رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

د. أحمد المنشاوى: جامعة أسيوط بيت خبرة فى تنمية الصعيد


17-10-2025 | 17:21

.

طباعة
حوار: إلهام علي

تواصل جامعة أسيوط مسيرتها بروح النصر ذاتها، حاملة مشعل التقدم فى قلب صعيد مصر، فعلى مدار سبعين عامًا، ظلت الجامعة منارة للعلم والمعرفة، ومركزًا للإشعاع الثقافى والفكرى، واليوم، تحت قيادة الدكتور أحمد المنشاوى، تمضى بخطى واثقة نحو بناء جامعة ذكية منتجة للمعرفة، برؤية وطنية تستلهم توجهات الدولة المصرية فى دعم البحث العلمى والابتكار وخدمة المجتمع.

وفى الحوار التالى، يتحدث رئيس جامعة أسيوط عن دور الجامعة فى تطوير منظومة التعليم والبحث العلمى، ودعم شباب الباحثين، وتعزيز التعاون الدولى، ومشروعاتها الكبرى فى خدمة المجتمع والتنمية المستدامة.. فإلى نص الحوار:

بداية.. جامعة أسيوط تشهد حراكًا أكاديميًا كبيرًا.. كيف تصف جهود تطوير اللوائح الدراسية والمناهج التعليمية؟

تنتهج جامعة أسيوط سياسة توسعية شاملة فى تطوير اللوائح الدراسية والبرامج الأكاديمية، وفق أحدث النظم التعليمية العالمية، بما يعزز جودة العملية التعليمية ويرفع كفاءة مخرجاتها، وشهدت الجامعة مؤخرًا اعتماد عدد كبير من اللوائح فى مختلف الكليات، فى إطار تطبيق نظام الساعات المعتمدة الذى يمنح الطلاب مرونة أكاديمية ومهنية أكبر.

ماذا عن جهود الجامعة فى تحديث المناهج وطرح برامج جديدة؟

تواصل الجامعة تطوير مناهجها من خلال طرح برامج أكاديمية جديدة فى تخصصات متعددة: الطب، الهندسة، الحاسبات، الزراعة، الذكاء الاصطناعى، اللغات، والتجارة، وغيرها، وهذه البرامج تمثل نقلة نوعية فى التعليم الجامعى، وسد الفجوة بين الجانب الأكاديمى والتطبيقى، وتلبى احتياجات المشروعات القومية الكبرى، وتدعم الاقتصاد الوطنى، ومن بين البرامج المستحدثة هذا العام: برنامج التعليم الصناعى والتكنولوجيا التطبيقية بكلية التربية، لتأهيل كوادر تمتلك مهارات تكنولوجية وصناعية حديثة، برنامج الأمن السيبرانى بكلية الحاسبات والمعلومات، بنظام الساعات المعتمدة، لإعداد متخصصين قادرين على حماية البنية الرقمية للدولة ومواجهة الهجمات الإلكترونية.

التحول الرقمى من الملفات التى توليها الدولة اهتمامًا كبيرًا.. ما موقع جامعة أسيوط فى هذا التحول؟

جامعة أسيوط تمضى بخطى ثابتة للتحول إلى جامعة من الجيل الرابع، من خلال خطة استراتيجية للتحول الرقمى تشمل تطوير البنية التحتية، وتحديث أنظمة العمل الأكاديمى والإدارى بما يواكب رؤية مصر 2030، وقد تُوجت هذه الجهود بفوز الجامعة بجائزة أفضل جامعة على مستوى إقليم وسط الصعيد فى الابتكار والتعاون مع الصناعة ضمن مسابقة MOSAIC، ومن أبرز إنجازات التحول الرقمى: إطلاق نظام التحويلات المركزى مسار للتحويل الإلكترونى بين الجامعات، وتفعيل التحصيل الإلكترونى للرسوم الدراسية بالتعاون مع شركة «E-Finance»، ورفع المقررات على منصة الجامعة الإلكترونية “Thinqi”، وإطلاق ملتقى ميكنة إدارات شئون الطلاب لربط إدارات الجامعة إلكترونيًا، وتنظيم مؤتمرات وورش عمل فى مجالات الذكاء الاصطناعى والتحول الرقمى، وتنفيذ برامج تدريب فى تكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع المعهد القومى للاتصالات.

