أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، أن التصحر أصبح قضية الأمن الغذائي العالمي، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها المباشر على الزراعة والإنتاج، مشيرة إلى أن التحديات المناخية الحالية تستوجب اللجوء إلى زراعة محاصيل معدلة وراثيا يمكنها التكيف مع الظروف المناخية القاسية، لضمان استدامة الإنتاج الغذائي.
وقالت الوزيرة - في مقابلة مع فضائية "ten" مساء اليوم /الأربعاء/ - إن التغيرات المناخية لم تعد مجرد دراسات علمية مستقبلية، بل أصبحت تؤثر مباشرة على حياتنا اليومية، وتتمثل في موجات حرارية متكررة وطويلة المدى.
وأشارت إلى أن الكوارث التي ضربت محافظة الإسكندرية هي نتيجة مباشرة لهذا التحول البيئي الكبير، حيث كانت سوف تصبح أكثر حدة، لولا تدخل وزارة الموارد المائية والري، والتي قامت بإنشاء سدود وحواجز حماية بتكلفة تقارب 8 إلى 9 مليارات جنيه خلال 7 سنوات في محافظات مثل الإسكندرية ومطروح ودمياط.
وأوضحت أن مشاركة مصر الفعالة في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى جانب تنفيذ مشروعات بيئية مشتركة، تمثل خطوة استراتيجية تعكس أهمية دمج قضايا البيئة والغذاء ضمن منظومة الأمن القومي والتنمية المستدامة.
وشددت الوزيرة، على أن البيئة لم تعد قضية رفاهية، بل أصبحت محورا أساسيا في معادلة الأمن والاستقرار، لافتة إلى أن التوجه العالمي الآن يربط بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد البيئية، خاصة في ظل مشروعات صناعية جديدة يجب أن تخضع لمعايير عدم الإضرار بالبيئة.
وأضافت أن نجاح مصر في التواجد داخل اتفاقية التصحر وتنفيذ مشروعات مشتركة هو تأكيد على أن قضايا البيئة والغذاء ما زالت الشغل الشاغل للعالم؛ وهو ما يعكس التوجه الرئاسي الواضح نحو دمج القضايا البيئية في عملية التنمية الشاملة.
وطالبت بالربط بين محاور اتفاقيات (ريو) الثلاث الخاصة بتغير المناخ والتنوع البيولوجي ومكافحة التصحر، شارحة أن هذه الاتفاقيات لا يجب أن تعمل بمعزل عن بعضها البعض، بل ينبغي دمجها لتحقيق نتائج فعالة في مواجهة التحديات البيئية العالمية.
وأشادت وزيرة البيئة برؤية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والذى كان من أوائل القادة الذين نادوا، منذ عام 2018 بضرورة إعادة دمج الاتفاقيات الثلاث بعد أن فصلها المجتمع الدولي، مؤكدة أن هذه الرؤية تمثل خطوة استراتيجية لمواجهة أزمات الغذاء والتغير البيئي.
وأضافت أن الربط بين هذه الاتفاقيات لا يهدف فقط للحفاظ على البيئة، بل هو ضرورة لإنتاج الغذاء وتأمين سلاسل الإمداد في ظل التحديات المتزايدة، مثل ارتفاع الأسعار والصراعات الدولية.