رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

علاء نبيل.. المدير الفنى لـ«الجبلاية»: «العميد» يعمل بحماس وروح قتالية.. وننسق معه فى أدق التفاصيل


6-10-2025 | 15:16

الكابتن علاء نبيل .. المدير الفنى لاتحاد كرة القدم

طباعة
حوار: محمد القاضى

تعيش المنظومة الكروية المصرية حالة تخبط بين الاستكشاف والتجريب، بل مرحلة تحول كبرى، والسؤال هنا من مِن منتخباتنا الوطنية المختلفة سيرسم ملامح مستقبل واعد؟، فالطموح موجود، بينما التخطيط غائب، والاستثمار فى الناشئين يحتضر.. والمنافسة لن تكون صدفة، إنما نتاج عمل فنى وإدارى ومنهجى واضح، وكيف نستطيع بناء جيل قادر على تمثيل مصر فى المحافل الكبرى، فى وقت نعيش أزمة محلية فى المسابقات المصرية، وكيف نستعيد هيبة الفراعنة القارية، ونحن نصطدم بخيبات متتالية؟

الرهان هنا -كما يقول بعض المتفائلين- على الروح والحماس والتاريخ، ولكن الحقيقة تتطلب إعداد خطة طويلة الأجل لبناء قاعدة قوية من الصغار المحليين، لتوسيع شريحة المواهب المصرية.. لهذا، التقت «المصوّر»، المدير الفنى لاتحاد كرة القدم، الكابتن علاء نبيل، وأجرينا معه حوارًا مطولًا تناول واقع الرياضة المصرية وحجم المنافسة وطموح الفراعنة، والاستعداد القوى للمشاركة فى كأس أمم إفريقيا بالمغرب، واقتراب حلم التأهل لكأس العالم 2026، والعديد من الأسئلة الجدلية التى أثارت صخبًا وحيرة بين النقاد والإعلام والجماهير المصرية.. وكان الحوار التالى:

 

كيف تقيّم أداء منتخب مصر للشباب بقيادة الكابتن أسامة نبيه فى كأس العالم، وما قراءتك للخسارة الافتتاحية من اليابان؟

هزيمة الفراعنة أمام الساموراى كانت مؤلمة، لكنها ليست نهاية المطاف، علينا أن نفهم أن اليابان دولة استثمرت منذ سنوات طويلة فى البنية التحتية لكرة القدم، ولديها نظام مدرسى وأكاديمى متطور جدًا، لاعبونا يمتلكون الموهبة، لكنهم يحتاجون إلى الصقل والانضباط التكتيكى، أما مواجهة تشيلى فقد كانت بمثابة اختبار بدنى ونفسى كبير للجهاز الفنى واللاعبين.

وما رأيك فى منتخب الشباب تحت 17 سنة بقيادة الكابتن أحمد الكاس قبل مشاركته فى مونديال قطر؟

هذا المنتخب يضم مجموعة مميزة من اللاعبين، والكابتن «الكاس» قيمة كبيرة، ووجوده على رأس الجهاز الفنى سيعطى ثقة للاعبين فالبطولة فرصة لاكتساب خبرات كبيرة، وأتوقع أن نرى أكثر من موهبة تفرض نفسها على الساحة وتصبح نواة للمنتخب الأول فى المستقبل.

اتحاد الكرة أعلن دعمه الكامل للمنتخب الأول قبل أمم إفريقيا.. كيف ترى حجم الاستعدادات والتنسيق مع العميد؟

الواقع أن هناك التزامًا كبيرًا داخل اتحاد الكرة بتوفير كل سبل النجاح، والكابتن حسام حسن يعمل بحماس وروح قتالية، وهناك اجتماعات دورية للتنسيق معه حول أدق التفاصيل، نحن نركز على إعداد اللاعبين بدنيًا ونفسيًا؛ لأن بطولة إفريقيا لا تحسم فقط بالمهارة، بل بالقوة الذهنية واللياقة العالية، وهدفنا أن يدخل المنتخب البطولة وهو فى أفضل حالاته.

وماذا عن طبيعة المباريات الودية المقبلة؟

نحن نجهز برنامجا وديا قويا مع منتخبات إفريقية تشبه المدارس التى سنواجهها فى «كان 2025» بالمغرب، نتحدث عن منتخبات مثل مالى، الكاميرون، غانا.. وهدفنا أن نضع اللاعبين فى أجواء مشابهة للمنافسة الحقيقية، خاصة أن اللعب ضد مدارس قريبة فى الفكر والقدرات يمنحنا مرونة أكبر عند الدخول فى البطولة القارية.

وهل ترى أن المنتخب المصرى قادر فعلًا على منافسة كبار القارة على اللقب؟

بكل تأكيد، مصر لا تدخل أى بطولة إلا وهى مرشحة، صحيح أن هناك منتخبات قوية مثل السنغال ونيجيريا والمغرب، لكننا نمتلك ميزة تاريخية وشخصية خاصة فى البطولات الإفريقية.. السر يكمن فى أن نصل إلى المغرب ونحن فى كامل الجاهزية، إذا حدث ذلك فأنا أرى أن المنتخب قادر على الوصول للمربع الذهبى على الأقل، ومن ثم المنافسة على اللقب.

البعض يتحدث عن أن المنتخب يفتقد المواهب الفردية هل تتفق مع هذا الرأى؟

الموهبة موجودة، لكن الفارق أن الأجيال السابقة وجدت بيئة مستقرة ساعدتهم على الظهور، اليوم لدينا لاعبون على مستوى عالٍ مثل صلاح وتريزيجيه وزيزو وغيرهم، لكن الاستقرار الإدارى والفنى هو ما يصنع الفارق، إذا وفرنا هذه البيئة، فسنرى أجيالًا جديدة لا تقل موهبة عن الجيل الذهبى.

بالحديث عن الجيل الذهبى.. هل ترى إمكانية عودة الكرة المصرية لمستوياتها السابقة؟

العودة ممكنة بشرط أن نبدأ من الأساس: تطوير الناشئين، ويجب أن نغير طريقة تفكيرنا فى تكوين اللاعبين، نحتاج إلى مدارس كروية حقيقية تبدأ من سن 10 سنوات وتطبق برامج علمية فى التغذية والتأهيل والمهارة، إضافة إلى ذلك، يجب أن نشجع الاحتراف الخارجى المبكر، انظروا للمغرب والسنغال: سر قوتهم أنهم يرسلون لاعبيهم لأوروبا فى سن صغيرة.

بعد أمم إفريقيا سيكون أمام المنتخب خمسة أشهر فقط قبل المونديال.. هل هذه مدة كافية للإعداد؟

المدة قصيرة لكنها كافية إذا استثمرناها جيدًا، أمم إفريقيا ستكون بروفة قوية تكشف لنا عيوبنا، بعد البطولة يجب أن ندخل فى معسكرات مركزة ونواجه منتخبات على مستوى عالٍ، إذا خرجنا من إفريقيا بفريق متماسك، يمكننا أن نحقق إنجازًا فى كأس العالم.

نريد أن نتحدث عن خطط الاتحاد المصرى لكرة القدم لتطوير المنتخبات الوطنية الأخرى؟

هناك مشروع متكامل يشمل كل المراحل، منتخب الناشئين تحت 15 سنة يخوض دورى منتظما، والشباب تحت 20 عامًا له خطة إعداد خاصة، بينما منتخب السيدات يتم دعمه بشكل أكبر من أى وقت مضى، نحن نريد أن تكون لدينا قاعدة واسعة من اللاعبين فى كل الفئات، حتى يكون المنتخب الأول دائمًا لديه بدائل جاهزة.

الدورى المصرى يعيش حالة من الجدل.. كيف ترى عودة النظام القديم فى الموسم المقبل؟

إننى من أنصار العودة للنظام القديم، لأنه يضمن انتظام المسابقة، النظام الحالى كان حلًا استثنائيًا لكنه لم يحقق العدالة الكاملة وأثر على جدول المباريات، الدورى يحتاج للثبات والالتزام بالمواعيد حتى يستعيد قيمته التسويقية والإعلامية.

وما تقييمك للمنافسة الحالية فى الدورى الممتاز بين بيراميدز والزمالك، وهل الأهلى قادر على العودة؟

المنافسة قوية جدًا، بيراميدز يمتلك استقرارًا إداريًا وماليًا، والزمالك عاد بثوب جديد، لكن الأهلى، حتى وهو فى مرحلة انتقالية، يظل مرشحًا للعودة، الأهلى نادٍ مختلف، لديه جمهور لا يقبل إلا بالمنافسة على القمة، ومع عودة الاستقرار الفنى سيعود سريعًا.

