وسط صخب التصريحات وتبادل الضربات بين إسرائيل وإيران، لا يزال السؤال معلّقًا فى سماء الإقليم المُشتعل منذ أحداث السابع من أكتوبر: هل باتت الحرب الشاملة على الأبواب؟
فى هذه اللحظة المأزومة، لا نبحث عن إجابات مرتجلة، بل عن صوت يفكك المشهد ويوضح الموقف ويتوقع المستقبل.. د. هدى رؤوف، أستاذة العلوم السياسية ومديرة وحدة الدراسات الإيرانية بالمركز المصرى للفكر والدراسات، لا تتحدث من موقع الانفعال، بل من قلب التحليل، تقولها بوضوح إن: «إيران اليوم فى موقع ردّ الفعل، لا تمتلك زمام المبادرة، ولا تملك أوراق ضغط حقيقية، وكل ما تفعله هو محاولة إثبات أنها لا تزال قادرة على الرد».
«رؤوف» ترى أن الهجوم الإسرائيلى لم يكن مجرد استهداف عسكرى، بل كشف ضعفًا هيكليًا داخل النظام الإيرانى نفسه، وضرب هيبته، وعلى رغم الردّ الإيرانى، فإن استمرار الضربات الإسرائيلية شكّل صفعة مزدوجة لطهران «استخباراتية وعسكرية».
لكن الأخطر من هذه السيناريوهات المفتوحة، أنها قد تصل -إن تعثّرت الحسابات- إلى مواجهة إقليمية واسعة تتورط فيها قوى كبرى.. ووسط هذا التوتر، تبدو مصر، كما تصفها د. هدى، كواحدة من آخر الأصوات العاقلة التى لا تزال تُراهن على الدبلوماسية والتهدئة كخيار وحيد لوقف الانزلاق نحو الكارثة.. وإلى نص الحوار:
وسط تبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران.. هل نتوقع مزيدًا من التصعيد أم تدخلًا لوقف الهجمات العسكرية؟
من غير الواضح حتى هذه اللحظة ما إذا كان التصعيد سيتوقف أم سيستمر، خاصة أن إسرائيل أعلنت أن عمليتها لا تزال مستمرة، ووفقًا لخطابات نتنياهو فإنه تحدث بوضوح عن استمرار العملية العسكرية.
الفكرة أن استمرار التصعيد من عدمه سيكون مرتبطًا كذلك بالردود الإيرانية، والتى ستحدد بدورها ما إذا كان هناك تدخل أمريكى أم لا، بناءً على طبيعة الرد الإيرانى، ومدى شدته، وحجم الخسائر التى قد يتسبب بها.
هل نتوقع تدخل «وساطات» دولية لوقف الحرب؟
من المحتمل أن تتدخل روسيا بوساطة، وربما بعض الدول الأوروبية، لكن الموقف الأقوى نسبيًا هو لروسيا، إذ تتمتع بثقل أكبر لدى كل من إيران وإسرائيل مقارنة بالدول الأوروبية.
هل تدفع هذه الهجمات إيران إلى تقديم مزيد من التنازلات فى المفاوضات النووية؟
دعنا نلاحظ أن الهجمات جاءت بعد انتهاء مهلة الستين يومًا التى حددها ترامب للمفاوضات النووية، وبالتالى جاءت هذه الضربات فى اليوم الـ61، وترامب اعتبر أنه لو كانت إيران قد استجابت للمحادثات وأبدت مرونةً أكبر، لما كانت تعرضت لهذه الهجمات.
وبالتأكيد فإيران لن تقدم مزيدًا من التنازلات، ويتسق هذا الموقف مع المسعى الأمريكى الذى يتمثل فى ممارسة نوع من الضغط على إيران للاستمرار فى المحادثات وتقديم تنازلات، خاصة فى القضايا الخلافية مع واشنطن، مثل: مسألة التخلّص من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 فى المائة الذى تمتلكه إيران، واستيراد إيران لليورانيوم المخصب أو الوقود النووى من الخارج، فى حال رغبتها فى الاستمرار فى برنامج نووى لأغراض سلمية.
لكن من الواضح أن الهجمات الإسرائيلية تهدف بالأساس إلى الضغط على إيران لدفعها إلى الموافقة على تفكيك البرنامج النووى بالكامل.
وفى ضوء هذا التصعيد، فربما تُعيد إيران النظر فى عقيدتها النووية، وقد تمضى قدمًا نحو تطوير برنامجها النووى لأغراض عسكرية، خاصة مع تنامى القناعة داخل طهران بأن التخلى عن هذا البرنامج سيجعل النظام عرضة لضربات عسكرية تهدف إلى إسقاطه.
هل أضعفت هذه الضربات النظام الإيرانى ذاته؟.. وهل النظام قادر على إعادة بناء قواته وهيبته الإقليمية؟
الرد الإيرانى السريع مقارنة بالضربات الإسرائيلية السابقة، والتى كانت إيران تتأنى فى الرد عليها أو تؤجل الرد تحت ما كانت تسميه «الصبر الاستراتيجى»، لم يحدث هذه المرة؛ بل جاء الرد سريعًا؛ وذلك لأن إيران أرادت أن تؤكد قدرتها على الردع، وتمنع المزيد من الضربات الإسرائيلية، ولكن رغم ذلك، لم تتوقف الضربات.
من ناحية أخرى، سعت إيران إلى توجيه رسالة للداخل الإيرانى بأنها رغم الهجوم الإسرائيلى غير المسبوق -والذى يُشير إلى وجود اختراق استخباراتى وأمنى داخل أراضيها- لا تزال قادرة على اتخاذ القرار والرد، وإعادة ترميم هيكلها الداخلى، والقيام بهجوم مضاد.
الهجوم الإسرائيلى استهدف عددًا كبيرًا من الأهداف داخل إيران، سواء كانت نوويةً أو عسكريةً، بالإضافة إلى قيادات كبيرة فى النظامين العسكرى والأمنى، لذلك كانت إيران مضطرة للرد لتؤكد قدرتها على المواجهة، وتحافظ على صورة النظام وتماسكه.
فى هذه اللحظة.. ما مدى تماسك النظام الأمنى الإيرانى؟
من الواضح أن العملية الإسرائيلية تمت بمساعدة عملاء من الموساد داخل إيران، وهذا يدل على أن النظام الإيرانى يتعرض منذ سنوات لاختراق استخباراتى وأمنى إسرائيلى.
وفّرت إيران، من خلال سلوكها، بيئة سمحت لإسرائيل بأن تظهر بمظهر المتفوق استخباراتيًا وعسكريًا، وظهر ذلك بوضوح منذ حادثة اغتيال إسماعيل هنية داخل إيران، ومرورًا بعدد من العمليات التخريبية التى نفذتها إسرائيل داخل الأراضى الإيرانية، والتى تؤكد وجود اختراق فعلى داخل الدولة.
لماذا تفشل إيران خلال السنوات الأخيرة فى تعقّب جواسيس الموساد؟
من الواضح أن هناك حالة من الفساد فى الداخل الإيرانى، بالإضافة إلى قدرة إسرائيل المتزايدة على التغلغل داخل الهياكل الأمنية والاستخباراتية والعسكرية الإيرانية.
إسرائيل نفسها أعلنت أنها أنشأت بنية تحتية للجواسيس والعملاء داخل إيران، وهناك متعاملون ومتعاونون فى الداخل الإيرانى مع إسرائيل، وهذا كله ينعكس على تماسك الدولة الإيرانية، ويكشف عن مدى ضعف النظام، نتيجة لوجود عدد كبير من العملاء المتعاونين مع إسرائيل فى الداخل.
منذ السابع من أكتوبر وهناك تخوّفات من الانجرار لحرب إقليمية مباشرة.. هل التصعيد الراهن مقدمة لحرب إقليمية؟
التصعيد بين إيران وإسرائيل مستمر، فإسرائيل تحاول إضعاف القدرات النووية والصاروخية والعسكرية الإيرانية، وهذا التصعيد بدأ يظهر من حين لآخر منذ عملية «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر.
وبالطبع استغلت إسرائيل تداعيات هذه العملية، ثم الحرب التى شنتها على غزة، لاستهداف حزب الله ومحاولة القضاء على قدراته التنظيمية والعسكرية، ثم ضرب بعض الميليشيات فى العراق ومواقع للحوثيين.
كل ذلك وظفته إسرائيل لخدمة رؤيتها، وهى إعادة رسم ملامح جديدة للشرق الأوسط، بما يتماشى مع مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذى تسعى فيه إلى لعب دور السيطرة والنفوذ.
هل تؤدى هذه الهجمات العسكرية إلى انهيار المفاوضات النووية برمتها؟
تصريحات إيران «المواربة» بشأن المحادثات مع الولايات المتحدة حول الملف النووى توحى بأنها لم تغلق الباب نهائيًا، ولم تُعلن صراحةً انسحابها من المفاوضات، ولم تتخذ موقفًا متعنتًا أو قاطعًا بعدم العودة، بل إن كثيرًا من التصريحات – ومنها ما قاله المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائى – تُشير إلى أنهم لم يقرروا الانسحاب بعد، وما زال الأمر غير محسوم.
بالتالى، تترك إيران الباب مفتوحًا لإمكانية العودة إلى المحادثات، وهذا ما تريده أصلًا، لأنها تُدرك أن الأفضل لها العودة إلى طاولة التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع ترامب، حتى لو كان مؤقتًا، يتم بموجبه رفع العقوبات، وتجنّب مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل.
خيارات إيران فى هذا الصراع محدودة، ولذلك يبقى المسار الدبلوماسى هو الأفضل لحل أزمة البرنامج النووى، وليس المسار العسكرى.
فى ظل التصعيد بين إسرائيل وإيران.. ما أسوأ السيناريوهات الممكنة؟
أسوأ السيناريوهات بطبيعة الحال هو دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر إلى الحرب، وهناك عدة سيناريوهات سيئة لهذا التصعيد، منها استمرار حالة انعدام الأمن وعدم الاستقرار فى المنطقة، وهو ما سينعكس سلبًا على الدول التى تسعى لتحقيق الاستقرار.
كما سيكون له تأثير سلبى على الحرب فى غزة، وقد يتفاقم الوضع إذا تدخلت الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل ووجهت ضربات عسكرية داخل إيران، خاصة ضد المنشآت النووية الإيرانية.
فكرة استهداف المنشآت النووية تمثّل مخاطرة كبيرة، لما قد يترتب عليها من تسريبات إشعاعية، مما سيؤدى إلى أضرار بيئية وصحية على نطاق واسع فى المنطقة، ويؤثر على المواطنين فى دول الجوار.
حتى الآن، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى، تحدث عن وجود تسريب إشعاعى فى منشأة «نطنز»، لكنه داخل المنشأة وليس خارجها، ومع ذلك، فإن مجرّد وجود هذا الاحتمال يعكس خطورة الموقف وسوء السيناريوهات المحتملة.
هناك تقديرات بأن إسرائيل تحاول إسقاط النظام الإيرانى ذاته.. هل هذا من ضمن أهدافها؟
مسألة إسقاط النظام الإيرانى تُطرح كثيرًا، لكن السؤال الأهم هنا هو: ما البديل.. هل سيكون هناك نظام علمانى؟ وهل سترضى إسرائيل بوجود نظام علمانى متصالح مع الغرب والولايات المتحدة، فى دولة بحجم إيران، تملك مقدرات عسكرية واقتصادية كبيرة وموقعًا جغرافيًا بالغ الأهمية.
لا أتصور أن ذلك يصب فى مصلحة إسرائيل، بل يبدو أن «تل أبيب» تُفضل استمرار النظام الحالى، لكن بشكل ضعيف ومجرد من القدرات الدفاعية أو الصاروخية أو النووية.
عضو فى البرلمان الإيرانى تحدث عن دراسة طهران إغلاق مضيق هرمز.. ما أوراق الضغط التى لا تزال بيد النظام الإيرانى؟
إيران لا تملك أوراق ضغط حقيقية؛ فهى فى موقع رد الفعل، وترد باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، التى يتم التصدى لها سواء من داخل إسرائيل من خلال أنظمة الدفاع الجوى الإسرائيلية أو عبر الأنظمة الأمريكية، أو ربما تمر بعضها إلى داخل الأراضى المحتلة.
إسرائيل مزودة بأسلحة أمريكية، وقد زُوِّدت مؤخرًا – من خلال إدارة ترامب فى الأسبوع الماضى – بصواريخ أمريكية تُعرف باسم «هيل فاير»، بالتالى، إيران ترد لأنها فى موقع ضعف وليست فى موقع المبادرة.
أما التلويح أو التهديد بإغلاق مضيق هرمز، فبالطبع سيؤثر على سلامة حركة الطاقة، وسينعكس على أسعار النفط عالميًا، مما يضر حتى بأصدقاء إيران مثل الصين، كما أن هذا التصرف سيضر بأمن منطقة الخليج.
هل تلجأ إيران إلى خطوة إغلاق مضيق هرمز إذا ما تصاعدت الأوضاع؟
لا أتصور ذلك، لأن هذه الخطوة تستفز ترامب، خاصة أنها ستؤثر على حركة السفن، وبالطبع على أسعار الطاقة، وترامب معنى بعدم ارتفاع أسعار الطاقة لأنها ستنعكس سلبًا على الوضع الاقتصادى الداخلى فى الولايات المتحدة.
إذا تطرقنا إلى الموقف الأميركى من تلك الضربات.. هل يستمر ترامب فى تأييده لنتنياهو؟
موقف ترامب، منذ البداية وحتى الآن، يتحدث عن دعوة الإيرانيين إلى المحادثات، وحتى قبل إلغاء المحادثات المقررة يوم الأحد الماضى كان يقول إنه لا يزال ينتظر المباحثات، رغم أن ذلك تزامن مع تصاعد هذه الضربات.
من المهم أن نقول بصراحة إن الإيرانيين ينظرون إلى ترامب باعتباره قد خدعهم عبر دعوات الحوار، ففى العلن كان يؤكد أنه لن يكون هناك أى هجوم عسكرى، بل كان يرفض ذلك، حتى كل التقارير الإخبارية والتسريبات الإعلامية كانت تُشير إلى رفضه لأى عمل عسكرى إسرائيلى، وأنه بصدد تحقيق إنجاز دبلوماسى مع إيران، وكان يكرر دائمًا أن الاتفاق بات وشيكًا.
ترامب يريد تطبيق مبدأ «التخصيب الصفرى»، أى أن تتوقف إيران نهائيًا عن تخصيب اليورانيوم، وبالتالى، ترامب يدعم إسرائيل ويدعم الضربة العسكرية، على اعتبار أنها ستجعله يواجه إيران فى المفاوضات من موقع أقوى، وتكون أكثر قابلية للرضوخ.
هل نتوقع دعمًا مباشرًا من باكستان لإيران أو ربما من الصين وروسيا؟
لن يكون هناك دعم عسكريى مباشر، فلن يتدخل أحد بهذا الشكل المباشر.. إيران كانت، وما تزال، تعتمد فى عقيدتها الإقليمية والدفاعية على شبكة من الوكلاء التى أنشأتها، والتى أضعفتها إسرائيل على مدار العامين الماضيين.
لكن اليوم، صانع القرار فى كل من إسرائيل والولايات المتحدة يدرك تمامًا أن إيران، فى ظل تراجع قوة وكلائها، ستعتمد بشكل أكبر على العامل النووى، وستزيد من ثقله فى استراتيجيتها.
بمعنى آخر، إيران لن تتخلى عن برنامجها النووى، لأنها باتت مقتنعةً أنه فى لحظة ما قد يتم القضاء على جميع وكلائها، كما رأينا فى سوريا.
لا بد أن نضع فى الاعتبار أن إيران تمثل أيضًا – بالنسبة لهذه الدول، سواء باكستان أو روسيا أو الصين – طرفًا متضارب المصالح فى بعض الملفات، خصوصًا فى منطقة وسط آسيا، وعلى سبيل المثال، الصين وروسيا فهما تدعمان إيران وتستخدمانها كورقة لمواجهة النفوذ الأميركى والغربى فى الشرق الأوسط، لكن ليس إلى الحد الذى يسمح لها بأن تصبح قوةً نوويةً عظمى.
مصر أكدت أن الهجوم الإسرائيلى على إيران سيؤدى إلى مزيد من إشعال فتيل الأزمة ويقود إلى صراع أوسع فى الإقليم.. ما التداعيات المحتملة على أمن واستقرار المنطقة برمتها؟
من المؤكد أن إضافة بؤر توتر جديدة يزيد من احتمالات التصعيد، لدينا أصلًا الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ أكثر من عامين، دون أن تلوح فى الأفق أى نهاية لها، وهناك إبادة جماعية جارية فى غزة، فى ظل تقاعس واضح من المجتمع الدولى.
مصر، من جانبها، تؤدى دورها سواء فى الوساطة أو فى التصدى للمخططات الإسرائيلية التى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، خاصة ملف التهجير، كما تُحذر القاهرة باستمرار من أن هذه المواجهات الإقليمية قد تجرّ المنطقة إلى صراع أوسع أو حرب إقليمية شاملة.
أما إيران، فإن ما يُضعف موقفها حاليًا هو أنها لا تعتمد على وكلائها فى هذا التوقيت، بسبب ضعفهم الشديد، فالنظام السورى السابق، بقيادة بشار الأسد، والذى كان يمثل ركيزة أساسية فيما يُعرف بـ«محور المقاومة»، انهار، كما أن حزب الله فى وضع صعب حاليًا وغير قادر على تقديم الدعم لإيران فى هذه المرحلة.
ولذلك، تُحذّر مصر كثيرًا من خطورة استمرار هذا الوضع؛ لأن أى تصعيد إضافى من شأنه أن يُفاقم بؤر التوتر القائمة، ويُهدّد الأمن والاستقرار فى المنطقة بأكملها.
وقد رأينا بالفعل آثار هجمات البحر الأحمر، التى كانت مصر من أكثر الدول تضررًا منها، سواء على مستوى الملاحة أو قناة السويس.. وبالتالى فكل هذا التصعيد يُؤدى إلى مزيد من التوتر، ويؤثر على الاقتصاد، سواء فى مصر أو فى المنطقة، من خلال اضطرابات فى أسعار النفط وحركة سوق الأسهم عالميًا.
فى ظل هذا التصعيد الإقليمى.. ماذا يمكن أن تفعل مصر؟
مصر بطبيعة الحال تدعو إلى وقف هذا التصعيد، ولديها القدرة على التحاور والتواصل مع جميع الأطراف.
الدعوة إلى التهدئة وعدم التصعيد هى محور الموقف المصرى، كما جاء فى بيان وزارة الخارجية وتصريحات وزير الخارجية د. بدر عبدالعاطى، الذى حذّر من أن هذا التصعيد قد يجرّ المنطقة إلى مواجهة إقليمية أوسع.
الانزلاق إلى حرب إقليمية قد يحدث نتيجة خطأ فى الحسابات من أحد الطرفين، سواء الإسرائيلى أو الإيرانى، ومع استمرار التعنّت الإيرانى واحتمالية الرد، قد تتدخل الولايات المتحدة.
لذلك، فإن مصر تتواصل مع جميع الأطراف بهدف التهدئة وتجنّب التصعيد.
قبل هذا التصعيد، زار وزير الخارجية الإيرانى مصر وتحدث عن أن الدبلوماسية بين القاهرة وطهران دخلت مرحلة جديدة.. ما الموقف الآن؟
إيران حاليًا فى حالة حرب، فمَن سيبادر إلى فتح علاقات معها وهى منشغلة فى هذه المواجهة؟.. لكن بشكل عام، السياسة الخارجية المصرية تجاه إيران واضحة، إذ تتعامل مصر بتأنٍّ مع مسألة رفع مستوى العلاقات مع طهران.
مصر تعتمد فى هذا الملف على الحذر والتريث، لأن هناك بعض القضايا التى ما زالت عالقة، حتى عباس عراقجى تحدث عن أن هناك نقاطًا قيد التفاهم، لكن لا تزال بانتظار الوقت المناسب.
مصر تسير بمبدأ «لننتظر ونرَ»، وتتحرك وفقًا لمصالحها الوطنية، وإذا رأت أن الانفتاح على إيران يصب فى مصلحتها، ستُقدم عليه، وإن لم يكن كذلك، فستُبقى العلاقات عند مستواها الحالى.
ومصر بطبيعة الحال لا تمانع فى التواصل مع جميع الأطراف، وقد تواصلت مع إيران خلال حرب غزة، وأيضًا خلال المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران فى العام الماضى، وكان الهدف دائمًا هو التهدئة وخفض التصعيد.


