استفاض الموسيقار محمد عبد الوهاب فى حديثه عن المرأة التى يكن لها الحب والتقدير. ومضى فى استئناف حديثه معى قائلا: (أنا لم أخلق من أجل الترفيه عن النساء، وإنما العكس هو الصحيح، أى أن النساء هن اللاتي خلقن من أجل الترفيه عنى، وهذه هى رؤيتى حيال المرأة. ولكنى أميل للمرأة التى تحرك شهواتى بصرف النظر عن جمالها أو لونها. فقد تتمتع الشقراوات بمواهب تفتقر إليها السمراوات)، ثم يردف قائلا: ( أرى أن المرأة كآلة العود أستطيع أن ألعب عليها فى الوقت الذى أريده).
إنه الموسيقار الكبير “ محمد عبد الوهاب” ، إنه النابغة الذى قاد التطوير فى فنه فاستحق عن جدارة لقب “ موسيقار الأجيال”. إنه المبدع “ عبدالوهاب” أو طفل النساء المدلل، وهو الوصف الذى حمله كتاب الناقد الفنى “ جليل البندارى” عنه والذى جاء حاملاً لعنوان (عبدالوهاب.. طفل النساء المدلل)، وفيه العديد من القصص المثيرة فى حياة موسيقار الأجيال، والتى تكشف بجلاء علاقاته النسائية المتعددة. وعندما سألته عن تصوره حيال خشية الرجل من منافسة المرأة له؟ يقول: (المرأة فى نظرى ميالة إلى السيطرة. تحب نزعة الامتلاك بحكم طبيعتها، وهى النزعة التى تعد غريزة حبتها بها الطبيعة كى تحد من انطلاق الرجل. وهذا لا يعنى أن المرأة تتسلط بخشونة وهيمنة، وإنما قد تتسلط بضعفها ورقتها وحاستها الأنثوية المشوبة بذكاء فطرى خارق. وهذا شىء رائع لأنه يضمن بقاء الرجل وبقاء الأسرة التى لا تكتمل إلا به. كما أن المرأة تميل إلى الاستعراض لكى تثبت دائما أنها على قدم المساواة مع الرجل فى الحجة والحوار. ولأنى أحب المرأة، وأريدها متميزة عن الرجل، ولكن تظل تربية الأطفال وأمور أخرى مثل أعمال السكرتارية والتمريض أكثر ما يناسب طبيعة المرأة بحكم أنها تتمتع بالصبر ولديها قدرة فائقة على التحمل، والاستعداد الفطرى لملاحظة الأشياء بدقة).
تتبلور أفكار الموسيقار “ محمد عبدالوهاب” فى معرض رده على تساؤلى فيما إذا كان يحبذ للمرأة ممارسة دور الراعى الأساسى فى البيت؟ فيقول: (المرأة لها عملها والرجل له عمله، ولا أستطيع القول أيهما أكثر أهمية. وفى الوقت نفسه لا أستطيع أن أمحو من حياتى بيتاً وكياناً وأسرة. وهنا لا ننسى دور الأمهات فى حياة النوابغ. ولكن عندما أتساءل: هل يمكن مثلاً أن نقيم جيشا محاربا من النساء؟ فهذا بالطبع غير معقول. ولعل أقرب مثال عما أقصده بالنسبة لدور المرأة هو أمى، فهى التى وضعت قدمى على أول الطريق، عاونتنى وشجعتنى عندما عارضت الأسرة اشتغالى بالفن. وهنا أقول بأن حياتى تجمع بين أمى وبين زوجتى السيدة “ نهلة القدسى” التى تقف بجوارى تمنحنى كثيراً من قوتها وروحها. ولهذا أقول بأن المرأة فى حياة أى رجل يمكن أن تخلق منه إنساناً عظيماً. وقد يحدث أحياناً النقيض وتكون هناك صورة للمرأة التى قد تجعل زوجها فى خبر كان).
وأسأله: ماذا عن حياتك الزوجية بعد كل هذه السنوات من الارتباط. هل تحدث بينكما المجابهات العادية التى قد تحدث بين أى زوج وزوجته؟.
وبابتسامة لا تخلو من الحسم يقول: (لم تكن هناك أية مجابهة زوجية لدى، فأنا شخصياً أبتعد عن المجال الذى يتعلق بشئون المنزل، حيث أرى أنه إمبراطورية المرأة التى لا تغيب عنها الشمس. كما أننى لا أفهم شيئاً فى أمور هذه الإمبراطورية. ومن ناحية أخرى فإن زوجتى “ نهلة” لديها حساسية زوجة الفنان، فهى تعرف الأوقات التى أسبح فيها مع خواطرى، وهنا تبتعد عنى وتتركنى مع ألحانى وخواطرى. إنها تدرك هذا بحس داخلى غريب)، ويعاود الابتسام ويردف:(بالطبع قد تحدث أمور عندئذ، ولكنها لا تترك بصمات، فهى أمور يومية يمكن أن تحدث فى حياة كل إنسان. قد أنفعل وقد تنفعل هى، ولكن فى النهاية لا تكون هناك أية مشكلة لكونها أموراً لا تتعلق بأساس الحياة، ولا تتعلق بالحب والود وبالعشرة والمصلحة والتفاهم والإحساس والعلاقة الدائمة والأسرة والاختيار الأبدى. وطالما أن الأساسيات لا تمس فإن ما عداها يجرى فى إطار هامشى سرعان ما يتبخر).
