رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

نعمة أم نقمة؟.. أشبــاه الـــرؤساء


18-10-2025 | 12:17

.

طباعة
تقرير: يمنى الحديدى

جسدها الزعيم عادل إمام من قبل، أن تكون شبه الرئيس، يعنى أن تكون لك حياة غير عادية. أن تمشى فى الطرقات فينظر إليك نظرات غير عادية، وتسمع همسا جانبيا هل هذا هو أم لا، وأن يكتشف ذلك على نطاق أوسع معناه أن تتم الاستفادة بك بطريقة ما، أما أن تكون ممثلا وتشبه الرئيس، فهذا أمر آخر إذا علمت كيف تستفيد بذلك فى الحياة العادية حتى قبل التليفزيون.

 

«شبيه الرئيس».. كثيرا ما نسمع هذه الجملة بل هناك حكايات وألغاز عن أشباه الرؤساء تبدأ من استخدام هذا الشبه لمجرد الاستعراض، مرورا باستعماله فى الدعاية والتمثيل وصولا حتى لاستخدامه فى العمليات الاستخبارية، هذا ما يعنيه أن تكون شبه الرئيس وأن تعى ذلك وتحاول استغلاله.

أشخاص عاديون تحولوا إلى مشاهير بسبب ذلك، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من أبرز الشخصيات التى يحاول العديد من الأشخاص تقليدها، فعقب حادثة اغتياله ظهر شخص يشبه دونالد ترامب يتجول فى شوارع نيويورك واضعا ضمادا على أذنه، غير النسخة الباكستانية التى تداولها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى لبائع الآيس كريم الباكستانى الذى يشبه ترامب، والذى نال شهرة واسعة على مواقع التواصل والصحف العالمية بسبب هذا الشبه الكبير.

أما العامل توماس موندى الذى يبلغ من العمر 58 عاما، فمنذ إعلان الرئيس دونالد ترشحه للرئاسة، قام بتسجيل فيديو له، ومنذ ذلك الحين وهو يتلقى دعوات من أصدقائه وأناس فى الحى للذهاب للحفلات والمناسبات الخيرية، كما نالت مزارعة إسبانية شهرة واسعة بعد نشر صورتها على الإنترنت وتعليق المتابعين بأنها توأم ترامب.

لكن الحادثة الأكثر شهرة كانت فى هونج كونج فى 2017 فى فترة رئاسته الأولى حين قام الموسيقى الأمريكى هوارد شبيه رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون والموسيقى الاسترالى دينيس آلان شبيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالتجول فى شوارع هونج كونج وهما يتبادلان الأحضان والعناق.

وفى المكسيك الأمر مختلف قليلا فشبيهة الرئيسة هى فى الأساس ممثلة، لذا فهى تعرف كيف تأخذ اللقطة جيدا، كلوديا شينباوم، هى أول سيدة تتولى الحكم فى المكسيك وتتمتع بشعبية عالية وصلت مؤخرا إلى 79 فى المائة، وتستغل الممثلة تامارا هيناين التى تشبهها كثيرا هذه الفرصة، فعندما تمر فى أحد الشوارع يطلب منها الناس التقاط الصور، بينما طلب الآخر مساعدة حكومية منها، وآخرون يغنون لها، لكنها فى الحقيقة ليست الرئيسة كلوديا كما ظن هؤلاء، إنها الممثلة تمارا هيناين التى تتمتع بنفس طول وشعر وعيون الرئيسة كلوديا وحتى ابتسامتها التى يبدو أنها تدربت عليها.

هيناين التى تبلغ من العمر 33 عاما ازدادت شعبية خلال حكم الرئيسة الحالية، فكثيرا ما يظن الناس فى الشارع أنها الرئيسة، ويشاهد الملايين مقاطع الفيديو التى تقدمها على مواقع التواصل الاجتماعى وهى تقلد السيدة شينباوم، وقد أطلقت مؤخرا مسرحية كوميدية عن الرئيسة والرئيس ترامب، ويلعب دور ترامب الممثل هيرسون أندراد الذى يشبه ترامب إلى حد كبير هو الآخر.

تطلق هيناين على شخصيتها اسم «كلوديتا» أى «كلوديا الصغيرة»، وتصف نفسها بأنها ممثلة مستقلة، وقالت إنها لا تسعى إلى دعم الرئيسة سياسيا، رغم أنها معجبة برباطة جأشها وذكائها وسماتها الأخرى، كما أكدت أن فريق شيبناوم أو حزبها لم يدفع لها أى أموال قط، وأضافت أنها أيضا رفضت طلبات للترويج لمنتجات أو علامات تجارية باسم «كلوديتا».

لكن للشهرة أيضا جانبا آخر، فعندما يخلط الكثير بينها وبين الرئيسة يتقدمون إليها بشكاوى مدنية مثل الأرصفة المكسورة أو وقف التمويل الحكومى، رغم أنها أصغر من الرئيسة التى تبلغ من العمر 63 عاما، ومع تكرار ذلك، حاولت هيناين تمييز نفسها عن الرئيسة بمحاولة صبغ شعرها بلون أشقر فاتح، وليس ذلك فقط بل تخشى هيناين أيضا على حياتها المهنية، فبعد كل السنوات التى قضتها هيناين تجسد فيها شخصية واحدة ربما سيتم حصرها فى ذلك الدور، ولن يعرض عليها أى أعمال أخرى رغم ثقتها بمهاراتها التمثيلية، لذا اتجهت هيناين لدراسة علم النفس كمهنة احتياطية.

لكن الغريب بالفعل أن مهنة هيناين المهنية تقدمت بالتوازى مع مسيرة شيبناوم السياسية التى كانت عالمة مناخ قبل دخولها عالم السياسة، حيث تولت شيبناوم أول منصب حكومى لها كوزيرة للبيئة فى مدينة ميكسيكو، وعندما أصبح أندريس أوبرادور رئيسا عام 2018 ترشحت لمنصب العمدة عن نيو ميكسيكو وفازت.

فى الوقت ذاته كانت هيناين تحلم بأن تكون ممثلة، والتحقت بمدرسة التمثيل فى قناة التليفزيون الميكسيكية العملاقة تيليفيزا، وشاركت هناك فى أعمال، وذلك حتى حملة شيبناوم لمنصب عمدة المدينة، حينها اكتشفها منتجو برنامج تليفزيونى سياسى ساخر شهير، واختاروها لتمثل دور السياسية الصاعدة.

هيناين قالت إنها كانت المرة الأولى التى أخبرها أحد أنها تشبه شيبناوم فى ذلك الحين، ومثلت حينها مسلسلا أدت خلاله هيناين دور شيبناوم لمدة عامين وقبل انتهاء المسلسل بدأت بدراسة علم النفس، حينها كانت شيبناوم تستعد لانتخابات الرئاسة فكررت هيناين الدور عام 2024، كما اختيرت للمشاركة فى عرض مسرحى ساخر من المناظرات الرئاسية.

ورغم خوف هيناين من أن تنحصر فى ذلك الدور، إلا أنها تقول «إن لديها شيئا عالقا مع هذه الشخصية، أردت أن أجعلها ذات طابع إنسانى، والشخصية التى خلقتها هى ذلك الجانب من كلوديا ربما لا يراه الناس».

تجربة هيناين كانت تجربة رائعة استطاعت من خلالها التفوق فى حياتها المهنية، لكن أيضا هناك تجارب أخرى لأشباه الرؤساء انتهت بتهديدهم لمجرد هذا الشبه بأنهم إذا لم يختفوا عن الأنظار ربما ستكون حياتهم فى خطر.

 
 

الاكثر قراءة