رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

فيديوهات وعروض دعائية ودبلومة تعليمية «فيلر.. بوتكس.. وليزر».. ترويج «أون لاين»


9-5-2025 | 21:30

الفيلر والبوتيكس

طباعة
تقرير: رانيا سالم

انت محاط بكل أشكال التجميل على منصات التواصل الاجتماعى، الأمر لم يعد مقتصرًا على أطباء التجميل أو الجلدية، لكنها توسعت لتبدأ من مراكز التجميل يمتلكها ويديرها غير متخصصين لتصل إلى محال مصففى الشعر «كوافير»، فالتجميل متاح للجميع، ويكفى أن تمتلك حسابا على منصات التواصل الاجتماعى لتبدأ فى الترويج عبر فيديوهات لعمليات الحقن وصور قبل وبعد، دون أن يسألك أحد هل أنت طبيب أم لا؟.

«تكبير الشفاه، نحت الأنف، تحديد الوجه من الفك والخدود، شد الجبهة، تقليل التجاعيد أسفل العين، ملء تجاعيد وندبات الوجه»، وغيرها من مناطق الوجه التى يستخدم فيها حقن الفيلر والبوتكس التى يروج لها عبر منصات التواصل الاجتماعى ليدعو الجميع لاستخدامها حتى دون الحاجة لها، ليصبح التجميل أو الكمال فى الشكل الخارجى هوساً يرغب الجميع فى الوصول له.

 

«شفاه البطة» أو «الشفاه الممتلئة»

 

التجميل فى العالم الافتراضى لم يعد عليه رقيب، فكثير من غير المتخصصين وللأسف بعض أطباء التجميل والجلدية توجهوا لمنصات التواصل من «فيسبوك» و«انستجرام» و«تيك توك» وتم ربطه بأرقام «واتس آب»، وأصبحت الفيديوهات الترويجية وخصوصية المرضى مباحة للجميع، فلا تتعجب من استعانة طبيب بنجوم فى عيادته، وتصوير عمليات الحقن بالفيلر والبوتكس بشكل علنى لوضعها على منصات التواصل الاجتماعى، ليعقبها بتعليق من النجم أو المشهور على ما خضع له من إجراء تجميلى سواء جراحيا أو عبر الحقن بالفيلر والبوتكس.

 

وفى عمليات التجميل الجراحية كنحت أجزاء الجسم المختلفة أصبحت الفيديوهات القصيرة واللحظية الـ «أستورى» أمرا منتشرا لدى جراحى التجميل وتحديداً على منصة «انستجرام» و«تيك توك»، وتصوير المريض أثناء خضوعه لعملية جراحية، ووضع فيديوهات للأجساد العارية قبل وبعد عملية التجميل.

 

تراجع أخلاقيات مهنة الطب فى الحفاظ على خصوصية المريض لدى البعض، ومن قبلهم غير المتخصصين، يلاصقه إصرارهم للترويج لنشر ثقافة الفيلر والبوتكس التجميلية، ودعوتهم لتحويلها لثقافة تدعو الفتيات الصغيرات لاستخدامه، فظهرت إحدى الطبيبات تدعو الجميع لإجراء عمليات الحقن بالفيلر والبوتكس مرددة «أنا بحب أشكشك الناس»، وطبيبة أخرى أصرت على اصطحاب إحدى الفنانات الشابات ووالدتها فى عيادتها لإجراء حقن فيلر وبوتكس، دون حاجة الفنانة الشابة لها.

 

ما الفرق بين «الفيلر والبوتكس؟».. السؤال الأكثر تردداً على منصات التواصل الاجتماعى، والذى يتسابق الجميع فى الإجابة عنه، فكافة الحسابات التجميلية لمراكز تجميلية سواء لأطباء ومنها ما هو لغير أطباء تجيب عن السؤال وتوضح الفرق بينهما، وتؤكد فى النهاية أنه البديل الآمن لعمليات شد الوجه والجفون وإظهار الخدود وتكبير الشفاه وتحديد ملامح الوجه من الفك والخدود.

الأسوأ فى هوس التجميل على المنصات الافتراضية، هو انتشار غير المتخصصين، وتحديداً فى مراكز التجميل سواء كانت المشهورة ولديها أفرع فى عدد من المناطق الراقية، أو المراكز الشعبية التى تظهر ملاحقة لمحال تصفيف الشعر، ففى الحالتين ترتفع احتمالات الخطر التى يتعرض لها من يريد التجميل بدءا من حروق صغيرة وحتى حروق كبيرة وظهور نتائج عكسية مروراً بوجود عاهة مستديمة وصولاً لخطر الموت.

