رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

وختامًا: وهل يصلح نظام البكالوريا ما أفسد الدهر؟!


25-10-2025 | 11:03

.

طباعة
بقلم: حمدى رزق

السؤال الافتتاحى فى هذه السلسلة كان فى العنوان أعلاه، وهل يصلح نظام البكالوريا ما أفسد الدهر؟!

وخاتمة المقالات سؤال بديهى: هل البكالوريا هى الحل؟!

وحتى ساعته جهود وزارة التربية والتعليم منصبة على ترويج نظام البكالوريا بين أولياء الأمور، لعلها وعسى تقنعهم، والطلاب على (الطريقة الحليمية) نسبة للعندليب الأسمر «عبد الحليم حافظ»، الطلاب حائرون، يفكرون، يتساءلون فى جنون البكالوريا من تكون، من تكون..؟! وأى الطرق إليها يسلكون؟!

والمقاربة بينها والثانوية العامة (القديمة) كيف تكون؟!

 

ورغم المحفزات الوزارية المصاحبة للدعاية لزوم البكالوريا المصرية، ومنها حزمة تسهيلات، واختيارات، لايزال التردد سيد الموقف، ويسود ويحكم أبيات التفكير فى البيوت المصرية، ومن ولج منهم البكالوريا بخوف وحذر وعلى سبيل التجريب، ولعله خير.

 

**

ابتداء البكالوريا المصرية ليست غريبة على الأسماع، وبالفرنسية (baccalauréat) وتعرف شعبيا فى فرنسا باسم «باك» امتحان دراسى يخوضه الطلاب فى المدارس الفرنسية بعد اكتمال الدراسة الثانوية..

البكالوريا كنظام تعليمى، قدمه «نابليون الأول» عام 1808، كمؤهل رئيس لمواصلة التعليم فى المستوى الجامعى.

البكالوريا تعد مفتاحا للتعليم العالى والمسارات المهنية فى العديد من الدول حول العالم، سيما فى المغرب العربى جريا على عادة التعليم الفرنسى.

وعليه، كانت دعوتنا ولا تزال، بأريحية وعقلانية، ندعو وزير التربية والتعليم «محمد عبد اللطيف»، أن يبين لنا ماهية البكالوريا المصرية، لا تزال غامضة، وما علاقتها بالبكالوريا الفرنسية، عفوا سيادة الوزير، إن شهادة الثانوية العامة الجديدة تشابهت علينا!!

وألحّ عليه فى الدعوة، البكالوريا حتى ساعته تبدو غامضة على كثير، أخشى تصاحبها شكوك وظنون، وما يتعلق باللغة الفرنسية، وكذا الدين والتاريخ وللجغرافيا والفلسفة والمنطق يكتنفه غموض مريب خارج عن المنطق!

وكلمة مخلصة فى أذن السيد محمد عبد اللطيف، سيادة الوزير لا توحش النفس بخوف الظنون، سؤال البكالوريا الجديدة الحائر فى الشارع، يذكرك بسؤال «سر شويبس» الصاخب على أيامنا الماضية!!

**

ما هكذا تورد الإبل يا سادة، والحديث موجه لمجموع الرافضين، رفض البكالوريا دون حوار تربوى عقلانى مجتمعى، قد يفوت علينا فرصة إصلاحية تعليمية سانحة، فات علينا الكثير من الفرص الضائعة، وتضييع الفرص برعونة ينتهى عادة بالبكاء على اللبن المسكوب.

ضيعنا فرصة هائلة هيأها الوزير السابق «طارق شوقى» لنقلة تعليمية إلكترونية لن يجود الزمان بمثلها، ولم نحسن استثمارها، و ضيعناها فى لجة حوار سفسطائى عات، فلا تضيعوا البكالوريا لأن اسمها (ماضوى) يعود لزمن نابليون الأول.

لو تفرغ التربويون الرافضون لدراسة (البكالوريا القديمة) لربما وجد فيها ما يؤشر على مرتجى مفيد منها بعد تحديثها.

الإمساك بخناق الوزير عبد اللطيف، يخنق الفكرة، يئدها فى مهدها، دعكم هنيهة من الوزير عبد اللطيف، البعض لا يستلطفه لأسباب، خلونا فى الفكرة، الفكرة (البكالوريا) محور النقاش الجاد، ليس صحيًا أن كل ما يصدر عن الوزير مرفوض، ربما كان فيه خير.

الدعوة إلى البيان، بيان ما هى فى (مقالات سابقة ونشدد عليها فى هذا المقال) وصلت الوزير عبد اللطيف، تزامنت مع دعوة الوزير طائفة من المهتمين بمستقبل التعليم إلى جلسات حوارية لبيان ماهية البكالوريا الجديدة.. وتعددت الجلسات الحوارية مع قادة الفكر والرأى، لتقليب البكالوريا الجديدة على أوجهها وانتهت إلى تعديلات أقرّت فى مناهج البكالوريا الجديدة.

خلاصته، البكالوريا شهادة (قديمة / حديثة) ولها وجاهتها التعليمية، ليست بقرة مجهولة تحوم حولها الأسئلة التشكيكية هكذا.

الصخب الحادث حول البكالوريا، أحسبه صحيا، والجدل الدائر يقلب الفكرة على أوجهها، معلوم مستقبل التعليم الوطنى فى خطر، ومحكوم باعتبارات مجتمعية وتنموية جدية، والتغيير فى بنية التعليم كما يقولون ليست بالنوايا الطيبة، ولكن بالدراسة العميقة المتعمقة.

استعادة شهادة البكالوريا من زمن ماضٍ وتحديثها، يحتاج إلى تدبر عقلانى، مر على البكالوريا القديمة قرابة (120 عاما)، تعود إلى العام (1905)، وكانت وقتئذ نظاما تعليميا يهدف إلى إعداد الطلاب للالتحاق بكليات القمة واستمر العمل به لمدة (23 سنة) متواصلة.

قبلها كانت «التوجيهية» قبل تحديث نظام التعليم فى منتصف القرن العشرين، وكان نظامها صارمًا ويتمركز حول امتحانات موحدة على مستوى الدولة، تعوزنا رحلة فى تاريخ التعليم المصرى لنتعرف على شهادة البكالوريا التى تعود إلينا من قرن مضى.

بالمناسبة البكالوريا حصل عليها أجلاء مقدرون، ومر من امتحاناتها نوابغ معتبرون، خالد الذكر الرئيس «جمال عبد الناصر» حصل على ‎البكالوريا فى القسم الأدبى بمجموع درجات 138.5 من 290، بنسبة 47.7 فى المائة، وكانت درجات النجاح وقتها 116 بنسبة 40 فى المائة فقط، ما أهله لدخول كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة حاليا»، ودرس فيها لمدة 6 أشهر فقط قبل أن ينضم للكلية الحربية ويلتحق بها فى يوليو 1937 م.. ويقود ثورة مجيدة فى تاريخ وطن عظيم يستحق تعليما على مستوى عظمته.

الاكثر قراءة