رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

أباطيل «الكيان والإخوان»

30-3-2025 | 22:37
طباعة

على مدى قرابة 16 شهرا لا تتوقف ماكينة الأكاذيب الإسرائيلية عن ترديد الافتراءات المسمومة ضد مصر، وقبل أن ينتهى مفعول الكذبة الحالية تسارع حكومة الاحتلال بقول زور جديد لو مزج بماء البحر لمزجه، وغير طعمه، وأفسد لونه من شدة القبح، وفداحة التزييف، وفظاعة الخداع، ويبالغ قادة تل أبيب لدرجة الفجر فى العداوة، واللدد فى الخصام، فإذا تحدثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا أُؤتمنوا خانوا، ويحاولون بكل السبل الإساءة إلى دور القاهرة ردا على تمسكها من اليوم الأول لأحداث 7 أكتوبر 2023 بإفشال مخطط التهجير لأنه طريق الندامة للقضية الفلسطينية، وسكة تصفيتها لا محالة، فتتابعت جولات الحملات الممنهجة التى تستهدف تلك الثوابت المصرية، وكالعادة الخبيثة للجماعة الإرهابية، دائما أذرعها الإعلامية وميليشياتها الإلكترونية فى خدمة الأهداف الصهيوأمريكية نكاية فى دولة 30 يونيو، وهم واهمون، فلا تراجع عن موقفنا الثابت مهما تعددت الضغوط، وكثرت المشاق، والشعب المصرى سند قيادته السياسية فى هذه القضية التاريخية.

ومن المؤكد أن مسلسل التضليل الإسرائيلى لن تتوقف حلقاته القذرة، ولن تنقطع مشاهده الحقيرة خلال الفترة المقبلة، بل ستتصاعد وتيرة الأباطيل لأن المصريين جميعا شعبا وقيادة يقفون بالمرصاد لتحركات دولة الاحتلال وحلفائها من الأمريكان لإعدام القضية الفلسطينية ظلما وعدواناً، وكتم أنفاسها لكى تموت كمدا، وطرد أصحاب الأرض من ديارهم، وإبادة المتشبثين بتراب وطنهم، ومهما تحايل هؤلاء القتلة من حكومة مجرم الحرب نتنياهو وحلفائه من الإدارة الإمريكية، فلن ينالوا غرضهم الشرير، فنحن ومعنا كل أحرار العالم سنفضح تلفيقهم الفج، واختلاقهم اللئيم، فلا تهجير لأهل غزة إلى مصر ولا السعودية ولا الأردن، ولا توطين لهم فى السودان أو الصومال، ولا نقل لهم إلى سوريا.

ومهما كانت المؤامرات لن يرضى الفلسطينيون بديلا عن موطنهم، وليس أدل على ذلك من ضخامة التضحيات فى حرب غزة، فقد تعدت حصيلة الضحايا 164 ألف شهيد ومصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، بل إن هذه الدماء الطاهرة، وتلك الأرواح البريئة ستظل وقودا فى معركة السعى لإعلان دولة فلسطين المستقلة، كما أنها ستطارد كل المتورطين فى يقظتهم ونومهم، إلى جانب الدعاوى القضائية أمام المحاكم الدولية، فجرائم الإبادة لا تسقط بالتقادم.

لن تفلح مكيدة أكاذيب إسرائيل المتواصلة ليل نهار، والمستمرة بسبق الإصرار والترصد فى إشغال القاهرة عن متابعة تطورات مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية، لأن الدولة المصرية يقظة على الدوام، وترصد وتحلل كل كلمة بهتان تنطلق من جنبات الكيان الصهيونى وأعوانه من العواصم الغربية، وخاصة واشنطن، وتقدم الدليل بالصوت والصورة أمام العالم أجمع على أنها مجرد خدعة جديدة فى جراب الحاوى الممتلئ بالثعابين السامة، والأفاعى القاتلة، بل إن المؤسسات الوطنية تدرجت فى حصار الشائعات الحقيرة لدولة الاحتلال بداية من الرد المدروس بكل جوانبه من المصدر رفيع المستوى ثم هيئة الاستعلامات تارة بالتصريحات الصحفية وتارة بالبيانات المكتوبة مع اللهجة الحاسمة.

ومع مبالغة مسؤولى تل أبيب فى الافتئات الرخيص، والغش العميق، اضطرت وزارة الخارجية للدخول على الخط مرة بكلمات قاطعة لإخراس الألسنة الحداد لوسائل الإعلام الإسرائيلية، ومرات بإصدار البيانات الحاسمة فى القول، والرادعة فى التأثير، ورغم أن الصورة واضحة للرأى العام العالمى الذى تأكد فى مرات عديدة، ومواقف غزيرة أن حكومة نتنياهو جاوزت المدى فى كل الموبقات، وتورطت فى جميع الجرائم، وأن ما رسخته الآلة الإعلامية الإسرائيلية عن ديمقراطية دولتهم كذبا وزورا ضاع إلى الأبد، وما مظاهرات الجامعات حول العالم رفضا للعدوان الوحشى على غزة ببعيد، إلا أن متطرفى هذه الحكومة يسبحون فى مستنقع الأكاذيب حول دور القاهرة.

وبالطبع الكذبة التى خرجت من أفواه الصهاينة، وتدعى أن مصر تمد دولة الاحتلال بمساعدات عسكرية ثم تلقفتها كالحيات المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعى ذات الهوى الإخوانى لن تكون الأخيرة، وموقف الطرفين معلوم بالضرورة، مفهوم بالسليقة بعيدا عن المزيد من الشرح أو التوضيح، فالإسرائيليون أصابهم الهياج وانفلات الأعصاب من الإصرار المصرى على التصدى بكل قوة لمراوغاتهم المتلاحقة لتنفيذ مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية، سواء بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو غيرها من البلدان، مع إقناع غالبية الدول بضرورة حل الدولتين، وإنهاء الظلم الواقع على الفلسطينيين على مدى قرابة ثمانية عقود متتالية، ثم أصاب الجنون تل أبيب عندما نجح الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حشد التأييد العربى كاملا لصالح الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة بدون تهجير فلسطينى واحد خارج قطاع غزة، فأدركت حكومة الاحتلال أن الفرصة التى وظفتها بعد أحداث 7 أكتوبر ستضيع رغم الخسائر الإسرائيلية الفادحة، سواء فى الصورة الذهنية لها كدولة مارقة على القانون الدولى، إلى جانب أنها أصبحت موصومة بعار جريمة الإبادة الجماعية، وأن وجهها العكر الذى جملته بمليارات الدولارات فى سنوات طويلة من التعتيم والتضليل الإعلامى كشفته وحشية نتنياهو و«شلته» من المتطرفين وفى مقدمتهم الإرهابيان «بن غفير» و«سموتريش».

أما عناصر التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، فقد شبوا على الكذب، وشابوا على الخداع، فهم يتبنون منهج التقية فى إظهار عكس ما يبطنون لتحقيق رغباتهم المكبوتة، ولا مانع لديهم من المكر والانتهازية، فالغاية تبرر الوسيلة على طريقة ميكافيلى، فهم يسوقون لأتباعهم أن دولة 30 يونيو هى التى أسقطت حكم المرشد خلال أقل من عام، وبالتالى من حقهم تبنى كل الشائعات، وترويج كل الأكاذيب التى تدفع الأمور إلى الفوضى الهدامة أو التخريب المتعمد حتى تعود الجماعة إلى الحكم، والمشكلة أن هذا الوهم تحول إلى داء عضال بين الإخوانجية، ومرض مزمن لدى كوادر الجماعة وأتباعها، ولا يريدون أن يستوعبوا أن المصريين اكتشفوا حقيقتهم إلى الأبد، وأنهم افتقدوا ظهيرهم الشعبى على الإطلاق، ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، وسيرا على هذا المنوال، تسارع اللجان الإلكترونية للجماعة على ترويج المزاعم الإسرائيلية ضد مصر، ومن بينها هذه الكذبة.