 

مشاهد الحقن تكون حاضرة فى كافة فيديوهات منصات التواصل الاجتماعى، فى الجبهة والشفاه والخدود وملامح الوجه من الفك، أمر متكرر فى آلاف الفيديوهات التى تحصد آلاف التعليقات والمشاهدات، أما كبار الأطباء وأشهر مراكز التجميل فالأمر يختلف بالمشاهدات المليونية، خاصة بعد تعمد هذه الصفحات عرض أمثلة لعدد كبير من الفنانات ممن يخضعن للحقن، واتجاه عدد من الأطباء لتوضيح الفارق بين استخدام النجمات للحقن فى وجههن، بوضع صور قبل وبعد، وتحديد حالات الحقن بالفيلر والبوتكس فى مناطق الوجه بأكمله.

 

هوس التجميل أصبح أمرا طبيعيا تعلن عنه النجمات بشكل واضح فى مقابلاتهن، فهناك فنانات أعلن بشكل صريح عبر لقاءات تلفزيونية أنهن لجأن للحقن سواء فيلر أو بوتكس، وهناك فنانات أعلن خضوعهن لعمليات تجميل، ومنهن ما تعرضت للفشل، حتى إن المذيعة ريهام سعيد أعلنت عن فشل عمليات التجميل الأخيرة لها ورفعت قضية على طبيب التجميل الذى أجرى لها العملية.

 

«التجاعيد ملت وشك، نفسك فى بشرة مشدودة ومن غير خطوط تعبيرية، نفسك فى مظهر بشرة أصغر بـ 10 أو 15 بالمعنى الحرفى» لا يتوقف الأمر عن الدعاية للحقن بالفيلر والبوتكس واستخدام الليزر، والسعى لتحويلها لهوس لكافة الفتيات والسيدات عبر منصات التواصل الاجتماعى، لكن هناك من تطرق لتدريس هذه العمليات ومنح دبلومة للفيلر والبوتكس والحصول على شهادة دولية لتصبح أخصائية بشرة.

«هنخليكى خبيرة محترفة».. هذا ما أعلنه أحد الحسابات التى أطلقت على نفسها «أكاديمية بصمة العلمية»، عبر الدبلومة التى أعلنت عنها لتعلم ما أسمته أساسيات الفيلر والبوتكس، والحقن بشكل احترافى، على أن يتم التطبيق العملى على 10 «موديل» فى جلسات عملية، والحصول على شهادة علمية معترف بها عالمياً على حد قولها، مؤكدة أن «الدبلومة سبب فى فتح آفاق جديدة فى عالم الجمال والأناقة».

 

«تجارب الحقن بالفيلر والبوتكس» كانت موضوعا للنقاش بين مستخدمى «فيسبوك»، الأمر الذى تحول بعدها لجروب للنقاش شاركت فيه العديد من السيدات تجاربهن فى حقن الفيلر والبوتكس.

 

محمود فؤاد، المدير التنفيذى لجمعية الحق فى الدواء، قال: المجتمع المصرى أصبح لديه هوس بإجراء التجميل تصاحبه فوضى فى عيادات التجميل ومراكز التجميل الخاصة بالليزر والفيلر، وترجع هذه الفوضى إلى عدم وجود رقابة من قبل إدارة العلاج الحر، الأمر الذى أدى إلى أن من يعمل فى كثير من هذه المراكز التجميلية ليس طبيبا بشريا تخصص جراحات تجميل أو جلدية، وإنما يمكن أن يكون صيدليا أو خبيرة تجميل تعمل فى مركز تجميل، أو محال تصفيف الشعر «كوافير» يُطلق على نفسه مركز ا تجميليا دون رقيب من أى جهة، على الرغم من خطورة الأمر، فالتجميل هو علم من علوم الطب، لا بد أن يمارسه طبيب بشرى.

 

وتابع: هناك قدر كبير من المشكلات والأخطاء وهو أمر طبيعى لأن من يمارس المهنة ليسوا أطباء، وبالتالى يتم الوقوع فى العديد من الأخطاء التى تصل فى نهاية الأمر إلى خطر الموت، وهى ليست مبالغة ولكن أمر واقع حدث، ومن المتوقع أن يتم تكراره لأن من يعمل ليس طبيبا بشريا.

