بات مصنع «بافاريا»، إحدى أذرع الدولة المصرية الصناعية، ضمن خطة القاهرة التى تهدف إلى تحقيق 100 مليار دولار صادرات بحلول عام 2030، وكذلك تأكيدًا على تنفيذ الرؤية الرئاسية لتوطين الصناعة المحلية، واستغلال التطور التاريخى فى البنية التحتية وشبكات الطرق العالمية التى شهدتها البلاد.
التوجيه الرئاسى بضرورة تعميق وتشجيع المنتج المحلي، هو نقطة انطلاق نحو بناء اقتصاد وطنى لا يعتمد على التبعية إلى الخارج، هو ما نجده مطابقًا فى بافاريا مصر، كونه المصنع الوحيد، الذى يصدر إنتاجه إلى برلين ودول الاتحاد الأوروبى بما قيمته 40 فى المائة، طبقًا للمواصفات القياسية الألمانية والأوروبية المشتركة، بجانب المواصفات القياسية المصرية، وذلك بعد أن خصصت الشركة 6 فى المائة من دخلها لغرض البحوث والتطوير فى المجالات الفنية والإنتاجية والتسويقية.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع نحو 2 مليون جهاز إطفاء للسيارات، وعدد 800 ألف جهاز إطفاء يدوى، بجانب الأجهزة ذاتية التشغيل، ومعدات الإنذار والإطفاء الآلي، وكذا شراكاتها مع مصنع 200 الحربى لإنتاج سيارات الإطفاء، ويستوعب السوق التصديرى إلى القارة البيضاء العجوز نحو 40 فى المائة من الطاقة الإنتاجية المصرية، مع معدل زيادة سنوى يقدر بـ8 فى المائة.
وتمكنت الشركة التى تأسست عام 1971، من نقل واستيعاب تكنولوجيات حديثة وحقوق تصنيع والاستحواذ على تصميمات مبتكرة، وتحولت فى 1990 إلى شركة مساهمة مصرية، وبلغ عدد عمالها ومهندسيها 1138 فردًا موزعين على المناطق الصناعية، و29 فرعًا بأنحاء الجمهورية.
وشاركت بافاريا فى ملحمة انتصار العاشر من رمضان، حيث صدر أول أمر توريد محدود لشركة بافاريا من القوات المسلحة المصرية فى عام 1972، وقام وفد من إدارة التفتيش بوزارة الدفاع بقيادة اللواء يكن أمين محرز، رئيس فرع الإطفاء للقوات المسلحة، ونائبه العميد مصطفى فريد، ولفيف من المسئولين، بزيارة تفتيشية لمصنع الشركة، للتحقق من أن الإنتاج سيفى بمعدلات الوفاء فى مواعيدها فى الأسابيع السابقة لموعد العبور فى معركة الكرامة 1973.
وفى العام 1999 نجحت بافاريا مصر، فى الاستحواذ على كامل مقومات شركة بافاريا الألمانية، وذلك فى طرح عام انتهى لصالح الشركة المصرية، بدعم من البنك الأهلى المصرى فى صورة خطاب ضمان يتيح للبنوك الألمانية تمويل عملية الشراء على ثلاث سنوات للسداد.
وبعدما حصل إنتاجها على الاعتماد الفنى طبقا لمواصفات الجودة القياسية، اتسعت قائمة العملاء الأوروبيين لمنتجات شركة بافاريا مصر، لتشمل البرلمان الألمانى (البوندستاج)، القوات المسلحة الألمانية، السكك الحديدية الألمانية، شركات سيمنز بكافة قطاعاتها، شركة تيسن / كروب، وشركة تصنيع اليخوت البافارياوية.. ويبلغ عدد موزعى الشركة فى أوروبا نحو 200 موزع، ينتشرون فى مقاطعات ألمانيا، والنمسا، وسويسرا، والدول الإسكندنافية.
وفى هذا الشأن، تفقد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، مصنع شركة بافاريا مصر بجسر السويس الرائد فى إنتاج وتصنيع أجهزة ومعدات وأنظمة مكافحة الحرائق، حيث تعرف على مراحل تصنيع الأجهزة ومعامل اختبارات المنتجات والخامات وأقسام التشكيل الآلى والطلاء ومعالجة الأسطح والتعبئة والتجميع الآلي، كما زار أيضًا قسم روبوت لحام أجهزة الإطفاء على عجل، وخط الدهان والمخازن الآلية ورصيف التصدير.
كان فى استقبال نائب رئيس الوزراء، الدكتور مهندس نادر رياض رئيس مجموعة بافاريا، وأمير رياض نائب رئيس المجموعة، وأعضاء مجلس الإدارة ساندرا رياض وجمال خالد عبدالناصر.
عقب تفقد خطوط إنتاج المصنع، أكد الفريق مهندس كامل الوزير، خلال جولته، أن الدولة تولى اهتمامًا بالغًا بالصناعة باعتبارها قاطرة التنمية وركيزة أساسية لبناء اقتصاد قوي، مشيرًا إلى أن ما نشهده اليوم هو ترجمة فعلية لرؤية مصر الصناعية 2030، والخطة العاجلة التى أقرها الرئيس السيسى، لدعم وتشغيل المصانع، وتوطين الصناعة المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل لائقة للشباب المصرى.
بدوره، قال الدكتور مهندس نادر رياض، إن الصناعة الوطنية تعيش عصرها الذهبى فى ضوء تولى كامل الوزير قيادة المسيرة الصناعية المصرية، كاشفًا أن الشركة بصدد إنشاء أكبر مصنع داخل مصر لإنتاج بودرة الإطفاء الصالحة لإخماد جميع أنواع الحرائق، كصناعة وطنية بتكلفة تبلغ 2 مليار جنيه بتمويل من بنك إعادة التعمير الألماني، بطاقة تسمح لمصنع بافاريا الألمانى التابع لشركة بافاريا مصر التوسع بنسبة 20 فى المائة سنويًا.
وأضاف أن ذلك يأتى دعمًا لمسيرة النجاح وأخذًا بأسباب التكامل الصناعى، فى وقت خلت فيه الساحة المحلية والعربية والإفريقية من صناعة وسائط الإطفاء من المسحوق الكيماوى الجاف والمواد الرغوية والسائلة، التى تستورد بالكامل من الخارج، مشيرًا إلى أن الشركة مهتمة بالتعاون مع الدولة فى تنشيط وتعظيم العائد فيما يخص المستخرج من مناجم فوسفات أبو طرطور لصالح مصر.
واستكمل أمير رياض، قائلًا إن مصر قادرة على تحقيق طفرة صناعية فى ظل الإصلاحات الاقتصادية وأعمال البنية التحتية التى تمت على مدار 12 سنة ماضية، حيث جميعها تخاطب التنمية الصناعية وتمتلك الرؤية المحلية والدولية ووسائل وأدوات تحقيق الطموحات المعلّقة على الصناعة المصرية فى مرحلتنا الحالية من الكفاح الوطني.
وواصل أن الشركة استطاعت تطوير شركة بافاريا ألمانيا والارتقاء بها من المركز الثالث عشر أوروبيًا إلى الترتيب الرابع خلال 8 سنوات، وذلك من خلال اعتمادها على الإنتاج المصرى فى 65 فى المائة من حجم أعمالها قاريًا.
وفى نهاية الجولة، التقى كامل الوزير، بعمال الشركة داخل قاعة الخالدين، معربًا عن تقديره لجهدهم، وطالبهم بالحفاظ على قلعة بافاريا الصناعية التى يتشرف بها كل مصرى وطني.
تجدر الإشارة إلى أنه فى عام 2003 منح رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية يوهانس راو، الدكتور مهندس نادر رياض، وسام الاستحقاق الألمانى من الطبقة الأولى، لدوره فى تعزيز العلاقات بين القاهرة وبرلين، من خلال الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة، واتحاد الصناعات المصرية.