رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

مصر تكتب التاريخ فى «الفاو» .. مينا رزق أصغر رئيس للمجلس التنفيذى منذ تأسيس المنظمة


13-7-2025 | 19:41

الدبلوماسي المصري مينا رزق

طباعة
تقرير: أمانى عاطف

فى إنجاز غير مسبوق، فاز الدبلوماسى المصرى مينا رزق برئاسة المجلس التنفيذى لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) لمدة أربع سنوات قادمة، ليصبح بذلك أول مصرى يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة، وأصغر شخص يتولاه بعمر 38 عامًا، وهى خطوة دبلوماسية تعكس تميز مصر على الساحة الدولية.

 

انتُخب مينا رزق، الممثل الدائم المناوب لمصر لدى منظمة الفاو فى روما، لتولى منصب الرئيس المستقل للمجلس، وجاء هذا الانتخاب خلال الدورة الـ44 للفاو فى روما، حيث حصلت مصر أيضًا على مقعد فى اللجنة العامة لمؤتمر الفاو. وبصفته رئيسًا مستقلًا، سيشرف «رزق» على مناقشات رفيعة المستوى حول قضايا حيوية مثل التكيف مع تغير المناخ، وانعدام الأمن الغذائي، والتنمية الزراعية المستدامة. ويُعد مجلس منظمة الفاو إحدى أهم الهيئات التابعة للمنظمة، حيث يُعنى بمتابعة تنفيذ السياسات والبرامج وتوجيه استراتيجيات الأمن الغذائى عالميًا، ويتألف من عدد من الدول الأعضاء المنتخبة.

وانتُخبت مصر بالإجماع رئيسًا للمجلس التنفيذى للمنظمة العالمية، بعدما تقدمت السفارة المصرية فى روما بترشيح مستشارها نائب المندوب الدائم لمصر فى الفاو لخوض انتخابات رئيس مجلس المنظمة، ليصبح أول مصرى يشغل هذا المنصب فى تاريخ المنظمة الممتد 80 عامًا منذ عام 1945، وذلك بعد منافسة انتخابية شرسة ضمّت خمسة مرشحين من مختلف المجموعات الجغرافية بالمنظمة، من إفريقيا، وآسيا، وأمريكا الجنوبية، وأمريكا الشمالية، وأوروبا، منهم وزراء ومسئولون كبار لتلك الدول، وفقًا لما صرّح به السفير بسام راضي، سفير مصر فى إيطاليا ومندوبها الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة فى روما.

وجاء ترشيح «رزق» تجسيدًا لرؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعداد وتمكين الشباب فى كافة المجالات، خاصة فى المحافل الدولية ذات الأهمية الاستراتيجية لمصر ومحل اختصاص وزارة الخارجية المصرية، بهدف تأهيل وصقل الكوادر من شباب الدبلوماسيين فنيًا ومهنيًا على أعلى مستوى من خلال تجارب واقعية، ليصبحوا ذخيرة الوزارة وقاطرتها المستقبلية.

ويعكس انتخاب «رزق» دور مصر المتنامى فى الحوكمة متعددة الأطراف المتعلقة بالزراعة والاستدامة ونُظُم الأغذية، ويُعد انتخابه تقديرًا لمكانة مصر المتنامية ودورها المؤثر فى تعزيز التعاون الدولى لمواجهة التحديات الغذائية حول العالم. ويتماشى هذا الانتخاب مع أجندة البلاد الأوسع نطاقًا المتمثلة فى زيادة النفوذ داخل مؤسسات التنمية العالمية، وفقًا لصفحة السفارة المصرية فى روما.

قبل فوز «رزق» بأيام، أعلنت منظمة الفاو عن الفائزين بجوائزها لعام 2025، مُكرِّمة منظمات من مصر وكولومبيا والفلبين، والتى أدّى عملها إلى إحراز تقدّم ملحوظ فى بناء نُظُم غذائية زراعية أكثر كفاءة وشمولًا ومرونة واستدامة. ومُنحت جائزة شراكة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وقيمتها 10 آلاف دولار، تقديرًا للتعاون المتميز مع المنظمة فى تعزيز عملها، إلى بنك الطعام المصري، أول منظمة غير حكومية مصرية تُركز على معالجة انعدام الأمن الغذائي، حيث تُقدم الدعم لأكثر من 24 مليون شخص من خلال برامج شاملة للمساعدات الغذائية والتغذية والتمكين.

ومن أبرز مبادرات بنك الطعام المصرى: برنامج التغذية المجتمعية، ومبادرة رمضان للحد من هدر الغذاء، وقياس وتحليل مؤشر المرونة (RIMA).

تُعدّ هذه الجائزة من الفاو تقديرًا دوليًا للدور الرائد لبنك الطعام المصرى ومساهماته المؤثرة فى مجالات الأمن الغذائى والقضاء على الجوع، بما يتماشى مع أولويات وأهداف المنظمة فى رفع الوعى العام بقضايا الغذاء والتغذية، مع تقديم حلول عملية وقابلة للتطوير فى سياقات محلية وعالمية متنوعة.

كما أحرز الجهاز المركزى للمحاسبات إنجازًا جديدًا بفوزه بمنصب المراجع الخارجى لحسابات منظمة الفاو لمدة ست سنوات، وذلك لأول مرة فى تاريخ المنظمة منذ إنشائها، متفوقًا على عروض قدمتها دول كبرى مثل بريطانيا والفلبين.

ويقول الدكتور طه علي، الكاتب والمحلل السياسى والمختص بشئون الشرق الأوسط لـ«المصور».. إن انتخاب الدبلوماسى المصرى مينا رزق لمنصب رئيس المجلس التنفيذى لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) هو حدثٌ دبلوماسى بارز له تأثيرات مهمة على مكانة مصر الدولية، فأولًا، حدث مثل هذا يعكس تقدير المجتمع الدولى لكفاءة ومصداقية الدبلوماسية المصرية بشكل عام، وفى مجالات مهمة مثل الأمن الغذائى والزراعة والمياه على وجه الخصوص، كما أن مصر من خلال قيادة المجلس تصبح فى موقع محورى لتوجيه السياسات والاستراتيجيات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائى وتغير المناخ، وهى قضايا تمثل أولوية وطنية وإقليمية، وبالتالى فإن هذا المنصب الرفيع يمنح مصر القدرة على تسليط الضوء على الأهداف التنموية الكبرى التى تُطبَّق داخليًا مثل “حياة كريمة”، وأيضًا البرامج المطبقة فى الزراعة.

بجانب ذلك، اختيار مينا رزق، وهو عمره 38 سنة، يعكس توجهًا مصريًا نحو تمكين الكفاءات الشبابية فى السياسة الخارجية، بما يتماشى مع رؤية الدولة لتجديد الكوادر وتمثيل مصر بشكل أكثر ديناميكية، كما أن ذلك يُحسب للدولة المصرية فيما يتصل بحضورها فى الساحة الدولية، حيث يمكن تنظيم مؤتمر إقليمى للفاو فى مصر، بما يعزز موقع القاهرة كمنصة إقليمية مهمة لتعزيز التعاون فى مجال الزراعة والتنمية المستدامة.

وبشكل عام، يتعين على الدولة المصرية استثمار هذا المنصب لتعزيز الشراكات حول الزراعة الذكية ومقاومة التغير المناخى، وتقوية قدرات مصر فى القارة الإفريقية والشرق الأوسط أيضًا. كما يتعين استثمار ذلك فى خلق المزيد من الشراكات الاستثمارية فى المشاريع الوطنية لتعزيز الأمن المائى ورفع القدرات، وزيادة فرص التنمية، بالإضافة لتشجيع المزيد من الكفاءات الشابة المصرية على الترشح للمنظمات الدولية واكتساب خبرات قيادية.

فيما يخص الرسائل التى يبعثها هذا الفوز بالمنصب الدولى الرفيع فى الدوائر الدولية، أوضح الدكتور طه أولًا: أن ذلك يبرهن على أن الدبلوماسية المصرية تعمل وفق استراتيجية مدروسة طويلة الأمد وتقوم على بناء الثقة واختيار الكوادر المتميزة. ثانيًا: القاهرة لديها القدرة على حشد الدعم الواسع فى انتخابات المنظمات الأممية. ثالثًا: لمصر صوت مسموع فى قضايا الغذاء والمناخ، بما يعكس ثقة المجتمع الدولي. رابعًا: لمصر دور إقليمى متنامٍ يؤكد أن مصر لا تنحصر فى كونها لاعبًا إقليميًا فقط، بل أيضًا مساهم فعال فى الحوكمة العالمية للغذاء والمناخ. خامسًا: بروز الكفاءات الشابة مثل مينا رزق يؤكد وجود جيل واعد من الدبلوماسيين القادرين على تولى المناصب القيادية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة