقودية السرية، لأننا نتعامل مع تنظيم يعمل بسرية تامة، ومن الممكن أن يكون قد جند عناصر لم تُرصد بعد، لكن التجربة أثبتت أنه بمجرد أن يحاول أى عنصر التحرك، يتم كشفه والوصول إليه فى وقت قياسى، كما رأينا فى هذه العملية.

ولفت إلى أن العملية الأمنية ضد عناصر «حسم» تحمل دلالات مزدوجة، فالتنظيم «لم ينتهِ فعليا»، بل تحوّل منذ عام 2019 من طور العمل النشط إلى حالة من الكمون، نتيجة الضربات الأمنية المتتالية التى طالت بنيته وقدراته، وهذا الكمون لم يكن يعنى الخمول التام، منوهًا بأن قطاع الأمن الوطنى كان يسعى فى الأصل للقبض على العنصرين أحياء، لاسيما الإرهابى أحمد محمد عبد الرازق، بهدف استجوابه والحصول على أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية حول الشبكة التى ينتمى إليها، خاصة أن إرسال فريق تحرير رهائن عالى الكفاءة لم يكن بهدف التصفية، وإنما لضمان السيطرة الكاملة على الموقف ومحاولة تحييد العنصرين دون خسائر، ولكن ضراوة الاشتباك حالت دون ذلك، إذ رفض العنصران الاستسلام، لعلمهما أن الوقوع فى قبضة الأمن سيقود إلى كشف المزيد من الخلايا والعناصر المتورطة فى مخطط «حسم»، والتى لا تزال تعتمد على أسلوبها التنظيمى التقليدى القائم على الخلايا العنقودية، حيث يتم تمرير أوامر التنفيذ من خارج مصر عبر تطبيقات إلكترونية مشفرة، إلى مجموعات صغيرة ومتفرقة، تعمل كل منها بشكل مستقل عن الأخرى.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة