رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

مأزق خطة ترامب لوقف الحرب!


5-10-2025 | 20:26

.

طباعة
بقلـم: عبدالقادر شهيب

رغم أن ترامب أعلن أن خطته لوقف حرب غزة يمكن أن تنفذ قريبا جدا، إلا أن هناك ملاحظات عربية وإسرائيلية عليها لم تحسم بعد، وقد تحتاج لمناقشات ومباحثات لحسمها والاتفاق عليها.

الخطة التى تتكون من 21 بندا تتضمن بعض ما يطالب به الفلسطينيون والعرب وتحديدا الوقف الدائم للحرب فورا، وإعادة إعمار قطاع غزة فى وجود أهلها وبدون تهجيرهم، كما كان يرغب ترامب قبل أشهر مضت، والإفراج عن نحو 2250 من أهل غزة الذين اعتقلتهم إسرائيل منهم 250 من أصحاب الأحكام الطويلة، ودور غير محدود للسلطة الفلسطينية فى إدارة قطاع غزة بعد تأهيلها، ومشاركة عناصر فلسطينية فى إقرار الأمن بالقطاع بعد تدريبها، والإبقاء على عناصر «حماس» التى تعلن نبذ العنف داخل القطاع وعدم إجبارها على مغادرة القطاع، وعدم ضم إسرائيل للضفة الغربية، وبدء مسار غير محدد للتباحث حول كيان فلسطينى.

وفى المقابل تتضمن الخطة أمورا أخرى طالب بها الإسرائيليون ومعهم الأمريكان من قبل مثل إطلاق حماس سراح المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات فى غزة بعد 48 ساعة من وقف إطلاق النار بلا ضمان من عدم عودة قوات الاحتلال إلى إطلاق النار مجددا كما فعلت من قبل واستأنفت الحرب مرة أخرى.

وتتضمن الخطة أيضا وضع القطاع تحت الوصاية من قبل لجنة دولية يترأسها تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، مع تواجد قوات دوليه وعربية فى أراضى القطاع لضمان الأمن، مع توفير ضمانات أمنية لإسرائيل وحدها دون منح أهالى غزة ضمانات أمنية هم أيضا، رغم أنهم الطرف المعتدى عليه والذى هو أكثر احتياجا للضمانات الأمنية.

كذلك لا تحدد الخطة مدى زمنيا واضحا لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلى من أراضى القطاع، وإنما تكتفى بإقرار انسحاب تدريجى دون أن يبين كم من الوقت يستغرق، هل أسابيع أم شهور أم سنوات .. ومن المعروف أن الإسرائيليين يتحدثون منذ أشهر عن بقاء قواتهم بالقطاع لعدة سنوات!.. أيضا لا تحديد فى الخطة لوقت وزمن نشر قوات دولية وعربية فى أراضى القطاع، وبالطبع يمكن لقوات الاحتلال أن تتلكأ فى الانسحاب، ويمكنها أن تحتفظ بمواقع تتواجد فيها فى أراضى القطاع كما فعلت فى لبنان رغم أن الاتفاق مع لبنان تتضمن انسحاب إسرائيل من الأراضى اللبنانية فى توقيت محدد.

وترتيبا على ذلك لم تتضمن خطة ترامب لوقف حرب غزة الوحشية موعدا لبدء إعمار القطاع رغم الحاجة العاجلة جدا لذلك، واكتفت الخطة فقط بالنص على أن يمول العرب خطة إعادة الإعمار وتجاهلت المشاركة الدولية فى هذا التمويل، رغم أن المجتمع الدولى مسئول عن ذلك بسكوته على التدمير الهائل الذى ألحقه الاحتلال الإسرائيلى بمبانى ومنشآت القطاع والذى مازال مستمرا بشكل ممنهج حتى الآن.

وهكذا الخطة التى تم تسريبها تتضمن أمورا عديدة يمكن أن تخضع لمناقشات ومباحثات ليست بالقصيرة، خاصة إذا كان بعض بنودها غامض وغير واضح أو بالأصح غير محدد توقيت تنفيذها، مثل الانسحاب التدريجى للقوات الإسرائيلية من القطاع، وطبيعة السلاح الذى تقضى بنزعه من حماس والمدى الزمنى للوصاية الدولية على القطاع، وأيضاً موعد بدء إعادة إعمار القطاع مجددا.

هناك تفاصيل عديدة تحتاج لصياغة محددة واضحة حتى لا تتخذها دولة الاحتلال ذريعة للمماطلة وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح الأمريكى الذى تمتلكه، وتحقيق ما تنشده وهو ما تسميه بالنصر الكامل والهزيمة الساحقة لحماس.

وإذا تم تحديد المدى الزمنى لانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع يمكن تمديد المدى الزمنى للبنود الأخرى، مثل موعد بدء تنفيذ خطة إعادة الإعمار، وتولى السلطة الفلسطينية منفردة إدارة القطاع وموعد بدء مسار الكيان الفلسطينى، .. أما إذا لم يتحقق ذلك فإن الغموض سيظل ملازما لخطة ترامب وقد يعطل تنفيذها رغم إعلانه أنها جاهزة للتنفيذ عربيا وإسرائيليا!.

    كلمات البحث
  • ترامب
  • حرب
  • غزة
  • إعمار
  • حماس

الاكثر قراءة