 

وعن خطورة التوسع فى أدوات التجميل كالفيلر والبوتكس والليزر قال «فؤاد»: إن «الخطورة تبدأ من حروق بسبب الاستخدام الخاطئ لأجهزة الليزر والتى تُعرض المريض لحروق قد تكون بسيطة أو ترتفع درجة الحرق لتصل حد الخطورة، وتصل إلى العاهة المستديمة فى الفيلر والبوتكس وتصل إلى الوفاة»، مشددًا على أن «استخدام أجهزة الليزر يجب أن يكون لأطباء الجلدية أو تجميل فقط دون أى طبيب بشرى آخر، لأن طبيب الجلدية يحدد درجة النفع والخطورة التى تتسبب للمريض ويتجنبها، وأن حقن الفيلر والبوتكس يحدد طريقتها وأماكن الحقن حتى يتفادى الحقن فى أماكن قد تسبب عاهة مستديمة أو الحقن بطريقة خطأ قد تؤدى إلى الوفاة».

 

استخدام أدوات التجميل من أجهزة الليزر أو حقن البوتكس والفيلر يجب أن يخضع للرقابة كما بين المدير التنفيذى لجمعية الحق فى الدواء، وقال: يجب أن يحصل جهاز الليزر على موافقة المعهد القومى لعلوم الليزر، على أن يتم تسجيل الجهاز فى وزارة الصحة، لأن الجهاز يصدر أشعة قد تكون ضارة ليس فقط للمريض ولكن للبيئة المحيطة به، كما أن الجهاز يتم استخدامه بطريقة معينة ويجب أن يوضع فى بيئة معينة حتى لا تضر بالجهاز.

 

وضرب «فؤاد» مثالاً لعدم انضباط مراكز تجميل شهيرة تمتلك سلسلة فروع بمنطقة المعادى وأكتوبر والتجمع الخامس، فتم اكتشاف أن هذا المركز لم يحصل على تراخيص من إدارة العلاج الحر، ومركز تجميلى آخر لطبيب مشهور ترك الحقن للممرضة وهو ما تسبب فى عاهة مستديمة للمريضة.

 

ولفت المدير التنفيذى لجمعية الحق فى الدواء، إلى أن انتشار منصات التواصل الاجتماعى وتحديداً منصات الفيديوهات الصغيرة «تيك توك» سبب فى ارتفاع معدلات الهوس بالفيلر والبوتكس، «يتم الترويج لعمليات التجميل بالفيلر والبوتكس بمعدلات كبيرة عبر هذه المنصات، بالإضافة إلى إعلانات عيادات التجميل ومراكز التجميل التى تحاصر الرجال والنساء فى الشوارع والميادين العامة وليس فقط على منصات التواصل الاجتماعى».

 

وفى سياق حديثه، طرح «فؤاد» تساؤلًا عن آداب المهنة وميثاق الشرف بعد فيديوهات الترويج التى تعرض صورا للحالات قبل وبعد وفى عمليات التجميل أو الجراحات التجميلية لكافة مناطق الجسم، وهى تمثل إساءة للمهنة، وقال: حتى وإن وافقت الحالة التى تخضع لعملية تجميل على العرض، لا يمكننا أن نستبيح عرض فيديوهات لأجساد عارية أو فى غرف العمليات حتى نقدم صور التغيير قبل وبعد، فهى سقطة أخلاقية علينا أن نوقفها.

 

وطالب المدير التنفيذى لجمعية الحق فى الدواء، أن تتم مواجهة هؤلاء الأطباء من قبل النقابة، مؤكدا أن ما يحدث يعد تجاوزا ومخالفا للقانون، فهى فوضى حقيقية لا بد من التصدى لها، رافضاً ما يردد عن وجود نقابة للمهن التجميلية لتأهيل خبيرات لاستخدام الفيلر والبوتكس والليزر وقال: «لا يمكن أن يتم استبدال طبيب بأفراد حصلوا على دورات تدريبية، فهو أمر لن يعود بالنفع بل سيزيد الأمر ضرراً فى انتشار مراكز تجميلية غير متخصصة، وبالتالى تعرض العديد من الأفراد لخطر استخدام هذه الأدوات التجميلية دون دراية بخطورتها وتعرض أرواحهم للخطر».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة