رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

البابا تواضروس الثانى.. حارس «الوحدة الوطنية»


4-7-2025 | 17:38

البابا تواضروس الثاني

طباعة
تقرير: سارة حامد

الراهب المستنير.. الأب الروحاني.. الراعى الساهر.. جميعها أوصاف اتسم بها البابا تواضروس، صاحب الفكر والضمير والقلب الإنساني، الذى حارب طيور الظلام، بصوت الحق، ونصر بلاده شرقاً وغرباً، وكان بمثابة سفير الخير ضد كابوس الشر وجماعات العنف.

 

فمنذ بدء الثورة المجيدة التى انطلقت شرارتها فى الثلاثين من يونيو 2013م وهو يقف مدافعاً عن مصر وصورتها أمام الغرب، مبشراً بمستقبلها المستنير، وغروب شمس الظلام، ورحيل جماعة الإخوان وأتباعهم.

ظهر مرتدياً ملابس كهنوتية وطيلسانه مرصعة بصلبان، ممسكاً بعصا الرعاية التى تشير إلى حكمة البطريرك الـ118 فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

لم يتهاون أو يتنازل عن حقوق المصريين أو الكنيسة فى دستور جماعة الإخوان ، وانسحب من جمعيتهم التأسيسية قبل أن يجلس على كرسى مارمرقس الرسول، حيث حاول الإخوان إثناءه عن ذلك، إلا أنه رفض أن يكون مجرد ديكور ديني، على حد قوله.

بعد 8 أشهر من اعتلاء كرسى مارمرقس، جاء الاختبار الأصعب فى الاختيار الإلهى للبابا تواضروس الثاني، ليشارك فى المشهد السياسى لاستعادة مصرنا الغالية فى يوم 3 يوليو 2013.

“علم مصر يجمعنا.. فاللون الأبيض يشمل سكان البحر الأبيض المتوسط، والأحمر يشير إلى البحر الأحمر، أما الأسود فهو نهر النيل.. واللون الأصفر للقوات المسلحة المصرية التى تعيش فى الصحراء».. تلك هى كلمته التى ألقاها فى البيان التاريخى يوم 3 يوليو.

كلماته التى قالها خلال دقيقتين فقط، لم يتم إعدادها من قبل، فهى جملة ارتجالية خالصة للوطن، تخص جميع رموز الدولة الذين شاركوا بيان خارطة الطريق الخالدة.

وحين علم بأن عمليات إرهابية ضد الكنائس فى “البطرسية» و»المرقسية» و»مارجرجس»، ضمد جراح أبنائه، وأكد أن الأقباط ليسوا هم المستهدفين، وإنما مصر، وأطلق مقولته الشهيرة: “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».. ليفوت الفرصة تلو الأخرى عمن أراد بهذا الوطن شراً.

وفى أعقاب مقولته - وتحديداً خلال فبراير 2014 قامت داعش بالاعتداء على الأقباط فى ليبيا، فأكد البابا تواضروس قدرة رجال مصر على الثأر، وقد كان - حيث وجهت القوات المسلحة المصرية ضربة جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية فى ليبيا انتقاماً لإعدام 21 قبطياً ذبحاً فى مدينة درنة، وأسفرت عن مقتل أربعين من تنظيم داعش.

بعد القصاص حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على التوجه إلى مقر الكاتدرائية، دون انتظار لإجراء أى ترتيبات مراسمية، أو إعداد موكب رسمى لتقديم العزاء..

دوماً ما يوجه عباراته للشعب المصري، دون تخصيص، معبراً عن شكره لله على نعمة الاستقرار والسلام والمحبة والتآخى التى تنعم بها بلادنا، قائلا: “نحن محظوظون أننا فى وطن اسمه مصر، وأنا دائما أقول عليها أن كل بلاد العالم فى إيد ربنا، إلا مصر فى قلب ربنا، فهو وبالحقيقة واخد باله من مصر، صحيح هناك قوانين وحسابات تتم لكن القوانين الإلهية هى التى تطبق فى مصر، ممكن يكون عندنا محصول القمح يكفى 3 شهور لكن ببركة ربنا يكفينا 5 أشهر، هذه ليست ضمن الحسابات؛ لكن ربنا يبارك وكلنا كمصريين نعرف مفهوم البركة فى كل شيء»..ويكمل: يجب أن نشترى السلام ولو على أنفسنا.

إبان ثورة 30 يونيو كانت زيارات البابا الخارجية خير دليل على وطنيته، فكان سفيرا لمصر بين بلدان العالم، إذ كان دائم الإشادة بحُسن العلاقة بين الدولة والأقباط، وأن هناك أموراً اطلع عليها لا يمكن الإفصاح عنها تدل على أن ما يجرى على أرض مصر شىء طيب عكس ما يتم تصويره، وأن هناك عهداً جديداً دخلته المحروسة، وكل المسئولين فيها يعملون بجد من أجل النهوض بها، معدداً المشروعات القومية التى تتم، ومؤكداً أن مصر تعرضت لهجمات شرسة من الإرهاب، مطالباً الساخطين على الأوضاع فيها بالتفكير بعقل، مشيراً إلى أن الأمور تتحسن تدريجياً وأن عدداً كبيراً من المهاجرين بدأ يعود للوطن الذى يحتاج بعض الوقت للتعافى مما تعرض له خلال العقود الماضية، فثورة 30 يونيو، وما تلاها من انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى ووضع الدستور الجديد؛ جميعها خطوات وضعت مصر على المسار الصحيح.

كانت الوطنية كلمة السر التى شكلت شخصية البابا تواضروس، متخذا شعار “المحبة لا تسقط أبداً».. وبقيت تتردد أثناء حرق كنائس المنيا، وعقب تدميرها على يد الإخوان وأنصارهم فى 14 أغسطس 2013، حينها ردد المصريون جملته الشهيرة: “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».

“كالقابض على الجمر» هذا هو حال البابا تواضروس حين وصف الاعتداء على الكنائس فى أغسطس 2013 مؤكداً أنه كان حدثاً رهيباً، معقباً: “لم أكن أعرف كيف أتصرف عندما كنت أتلقى البلاغات بحرق الكنائس، لأنه لم تكن لدى مرجعية فى التاريخ لكيفية التصرف فى مثل هذه المواقف.. ففى أغسطس 2013 إخوتنا المسلمون واجهوا الاعتداء على الكنائس فى بعض المواقع.

فقد كان هناك 3 أطراف فى هذه القضية، وهم: الشعب المصرى سواء مسيحيين أو مسلمين، والجيش والشرطة، وطرف آخر هدفه تدمير العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين، وهذا ما دفعنى حينها لقول: “إذا حرقوا الكنائس سنصلى مع إخوتنا المسلمين فى المساجد، وإذا حرقوا المساجد سنصلى معا فى الشوارع».. هذا هو البابا تواضروس.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة