رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«ترشيد الكهرباء».. أفضل طرق مواجهة «فواتير الصيف»


14-7-2025 | 09:55

.

طباعة
تقرير: رانيا سالم

«كفاءة الطاقة» و«ترشيد الكهرباء»، مصطلحات تُردد مع بداية كل صيف، ومع ارتفاع ذُروة الاستخدام، نجد سياسات وإجراءات تُتبع من أجل كفاءة الاستهلاك، بل وخفضه فى موسم الذُروة.

برامج توعوية على مدار العام، وليست موسمية، من أجل نشر ثقافة كفاءة الاستهلاك، بحيث تبدأ من الأطفال فى المدارس والجامعات، يتبعها سياسات ترشيد مزدوجة وكفاءة للطاقة، كالتوسع فى الطاقات المتجددة وغلق المحال مبكرًا.

الدكتور ماجد كرم الدين، المدير الفنى للمركز الإقليمى للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE) قال: هناك فرق بين ترشيد وكفاءة الطاقة، فالترشيد أن يتم استخدام طاقة أقل لدرجة الاستغناء عن بعض احتياجاتنا من أجل التوفير، ويعنى أيضًا تخفيض الاستهلاك من أجل توفير التيار الكهربائي، وهى الفكرة التى بدأ العالم أجمع يبتعد عنها، وقام باستبدالها بكفاءة الطاقة.

وبحسب «كرم الدين» فإن كفاءة الطاقة تعنى أن يحصل المستهلك على مستوى الخدمة التى يرغب فيها، سواء الإضاءة أو التهوية بالتكييفات أو كافة الاستهلاكات المنزلية، دون فصل التيار، ولكن العمل على تشغيل كافة الأجهزة الكهربائية باستهلاك طاقة أقل، وبالتالى يتحقق المطلوب، باستهلاك أقل وتوفير الفاتورة الشهرية، الأمر الذى يجعل الدولة توفر الكهرباء دون أن يُضحى المستهلك براحته.

«بطاقة كفاءة الطاقة»، عرفها «كرم الدين»، بأنها ملصق على الأجهزة الكهرباية بجميع أنواعها، عليه مؤشرات من الأحمر والأصفر والأخضر، وحروف باللغة الإنجليزية (A,B,C,D,E)، هذه المؤشرات تعبر عن حجم استهلاكات الكهرباء للجهاز، وإشارة على أن الجهاز أقل استهلاكًا للكهرباء، وتستهلك أقل قدر من التيار وتحقق نفس الخدمة المطلوبة، فشراء الأجهزة ذات بطاقات الطاقة الأقل يمكن أن تمنح المستهلك استهلاكًا أقل وفاتورة منخفضة القيمة.

وأشار إلى أن كافة الأجهزة الكهرباية فى الأسواق المصرية تخضع لرقابة هيئة الصادرات والواردات، مطالبًا المستهلك بشراء الأجهزة التى تحتوى على بطاقة استهلاك أقل، وفروق التكلفة مقارنة بالأجهزة العادية الزهيدة، وفى أحيان كثيرة أصبحت أسعارها مقاربة بالأجهزة الأخرى دون أي تكلفة تُذكر، وضرب مثالًا بالثلاجات التى تحمل بطاقة استهلاك أقل للطاقة على المؤشر(A)، قائلًا: «لا يوجد منزل يخلو من جهاز الثلاجات، فيمكن أن تلاحظ الفرق فى حجم الاستهلاك بين الثلاجات العادية وثلاجات ذات استهلاك أقل، خاصةً أن جهاز الثلاجات تظل تعمل بشكل متواصل حسب دورات التبريد، وبالتالى الثلاجة ذات الاستهلاك الأقل تشكل فارقًا كبيرًا فى حجم الاستهلاك الكهربائى».

وبجانب الأجهزة ذات بطاقات الاستهلاك الكهربائى، هناك أجهزة مزودة بتكنولوجيا «الإنفرتر تكنولوجى Inverter Technology» أو كما قال د. ماجد كرم الدين، أنها تعنى تكنولوجيا مبدل أو عاكس التيار، وهى تقنية تساهم فى أن الجهاز عندما يبدأ فى عمله لا تُسحب المزيد من الطاقة الكهربائية، والماتور الكهربائى يعمل بشكل أفضل، والاستهلاك الإجمالى أقل.

وأوصى «عند شراء أجهزة كهربائية يجب أن يحرص الجميع على شراء الأجهزة ذات بطاقة استهلاك أقل ويكون المؤشر على حرف (A)، وأن تكون الأجهزة مزودة بتكنولوجيا «الإنفرتر تكنولوجى كأساس لعملية كفاءة استهلاك الكهرباء المنزلى».

وعن إجراءات كفاءة الطاقة عند التعامل مع الأجهزة القديمة، أكد «كرم الدين» أن، هناك إجراءات على المستهلك أن يحرص على اتبعاها مع الأجهزة القديمة، أولها تحويل كافة إضاءات المنزل إلى اللمبات الليد بدلًا من اللمبات المتوهجة، وهو ما يقلل من استهلاك الكهرباء بشكل كبير، والسوق المحلى لديه أنواع متعددة تناسب جميع الأذواق من لمبات الليد وبأسعار أصبحت مقبولة للجميع.

وأوضح أن كفاءة الطاقة تمتد إلى تغيير سلوكيات التعامل مع الأجهزة الكهربائية، فعند استخدام الغسالة يتم ملؤها بالحمل الكامل الخاص بها، لأنها تستهلك قدرًا معينًا من الكهرباء، سواء كانت بكامل الحمل أو نصفه، وبالتالى الأوفر هو أن تكون الغسالة كاملة الحمل لتقليل الاستهلاك الكهربائى، الأمر يُطبق على جهاز الكاتيل أو تسخين المياه، وهنا يتم ملء قدر المياه المحتاجة فقط، وألا أزيد قدر المياه لأنه يمثل طاقة مهدرة.

أما فى أجهزة التكييفات، فهو عدو الأماكن المفتوحة، فيجب أن يتم غلق أى تسريب للهواء خارجيًا من أجل الحفاظ على التبريد، على أن يتم عمل صيانة للتكييف بشكل مستمر ولتزويده بالفريون المطلوب ولنظافة الفلاتر.

وتابع: «على مستوى العالم، استهلاكات التكيفات تتراوح من 30 إلى 40 فى المائة من حمل الكهرباء للاستهلاك المنزلى، وهى نسبة مرتفعة، فمصر ليست استثناءً فى ارتفاع معدلات استهلاك التكييف، فالحرارة ارتفعت إلى 40 درجة مئوية فى الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن مبردات الهواء حلت بديلاً جيدًا أقل فى استهلاك الكهرباء، لكن يلزمه تجديد الهواء فى المكان باستمرار.

الوحوش الصامتة، هكذا يصف ماجد كرم الدين أجهزة التسخين، فهى تستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة الكهربائية، وهو ما يلزم أن يتم استخدامها بعناية شديدة، فاستخدام الكهرباء يشكل استهلاكًا غير عادى للتيار، لهذا فالأفضل أن يتم فتحه قبل الاستخدام بنصف ساعة، على أن يتم فصله فور الانتهاء، موضحًا أنه من الأفضل استبدال فرن الكهرباء بفرن الغاز، لأنه يستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة الكهربائية.

ويتفق معه الدكتور عمرو شوقى، استشارى بحوث ودراسات الكهرباء والطاقة، قائلًا إن ترشيد أو كفاءة استهلاك الطاقة ليس أمرًا موسميًا، يتم التطرق إليه وقت موسم الصيف أو الأزمات، مضيفًا: «يجب أن يظل الاهتمام بزرع ثقافة كفاءة وترشيد الطاقة من جانب مؤسسات الدولة والإعلام، فالأمر متعلق بالتعلم والمعرفة، فيجب أن يكون المستهلك مدركًا لأهمية كفاءة الاستهلاك بشكل عام، وليس الترشيد فقط فى فصل الصيف».

ولفت «شوقى»، إلى وجود مبادرات للترشيد، ولكنها لاقت نجاحات محدودة، وهو ما يُرجعه إلى غياب ثقافة الترشيد بشكل عام، ومنها ترشيد الاستهلاك الكهربائى، فهناك افتقاد للحس التوعوى، الذى يدفع إلى ترشيد الاستهلاك.

واسترجع إعلانات الترشيد فى ستينيات القرن الماضى، وهو ما نشأ عليه جيل كامل، فالفكرة هنا نجاح هذه الإعلانات منذ أكثر من 55 سنة فى تحقيق توعية حقيقية للمستهلك بشأن أهمية الترشيد وقتها، فتنظيم الاستهلاك أو الترشيد أمر تربوى وتوعوى وليس أمرًا تقنيًا، لذا علينا بدء العمل بمنهجية محددة مع تنشئة الأطفال فى المدارس، والشباب فى الجامعات».

الكفاءة والترشيد لا يعنى وقف استهلاك الكهرباء ولكن يعنى استهلاكها بقدر أقل، كما أوضح «شوقى» مشيرًا إلى أهمية ترشيد الطاقة على مستوى الدولة كتغيير لمبات الإنارة فى الشوارع، واتباع تغيير التوقيت، وهو أمر بعيد عن المواطن.

وأضاف: «على مستوى المستهلك المصرى يجب نشر ثقافة أن الأمر ليس مقتصرًا على دفع قيمة فاتورة الاستهلاك، ولكن يجب إداراك أن الطاقة ليست ملكًا خاصًا، ولكنها ملك عام، ولا يعنى هذا أن أقوم بإهدارها، فلا بد أن يتم نشر ثقافة كفاءة أو ترشيد الاستخدام، فالأمر يسرى على الجميع – حتى وإن كنت قادرًا على دفع قيمة فاتورة الكهرباء، فعلى الجميع أن يُحسن كفاءة الاستهلاك الكهربائى، على مدار العام وليس خلال أشهر الذروة الصيفية».

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة