رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

بعد دخول الجراج الجديد الخدمة.. «الانضباط» يعود إلى رمسيس


5-10-2025 | 20:23

.

طباعة
تقرير:رحاب فوزى

افتتحت محافظة القاهرة، بالتعاون مع وزارة النقل والمواصلات، موقف رمسيس الجديد رسميًا، فى خطوة وصفها خبراء بأنها نقلة حضارية فى تنظيم حركة سيارات الأجرة والسرفيس داخل العاصمة، يقع الموقف أسفل كوبرى 6 أكتوبر بجوار محطة سكك حديد مصر، جاء ليحل محل المواقف العشوائية التى طالما تسببت فى اختناقات مرورية وصعوبات للركاب والسائقين، على حد سواء.

 

ويقول الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، إن الموقف الجديد مبنىّ على مساحة واسعة تستوعب مئات السيارات يوميا؛ لأنه مشروع متعدد الطوابق يهدف إلى تنظيم حركة المرور وتقليل الزحام فى ميدان رمسيس، ويضم سعة استيعابية تصل إلى 735 مركبة، ومقسم إلى خطوط واضحة لكل محافظة، مع لوحات إرشادية إلكترونية وشاشات تعرض أماكن التوقف ومواعيد الانطلاق، بتصميم عصرى يجعل المواطن يشعر أنه يعيش تجربة مختلفة، عما كان عليه المكان فى السابق.

أما عن البنية التحتية، فأكد أن المكان يتحدث عن نفسه، فنجد الأرضيات مرصوفة، والممرات آمنة للمُشاة، وهناك مناطق مظللة للانتظار. أما عن الخدمات، فنجد دورات مياه عامة مجهزة، وأكشاك بيع، وكافتيريات صغيرة، ونقاط إسعاف أولى لم يكن لها وجود من قبل، والآن أصبحت فى مكان واضح يمكن أن تلجأ إليها فى حال شعرت بالإعياء مثلا أو تعرض شخص للإصابة. وعن الأمان، فهناك كاميرات مراقبة على مدار الساعة، قوات أمن إدارى، وبوابات إلكترونية لتنظيم الدخول والخروج.

ويتابع المحافظ أنه تم نقل ما يقارب من 130 كشكًا، وباكية من فوق كوبرى الليمون، وإزالة كافة الإشغالات الموجودة أعلاه، بعد نقل الباعة الجائلين لأماكن بديلة، كما أن عملية الإخلاء تمت لكافة إشغالات الباعة وسيارات الأجرة من ميدان رمسيس، ونقلها إلى أماكن حضارية ضمن أعمال إعادة الانضباط للمنطقة. وبالتوازى تتم أعمال تطوير ورفع كفاءة نفق شبرا الرابط بين وسط المدينة ومناطق الساحل وروض الفرج؛ لأنه من غير المنطقى أن نعالج جزءًا ونترك الجزء الآخر المقارب والملتصق به مريضًا بالعشوائية، فكان لا بدّ من ضربة واحدة لكل المنطقة، وكل الأعمال الخاصة بتنظيم الحركة حاليًا تتم تحت إشراف مديرية الطرق بالمحافظة، وهى تسير وفق الجدول الزمنى الموضوع من قِبل الخطة الحكومية التى تعمل عليها كل الجهات تحت إشراف رئيس الوزراء شخصيا، وتشمل الخطة أيضا رفع كفاءة الإنارة، والرصف، ودهان حوائط الأماكن المجاورة والموازية للمكان نفسه من كل الجهات.

وعن انطباعات الركاب والسائقين، قال المهندس محمد سالم، إنه فى أول أيام التشغيل بدا المشهد مختلفًا تمامًا عن الفوضى المعتادة فى رمسيس خاصة فى الساعات الأولى من الصباح، فحاله مثل حال الكثير من الركاب عبّروا عن ارتياحهم من وجود أماكن جلوس مظللة وانتظار مريح، بدلا من الوقوف وسط الزحام فى الشوارع، فى البداية لم أكن أتوقع هذا النظام والنظافة، ولم يعد يزاحمنى باعة جائلين أينما ذهبت أو فكرت أتوجه بنظرى.