فى رأيك.. هل النادى الأهلى يحتاج إلى مدرب محلى أم أجنبى فى المرحلة المقبلة؟

الأهلى لا يليق به إلا مدرب أجنبى عالمى يمتلك خبرة فى البطولات الكبرى، الأهلى نادٍ إفريقى بمواصفات أوروبية، وبالتالى يحتاج إلى مدرسة تدريبية حديثة، المدرب المحلى قد يحقق نتائج جيدة لفترة قصيرة، لكن لبناء مشروع طويل الأمد الأهلى بحاجة لأجنبى ومعه جهاز معاون من أبناء النادى يربط بين شخصية الأهلى والمدرسة التدريبية الجديدة.

التحكيم فى مصر يتعرض لانتقادات واسعة، كيف تقيّم الوضع الحالي؟

التحكيم جزء أساسى من المنظومة، والواقع أن الحكم المصرى يحتاج إلى مزيد من الدعم والتطوير، التكنولوجيا مثل «الفار» ساعدت، لكننا بحاجة لبرامج إعداد بدنية ونفسية أفضل للحكام، لا بد أن نضع خطة طويلة المدى لرفع مستوى التحكيم لأنه يؤثر بشكل مباشر على عدالة المسابقة وسمعة الدورى، واتحاد الكرة قام باستقدام أوسكار رويز ويقوم بعمل كبير من أجل تطوير مستوى الحكام، وسيظهر الناتج فى السنوات المقبلة.

وماذا عن ملف الاستثمار فى الكرة المصرية؟

الاستثمار هو المستقبل، لا يمكن أن نتطور دون دخول رءوس أموال جديدة، علينا أن نفتح الباب أمام شركات كبرى لإدارة وتسويق الدورى، وتطوير حقوق البث بشكل احترافى، إذا نجحنا فى هذا الملف، فسنرى أندية مستقرة ماليًا ولاعبين يحصلون على حقوقهم فى مواعيدها، وبالتالى تتحسن المنظومة كلها.

كيف ترى واقع البنية التحتية فى الكرة المصرية وهل هى كافية لدعم التطوير؟

البنية التحتية تطورت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، لدينا ملاعب جيدة مثل استاد القاهرة والسلام وبرج العرب، وأيضًا بعض الملاعب فى المحافظات، لكن لا يكفى أن نمتلك ملاعب للمباريات فقط، نحن بحاجة لمنشآت تدريبية حديثة، ملاعب صغيرة، وصالات تأهيل طبى، كرة القدم الآن تعتمد على التفاصيل الدقيقة، وإذا أردنا منافسة دول، كالمغرب والجزائر والسنغال، فعلينا الاستثمار فى مراكز تدريب بمعايير أوروبية.

ما الجديد فى ملف الأكاديميات واكتشاف المواهب؟

الأكاديميات الحالية تركز غالبًا على الجانب التجارى، وهذا يضر الكرة المصرية، نحن فى الاتحاد نعمل على إطلاق مشروع أكاديميات مركزية تحت إشراف مباشر، بحيث تكون هناك آلية علمية لاختيار اللاعبين الموهوبين من كل المحافظات، مصر غنية بالمواهب، لكن المشكلة أن نسبة كبيرة منهم تضيع فى الطريق لغياب المتابعة والبرامج السليمة.

ننتقل إلى ملف الاحتراف الخارجى.. ما دور اتحاد الكرة فى تسهيل سفر اللاعبين إلى أوروبا؟

نحن نعتبر الاحتراف واجبا قوميا، اللاعب الذى يسافر ويكمل مشواره، ليس فقط يرفع اسم مصر، بل يعود إلينا محمّلًا بخبرات تفيد المنتخب، اتحاد الكرة حاليًا لديه لجنة متابعة للاعبين المحترفين، ويقوم بفتح قنوات مع وكلاء أوروبيين حتى يخلق مزيدا من الفرص، ونتمنى نرى محترفين جددا مثل صلاح والننى وفتحى، وليس مجرد تجارب قصيرة.