ماذا عن التطوير فى المدن الجامعية والمستشفيات التابعة للجامعة؟

قطاع المدن الجامعية يشهد نقلة نوعية فى مستوى الخدمات، حيث تم مؤخرًا افتتاح مبنى الإسكان الفاخر 3 للطالبات بعد أعمال إحلال وتجديد شاملة تمت بالجهود الذاتية دون مقاولين خارجيين، مع إعادة تدوير الأثاث بشكل مبتكر فى تجربة رائدة للاستدامة، كما تم الانتهاء من أعمال الصيانة الشاملة لتسكين نحو 12 ألف طالب وطالبة، وإنشاء طابقين جديدين بمبنى قطاع 2، وتجهيز غرف لذوى الاحتياجات الخاصة، واستكمال تجهيزات ملعب المدينة الجامعية للطالبات. أما المستشفيات الجامعية، فهى تشهد طفرة غير مسبوقة، كونها مدينة طبية متكاملة تخدم ملايين المواطنين فى صعيد مصر، ومن أبرز إنجازاتها، افتتاح وحدة الإصابات الجديدة المجهزة بأحدث التقنيات، وحصول ثلاثة قطاعات على اعتماد كلية علماء علم الأمراض الأمريكية CAP، كأول معامل مصرية تحقق هذا الإنجاز، وحصول كلية الطب على الاعتماد المؤسسى للمرة الثالثة، وافتتاح وحدة الأشعة المقطعية بمستشفى الأطفال الجامعى بدعم من مؤسسة وفاء لمصر بقيمة تتجاوز 15 مليون جنيه، وتقدم الأعمال فى مستشفى الأورام الجامعى الجديد، وتطوير أقسام المستشفى الرئيسى بتكلفة 12 مليون جنيه، وإطلاق أول خدمة جراحية للأجنة داخل الرحم، كل هذه الجهود تعكس التزام الجامعة بدورها الإنسانى والطبى نحو أبناء الصعيد.

النشاط الطلابى فى جامعة أسيوط له طابع مميز دائمًا.. كيف تنظر إلى دوره فى بناء شخصية الطالب؟

النشاط الطلابى فى جامعة أسيوط ليس ترفًا، بل هو ركيزة لبناء الشخصية المتكاملة، وشهد العام الجامعى 2024-2025 طفرة غير مسبوقة فى حجم الأنشطة وتنوعها، ما تُوج بحصول الجامعة على الفئة الفضية فى مسابقة أفضل جامعة فى الأنشطة الطلابية على مستوى الجمهورية، فنحن نعمل على إعداد جيل واعٍ مبدع، يمتلك الوعى الوطنى، وروح الفريق، والقدرة على مواجهة تحديات المستقبل.

ماذا عن جهود الجامعة فى ربط الطلاب بسوق العمل وتأهيلهم لمهارات المستقبل؟

نولى اهتمامًا خاصًا بالربط بين التعليم وسوق العمل، أطلقنا مبادرة «كن مستعدًا - Be Ready» فى نسختها الثانية بعنوان «مهارات الاستعداد المهنى»، لتأهيل طلاب السنوات النهائية وخريجى الجامعات لسوق العمل المحلى والدولى، ضمن المبادرة الرئاسية «تحالف وتنمية»، وتشمل المبادرة التدريب على مهارات الاستعداد المهنى، الذكاء العاطفى، العرض والتقديم، التخطيط المالى، وريادة الأعمال، كما أنشأت الجامعة مركز التطوير المهنى الذى يقدم برامج تدريب مجانية لبناء مهارات الطلاب فى إعداد السيرة الذاتية، والبحث عن وظائف، والتواصل الفعّال، ما ساهم فى رفع نسب توظيف الخريجين.

الجامعة أيضًا لها حضور واضح فى دعم التنمية المستدامة وخدمة المجتمع.. حدثنا عن أبرز المبادرات؟

تُعد جامعة أسيوط شريكًا فاعلًا فى المبادرات الوطنية للتنمية المستدامة، من بينها: المشاركة فى مبادرة «100 مليون شجرة»، بزراعة مئات الأشجار داخل الحرم الجامعى، وإطلاق مبادرة «هنجملها» للتنمية المستدامة بغرس 1000 شجرة مثمرة، وتنظيم فعاليات ضمن مبادرة «اتحضر للأخضر» لرفع الوعى البيئى، وتنفيذ حملة «معًا نحو جامعة خضراء مستدامة» بالتزامن مع المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، كما شاركت الجامعة فى المبادرة الرئاسية «بداية» التى استمرت 100 يوم، ونفذت خلالها قوافل طبية وبيطرية ونفسية لقرى محافظة أسيوط، استفاد منها أكثر من 11 ألف مواطن، إلى جانب ورش عمل لذوى الهمم وطلاب المدارس، وفى إطار المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة» نظمت الجامعة ندوة كبرى للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، بحضور قيادات وزارة الخارجية والهجرة، لترسيخ الوعى بين الشباب وتشجيعهم على العمل وريادة الأعمال كبديل آمن للهجرة.

جامعة أسيوط كانت دائمًا وما زالت من الجامعات الريادية فى البحث العلمى، كيف تواصل اليوم هذا الدور؟

جامعة أسيوط تؤمن بأن البحث العلمى هو الطريق الأهم لتحقيق التنمية المستدامة، لذلك نواصل تنفيذ استراتيجية طموحة تهدف إلى ربط البحث العلمى باحتياجات المجتمع، ودعم مجالات الطاقة والزراعة والطب والتكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعى، ونعمل وفق رؤية تواكب خطة الدولة المصرية 2030، وتركّز على الابتكار كمحرّك للتنمية، كما نضع شباب الباحثين فى صدارة أولوياتنا، ونسعى لتهيئة بيئة بحثية محفزة تقوم على الإبداع والتطبيق العملى.

ما أبرز المشروعات البحثية التى تعمل الجامعة على تنفيذها حاليًا؟

لدينا حاليًا عدد من المشروعات البحثية المتميزة، التى تجسّد توجه الجامعة نحو الابتكار العلمى التطبيقى، منها مشروع محطة شحن هجينة متجددة تعتمد على إنترنت الأشياء للمركبات الكهربائية ومركبات خلايا الوقود، وهو مشروع رائد يستهدف تصميم وتنفيذ محطة خضراء صديقة للبيئة بجامعة أسيوط، لتخدم أسطول السيارات الكهربائية والهيدروجينية مع تطوير نظم ذكية لتحويل الطاقة، كما يجرى تنفيذ مشروع مكافحة بكتيريا الكليبسيلا الرئوية المقاومة للمضادات الحيوية فى مستشفيات جامعة أسيوط، ويهدف لتطوير مواد مبتكرة تعزز كفاءة العلاج وتدعم جودة الرعاية الصحية، وفى مجال الطب البيطرى، نعمل على تطبيق تقنيات الكرسبر فى طب الأسماك لتسريع التشخيص والعلاج الجينى لأمراض الأسماك ودعم تنمية الثروة السمكية، وفى مجال الزراعة، ينفذ فريق بحثى مشروعًا حول إدارة المياه الذكية والممارسات الزراعية الجيدة GAP لتحسين كفاءة استخدام المياه والحفاظ على الموارد الزراعية فى محافظة أسيوط، كل هذه المشروعات تمثل نموذجًا واضحًا لربط البحث العلمى بالاحتياجات الفعلية للمجتمع.

كيف انعكست هذه الجهود على تصنيفات الجامعة العالمية؟

شهدت جامعة أسيوط قفزة نوعية فى التصنيفات الدولية خلال عام 2024م، فقد جاءت الجامعة ضمن تصنيف شنغهاى فى عدد من المجالات المتقدمة فى علوم الطاقة ضمن الفئة 401 - 500 عالميًا، فى العلوم البيطرية والهندسة الكيميائية ضمن الفئة 301 - 400، وفى الرياضيات والهندسة الزراعية والتكنولوجيا الحيوية ضمن الفئات 201 - 500، كما حافظت على مراكز متقدمة فى تصنيفات CWUR وScimago وUI Green Metric وURAP وTHE Arab، وهو ما يعكس المكانة البحثية المرموقة التى وصلت إليها الجامعة على المستويين الإقليمى والدولى.

فى ضوء هذه الجهود.. ما الذى تمثله جامعة أسيوط اليوم على خريطة التعليم العالى فى مصر؟

جامعة أسيوط تمثل اليوم قاطرة التنمية فى صعيد مصر، وبيت الخبرة الذى يمدّ الدولة والعالم بالعلماء والباحثين، ونحن نسعى لتكون الجامعة ذكية ومستدامة ومنتجة للمعرفة، قادرة على تحويل الأبحاث إلى تطبيقات تخدم الصناعة والاقتصاد والمجتمع، هدفنا أن نحافظ على مكانتنا كإحدى الجامعات المصرية الرائدة، وأن نرسّخ ثقافة الإبداع والتميّز لدى كل طالب وباحث داخل الجامعة.

كلمة أخيرة منكم لأسرة جامعة أسيوط؟

رسالتى لأبنائى الطلاب وزملائى الأساتذة والعاملين، أن ما تحقق من إنجازات هو ثمرة تعاونكم وإخلاصكم، وجامعة أسيوط ستظل بيتًا للعلم والتميز، تعمل بإخلاص لخدمة مصرنا الغالية، وتشارك بفاعلية فى بناء الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونعد بمواصلة مسيرة التطوير والعطاء والبحث والابتكار من أجل وطن نعتز به، وعراقة جامعة نفخر بتاريخها الممتد، وروح انتصارات أكتوبر تذكرنا أن الإرادة الوطنية والعمل الجماعى قادران على تحويل التحديات إلى إنجازات، فلنواصل معًا طريق البناء والابتكار من أجل مستقبل أفضل لوطننا.

    كلمات البحث
  • جامعة
  • أسيوط
  • النصر
  • الجامعة
  • مصر