رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«عظيمات» الجمهورية الجديدة

20-3-2025 | 18:04
طباعة

فى البداية، سلاماتى واحتراماتى لكل أم فى عيدها، وكل سنة وجميع أمهاتنا فى صحة تامة، وسعادة كاملة، فهن منبع المحبة، وموطن المودة، ونهر الحنان، وعلى الدوام هن السند فى السراء، والملاذ الآمن فى الضراء، والناصح الأمين عند المشورة.. إن عيد الأم يوم مشهود، ووقت معلوم لكل إنسان شغلته الحياة بصراعاتها، وتفرقت به سبل الجرى على «المعايش» بعيدًا عن الجلوس بين يدى أمه طلبًا للرضا، والوقوف فى محرابها طمعًا فى العفو، والإنصات فى حضرتها رغبةً فى السماح، إنه يوم إظهار العرفان والتقدير لتضحياتها العظيمة التى لا تنقطع، والشكر والامتنان لعطائها الجليل الذى لا ينضب، وكفاحها الكبير الذى لا ينقطع، ورد الجميل لحسن صنيعها المتصل عن طيب خاطر وسماحة نفس، ودائما تسعى لبلسمة الجراح، وتفريج الهموم، وتخفيف الأحمال، ويا سعد من نال رضا الأم، ويا هناء من كانت دعواتها من نصيبه.

لا ينكر دور الأم فى كل الفئات، وجميع الطبقات إلا جاحد، خارج عن إجماع الإنسانية، فهى رمز التضحية بلا مقابل، ومكمن العطاء بغير هدف أو غرض، ونموذج الكفاح بعيدًا عن أية مكاسب، فلا غاية ولا مقصد إلا بناء أسرة صالحة، وتكوين عائلة كريمة، وهى حصن التربية، وصمام الأمان، وأساس تماسك وتلاحم كيان الأسرة، وعمودها الفقرى حتى فى وجود الأب، بل إنها «الوتد» الذى يثبت أركانها، ويجمع لمتها، ويمنع فرط عقدها، والواقع مليء بالنماذج العصية على الحصر، والصعبة على العد، وقد جسدت الدراما المصرية ثلة من سير عظيمات مصر فى قصص مستوحاة من شخصيات حقيقية، وكانت صاحباتها مضرب الأمثال فى التضحية الكبيرة، والعطاء الدائم، والكفاح المستمر، وهذا حال الأغلب الأعم من بنات حواء فى بلادنا، ولا مانع من وجود بعض الاستثناءات القليلة، فلكل قاعدة استثناء.

ومن الخاص وهو ما داخل البيوت، وكنف العائلات، وما أشرفها من سلوكيات قدوة حسنة لأمهات المصريين فى مسار بناء الأسرة اللبنة الأولى فى مسيرة الوطن العظيم إلى العام، وهو دور المرأة فى الحياة العامة والسياسية فحدث ولا حرج عن سيرة عظيمات مصر، وخصوصًا فى الجمهورية الجديدة التى فتحت أمامهن كل الأبواب للمشاركة الفعالة، وكسرت كل القيود التى تقف حجر عثرة فى طريقهن لإثبات الذات بالمجالات كافة، والمناصب جمعاء، وذلك لانحياز الرئيس عبدالفتاح السيسى للمرأة المصرية عن قناعة تامة وإيمان حقيقى بأن احترامها وتقدير دورها وتمكينها وحمايتها هو واجب وطنى والتزام سياسى وليس هبة أو منحة، بل هو حق أساسى لها، وعلينا جميعًا أن نتخذه كمنهج حياة.