ملف سقف الرواتب يثير الجدل أيضًا.. هل أنت مع تحديد سقف مالى للعقود؟

بصراحة، لا يمكن أن نمنع اللاعبين من الحصول على حقوقهم إذا كانت الأندية قادرة، لكن فى المقابل لا يجوز أن تدخل أندية فى أزمات مالية بسبب المبالغة فى العقود، الحل هو وضع لائحة واضحة للإنفاق، مثل «اللعب المالى النظيف» فى أوروبا، بحيث ينفق النادى بما يتناسب مع موارده، هذا سيحافظ على التوازن ويمنع الإفلاس.

ماذا عن الحضور الجماهيرى، خاصة بعد عودة المشجعين بشكل تدريجى؟

الجمهور هو روح اللعبة، وعودته الكاملة أمر ضرورى، نحتاج فقط إلى التنظيم والانضباط، التجربة فى بطولة إفريقيا تحت 23 سنة أثبتت أن الجماهير قادرة على أن تكون عنصرًا إيجابيًا إذا وُجدت ضوابط واضحة، عودة المدرجات ممتلئة ستعيد الحماس، وتزيد من تسويق الدورى، وتدعم اللاعبين نفسيًا.

ما تقييمك لمشاركة الفرق المحلية فى البطولات الإفريقية خلال الفترة الأخيرة؟

الأندية المصرية ما زالت قوية، لكن المنافسة أصبحت أصعب، أندية شمال إفريقيا مثل الوداد والرجاء والترجى استثمرت جيدًا، وأندية غرب إفريقيا بدأت تظهر بقوة، الأهلى وبيراميدز والزمالك لديهم الإمكانات، لكن عليهم الاستقرار الفنى والإدارى حتى يستمروا فى المنافسة.

ما الذى ينقص الكرة المصرية لتصبح فى مصاف القوى الكبرى فى إفريقيا والعالم؟

ينقصنا «المشروع»، نحتاج إلى خطة طويلة الأمد، لا نعمل رد فعل بعد كل خسارة، لو استثمرنا فى الناشئين، وطورنا الحكام، وأدخلنا تكنولوجيا التدريب، وفتحنا المجال للاستثمار، خلال 8 إلى 10 سنوات يمكن أن نصبح قوة عظمى فى كرة القدم.

الكرة النسائية بدأت تأخذ خطوات أكبر فى مصر، كيف ترى مستقبلها؟

بالفعل تطورت جدًا خلال السنوات الأخيرة، لدينا دورى منتظم، ومشاركات قارية، لكن ما زلنا فى بداية الطريق، لازم يكون هناك استثمار حقيقى، سواء من رجال الأعمال أو من الأندية الكبيرة، حتى نقدر خلق جيل من اللاعبات ينافس على المستوى الإفريقى، الاتحاد مهتم بهذا الملف، ووضع خطة لتوسيع قاعدة المشاركة، سواء فى المدارس أو الأكاديميات.

كيف ترى الفارق بين منتخب المعلم وكتيبة العميد؟

الحقيقة أن المقارنة بين الجيلين صعبة جدًا لأن كل فترة لها ظروفها الخاصة، منتخب الكابتن حسن شحاتة كان يمتلك مجموعة استثنائية من اللاعبين الذين أطلقنا عليهم «الجيل الذهبى»، لاعبين فى قمة نضجهم الفنى والبدنى، يمتازون بالموهبة والانضباط والخبرة الدولية، مثل أبوتريكة وزيدان ومتعب وبركات وغيرهم، ومعهم مدرب نجح فى توظيف إمكاناتهم، وصنع حالة فريدة من الانسجام والثقة، جعلت المنتخب لا يُقهر فى إفريقيا.

أما المنتخب الحالى مع الكابتن حسام حسن، فهو يمر بمرحلة مختلفة تمامًا، مرحلة إعادة بناء وتغيير شامل، خصوصًا بعد سنوات من عدم الاستقرار الفنى وتعدد الأجهزة الفنية، وهذا انعكس على شخصية الفريق داخل الملعب، لكن فى المقابل فالعميد حسام حسن يمتلك سلاحًا مهمًا وهو شخصيته القوية وقدرته على تحفيز اللاعبين وخلق روح قتالية عالية، وإذا حصل على الوقت الكافى والدعم المناسب، أعتقد أنه قادر على أن يترك بصمته ويبنى جيلًا جديدًا يحقق إنجازات تليق باسم مصر.

 

أخبار الساعة