أما علا محمد، مدرّسة فأكدت أن الزحمة انتهت، وكنت أحمل كل الهم والبؤس على وجهى، لفكرة أنى مضطرة للركوب من رمسيس للسفر إلى المنيا، لكن بعد التجديدات حقيقى أنا فخورة ببلدى وإنجازاتها، ويا ريت هذا التطور يطول كل شيء وكل مجال فى حياتنا.

السائقون، رغم بعض التخوف من تغير مواقع تجمع الركاب، فإن أغلبهم اعتبروا الموقف فرصة لتقنين أوضاعهم. فيقول سمير عبدالله، سائق على خط الزقازيق، إن الركاب دلوقتى عارفين مكاننا بالضبط، والدنيا بقت أريح من الوقفة فى نص الشارع، صحيح أن الزحام أصبح أقل بسبب النظام فى الركوب، ولكن أنتظر بعض الوقت فتمتلئ السيارة، وفرض تسعيرة سهّل الأمور بيننا وبين الركاب، يعنى لا يحدث جدال ولا تضييع للوقت، ويتم جمع قيمة الأجرة قبل التحرك، وينتهى الأمر.

اللواء د. حسام الدين فوزى، نائب المحافظ للمنطقة الشمالية قال، إن المحافظة أكدت أن جميع الخطوط لها تعريفة محددة ومعلنة على لوحات إرشادية داخل الموقف، مع وجود مفتشين لمراقبة التزام السائقين، أى أن التسعيرة رسمية والرقابة صارمة، لا تهاون فيها مع المخالفين، وتم تخصيص خط ساخن لتلقى شكاوى المواطنين، فى محاولة لضمان الشفافية ومنع الاستغلال، وتجربة موقف رمسيس ليست سوى البداية التى كانت منذ أشهر فقط مجرد رؤية مستقبلية، ننتظر أن تبدأ من القاهرة وتنتقل إلى المحافظات، لكن بعد افتتاح الموقف وانتظام العمل فيه والاطمئنان لسير الأمور تحت السيطرة سيتم تعميم النموذج الحضارى الجديد على بقية المحافظات خلال الفترة المقبلة؛ لأن الهدف هو إنشاء شبكة مواقف مركزية حديثة تربط بين المدن بشكل منظم، وتتكامل مع وسائل النقل الأخرى مثل المترو والأوتوبيسات، وموقف رمسيس الجديد يمثل نموذجا حضاريا سيتم تكراره فى جميع المحافظات، بما يضمن راحة الركاب وتنظيم حركة السير والحد من التكدسات المرورية التى عانت منها شوارع مصر سنوات طويلة، فمع بداية تشغيل موقف رمسيس الجديد، تبدو ملامح تجربة ناجحة سوف تغير وجه النقل البرى فى مصر، وإذا استمر الالتزام بالتنظيم والمتابعة، فمن المتوقع أن نشهد قريبًا شبكة مواقف حضارية تربط القاهرة ببقية المدن، وتحول السفر الداخلى إلى تجربة أكثر راحة وأمانًا.

الخبير المرورى، اللواء محمد أشرف محمد، أكد أن منطقة رمسيس تعيش أزهى عصورها، وكانت تحتاج لنقلة حضارية قوية، وهو يصف ما فعلته محافظة القاهرة والجهات المعاونة لها كمَنْ وضع يده داخل عشّ للدبابير، ولكنه اتخذ الاحتياطات اللازمة قدر المستطاع، والموقف متعدد الطوابق الخاص بالسيارات بميدان رمسيس يمثل خطوة كبيرة فى جهود الدولة لتخفيف الضغط المرورى داخل القاهرة فى المناطق المعروف عنها الازدحام الشديد والعشوائية فى التعامل، سواء من السائقين أو المواطنين، والمكان كان يعانى منذ سنوات من كثافات مرورية عالية، نتيجة تكدس سيارات النقل العام والخاص والنقل الجماعى، إلى جانب المواقف العشوائية المحيطة بمحطة مصر، ما جعل من الضرورى وضع حلول عاجلة وجذرية، وهى حلول كانت تحتاج للجرأة والحسم والقوة لتنفيذها، وسرعة التنفيذ دليل على أن الحكومة لا تتهاون، وافتتاح الموقف والقضاء على المظاهر العشوائية الخانقة حوله ما هى إلا رسالة لكل شخص للاعتدال سريعا، وإلا طالتك المساءلة القانونية، ولاحقتك الجهات المسئولة عن الانضباط والتنظيم.

 
 
 
 

الاكثر قراءة