ويُحسب للرئيس السيسى أنه صاحب وصف «عظيمات مصر» الذى تحول إلى وسام على صدر كل سيدة وفتاة خلال السنوات الـ11 الماضية، بل إنه حرص على استقبال الكثير من النماذج المشرفة وصاحبات قصص الكفاح فى القصر الجمهورى، من منى السيد صاحبة صورة «جر عربة البضائع» بالإسكندرية فى 2016 تقديرًا لكفاحها وإصرارها على تحقيق واقع أفضل لها ولأسرتها، ونموذجًا مشرفًا لكافة شباب مصر، وقدوة عظيمة لجميع المصريين فى ضوء إعلائها لقيم العمل والعطاء والصبر، إلى «مروة العبد» سائقة التروسيكل من الأقصر فى 2018، باعتبارها مثالاً مشرفًا للمثابرة والاجتهاد وقدوة للشباب فى الإصرار والكفاح، وفى نفس العام، التقى الرئيس، سيدات محمد إسماعيل، وفتحية محمد إسماعيل، السيدتين اللتين تبرعتا لصندوق «تحيا مصر» لصالح «حساب تنمية سيناء»، للتعبير لهما عن خالص تقديره لموقفيهما الوطنى، وحرصهما على المساهمة فى جهود تنمية سيناء وتعميرها، جنبًا إلى جنب مع عملية «حق الشهيد» للمواجهة الشاملة ضد الإرهاب.

وتكرر نفس الموقف الإنسانى العظيم من الرئيس السيسى فى 2019 مع الحاجة صيصة أبو دوح، لأنها جسدت قوة تحمل المرأة المصرية الأصيلة، وتكريمًا لرحلة صبرها على الشقاء وارتدائها للجلباب الصعيدى لمدة 43 عامًا، كى تنفق على أسرتها بعد وفاة زوجها ومرض زوج ابنتها، العائل لهم، وكثيرًا ما تحدث الرئيس عن بطولتها فى عدة خطابات ولقاءات، وأنها شرفت الرجالة و«الستات»، ومنحها وحدة سكنية بمحافظة الأقصر، ودائمًا تتابع الرسائل الرئاسية التى توقر بطولات «المرأة الشقيانة» فى مسيرة بناء أسرتها، وقوة وطنها.

وسيرًا على هذا النهج فى الاحتفاء بقصص النجاح وتجارب الكفاح لعظيمات الجمهورية الجديدة، عودنا الرئيس السيسى على تشريفه لحفل تكريم المرأة المصرية والأم المثالية عامًا وراء عام تأكيدًا على مكانتها، وإجلالاً لبطولاتها المتواصلة من «بناء الأسرة» إلى «دعم الوطن»، مع صك العبارات، ونسج الكلمات عن دورها الحيوى، وتأثيرها القوى على المستويين، ففى 2022 قال الرئيس نصًا: «إن المرأة المصرية العظيمة، صانعة مجد الوطن، والأساس المتين لبنائه ونهضته، وهى منبع الأمل، فى المحن والشدائد، وعزة الوطن ومصدر قوته.. ولقد عاهدت نفسى، أن تأخذ المرأة المصرية مكانتها العظيمة التى تستحقها، وإننى على العهد والوعد ببذل كل ما فى وسعى لمواصلة مسيرة دعم وتمكين المرأة المصرية وحمايتها عرفانًا بدورها الفاعل فى بناء المجتمع وانشغالها بهمومه»، وفى كلمته خلال احتفالية 2023 قال الرئيس: «إن المرأة فى جميع أدوارها فى المجتمع أثبتت مرةً بعد الأخرى، أنها معين لا ينضب من الوعى السليم ومزيج فريد من العقل والقلب، ومن الموضوعية والعاطفة بما جعلها دائمًا، قوة دفع هائلة للوطن فى محنه وشدائده، قبل أوقاته السارة والسعيدة، وأيضا فى احتفالية 2024 قال الرئيس: «أوجه تحية إجلال وتقدير لكل امرأة مصرية تسجل كل يوم فى مختلف المجالات والميادين أسمى معانى العطاء والصبر والتضحية والكفاح، ساعية بكل إخلاص وجهد للحفاظ على أسرتها ووطنها، فالمرأة المصرية تظل دائمًامحورًا أساسيًا لأمن واستقرار المجتمع والوطن ومصدر إلهام لا ينقطع عطاؤه»، وفى كل مرة كانت التوجيهات الرئاسية حاضرة بقوة لتمكين المصريات، وتذليل كل العقبات أمامهن فى كل المواقع.