وهنا التحية واجبة للهيئة العامة للاستعلامات على مفردات ردها المختارة بعناية، والمحددة بإتقان، ومنها هذه العبارة «إن الوصول لهذ الدرك الأسفل من المزاعم، يؤكد تفاقم حالة الانفصام المرضى عن الواقع والإدمان المزمن للكذب، التى باتت مكونا أصليا وثابتا فى هذه المواقع وتلك الوسائل، فهذان الانفصام والإدمان، هما اللذان يدفعان بها إلى العمى المؤقت أو الدائم عن رؤية المواقف المصرية الواضحة والثابتة من بدء العدوان الدامى على غزة، والتى لم تترك سبيلا واحدا لدعم الأشقاء الفلسطينيين فيها، إلا وسلكته بكل إمكاناتها وبكل العلانية الصريحة التى تقتضيها النتائج الكارثية للعدوان على غزة»، وما أشمل هذه الجملة الشارحة فى إيجاز، والمعبرة فى اختزال «مصر هى التى أسست منذ بدء العدوان للرفض العربى والدولى القاطع لتصفية القضية الفلسطينية بتهجير الأشقاء من أرضهم بقطاع غزة، وهو ما جعلها موضعا لحملات عديدة من مسؤولى وسائل إعلام دولة الاحتلال، سواء ضد مواقفها المبدئية أو على جيشها العظيم».

صحيح أن عدد أكاذيب دولة الاحتلال عن مصر منذ بدء حرب غزة عصى على الحصر، وصعب على العد، خصوصا أن كل كذبة تتفرع إلى عدة أباطيل حسب نوع الوسيلة الإعلامية أو الرسالة المراد توصيلها أو الجمهور المستهدف منها، فما تنسجه فى عالم السوشيال ميديا يختلف عن صفحات الصحف وشاشات التليفزيون، وما تروجه فى صفوف المؤيدين لعدوانها الغاشم على غزة غير الرافضين لجرائمها الكارثية، وما تنشره فى الدول الغربية يختلف عن العواصم الأخرى، وإن تعددت الطرق والهدف واحد، وهو تشويه دور القاهرة حتى تتخلى عن مساندة الحق الفلسطينى، وتتوقف عن دعم إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية؛ باعتبارها الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم فى المنطقة، كما يؤكد الرئيس السيسى فى كل المحافل واللقاءات والاتصالات مع زعماء وقادة العالم.

وبوضوح، سيظل هذا دأب مصر -شعبا وقيادة- مهما تعاقبت موجات الافتراءات الإسرائيلية، سواء كانت كذبة إغلاق معبر رفح لمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، رغم أن عدة مسؤولين أمميين وأوروبيين شاهدوا على أرض الواقع أن جيش الاحتلال هو من هدم المعبر من الجانب الفلسطينى ومنهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، ورئيسا وزراء أسبانيا وبلجيكا خلال مؤتمر صحفى لهما أمام المعبر، أو ادعاء نتنياهو حول دخول السلاح إلى غزة عن طريق الأنفاق مع سيناء، وهو كذب بين لأننا نجحنا فى ردم كل الأنفاق خلال الحرب على الإرهاب لأن التنظيمات المتطرفة كانت تتخذها مسلكا للقيام بالعمليات الإرهابية ضد جنودنا، والحقيقة أن غرضه كان عرقلة الوساطة المصرية القطرية الأمريكية لوقف الحرب على مدى 11 شهرا متواصلة، مروراً بكذبة وسائل إعلام إسرائيلية بأن مصر ستتولى مسؤوليات أمنية داخل قطاع غزة، لكن مصدرا مصريا رفيع المستوى نفى ذلك جملة وتفصيلا، فضلا عن الرد المصرى على أكذوبة التراجع عن الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، وهذه المزاعم وغيرها مهما تتابعت لن تثنى المصريين جميعا عن الوقوف صفا واحداً مع القيادة السياسية فى الدفاع عن القضية الفلسطينية، ووأد مخطط التهجير، فهى قضية القضايا فى كل المراحل، والقضية الأم فى جميع الأزمنة.

حمى الله مصر وشعبها وقيادتها 

ومؤسساتها الوطنية من كل سوء

    كلمات البحث
  • حملات
  • اسرائيلية
  • ضد
  • مصر
  • مخطط

أخبار الساعة

الاكثر قراءة