كما أن السيدة إنتصار السيسى قرينة رئيس الجمهورية، حريصة كل سنة على تكريم السيدات الملهمات فى يوم المرأة المصرية «أيقونة النجاح»، وقد ضمت القائمة هذا العام مجموعة معتبرة من عظيمات الجمهورية الجديدة، وهن كل من: آية أحمد عبدالفتاح أول مشرفة لبرنامج نورة فى محافظة أسيوط بالمجلس القومى للمرأة، مريم الخولى ممثلة وصيدلانية مصرية، شيماء محمد فوزى أول مراسلة تليفزيونية على كرسى متحرك، فدا فيليت كامل سفيرة المحبة والسلام بالمجلس القومى للمرأة، هبة الله حمدى خبيرة فى الأمن السيبراني، ناهد عبدالحميدالمحلاوى الأستاذ بقسم التصميم وهندسة الإنتاج كلية الهندسة جامعة عين شمس. وأيضًا شملت قائمة المكرمات هند عمر محمود، هالة عزيز، ياسمينا أبويوسف، حبيبة حسن، عبير جداوى، رحاب أحمد رضوان، نورة سمير توفيق، حنان أحمد السيد، كوثر مصطفى محمد، فاطمة محروس، الفنانة سلوى عثمان، عبير وائل صديق، وسارة السيد.

وعلى هامش هذه الاحتفالية، قالت السيدة إنتصار السيسى فى تدوينة عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك: «شرفت بلقاء مجموعة من السيدات المصريات الملهمات، اللاتى قدّمن نماذج مشرفة فى مختلف المجالات. كل واحدة منهن تعكس قوة الإرادة والعطاء، وتجسد روح المرأة المصرية القادرة على تحقيق النجاح والتأثير. وأؤمن بأن كل امرأة تحمل فى داخلها طاقة عظيمة، وسأظل دائمًا داعمة لكل سيدة تسعى لتحقيق أحلامها وبناء مستقبل أكثر إشراقًا لوطننا».

ومن المؤكد أن المرأة المصرية فى الجمهورية الجديدة تعيش عصرها الذهبى لأن الإرادة السياسية متوفرة، والعزيمة الرئاسية ثابتة فى دعمها، وحريصة على حقوقها، ومتمسكة بالنهوض بأوضاعها، وليس أدل على هذاالتوجه الحميد من إعلان الرئيس السيسى عام 2017 عامًا للمرأة المصرية، عرفانًا بدورها الوطنى منذ ثورة 2013 العظيمة وحتى اليوم، فهى جزء لا يتجزأ من خطط التنمية الضاربة فى جنبات الدولة بكل المجالات وجميع القطاعات، ولا تتوقف التوجيهات الرئاسية لزيادة مكتسباتها على كل المستويات التشريعية والاقتصادية والإدارية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، إقرار الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، وهى عامرة بالحقوق، ممتلئة بالمكاسب، ففى مواقع صنع القرار، زاد تمثيل المرأة بالتشكيل الوزارى بعد أن كان وزيرتين عام2012، ليصل إلى 4 وزيرات عام 2024، وارتفعت نسبة تمثيل المرأة فى منصب نائب الوزير إلى 27 فى المائة، وصعد معدل تمثيلها فى منصب نائب المحافظ لنحو 31 فى المائة، أما بخصوص وضع المرأة فى المجالس التشريعية، فإن تمثيلها فى مجلس النواب أصبح 165 مقعدًا عام 2024، مقابل 9 مقاعد عام 2012، فضلًا عن وصول حصتها بمجلس الشيوخ إلى 41 مقعدًا عام 2024، مقابل 12 مقعدًا عام 2012، مع نقلة نوعية فى التمكين بمجال القضاء، فضلا عن إنجازات غير مسبوقة، وموثقة بالأرقام، فى عدة مجالات أخرى من القطاعالمصرفى إلى التمكين الاقتصادى مرورًا بالتمكين الاجتماعى والحماية وفى مقدمتها المبادرات الرئاسية الداعمة لها صحيًا واجتماعيًا وقانونيًا.

حمى الله مصر وشعبها وقيادتها 

ومؤسساتها الوطنية من كل مكروه

أخبار الساعة

الاكثر قراءة