رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

رحلة تمثال رمسيس الثاني من ممفيس إلى المتحف المصري الكبير

2-10-2025 | 08:36

تمثال رمسيس الثاني

طباعة
فاطمة الزهراء حمدي

يقف تمثال رمسيس الثاني شامخا في بهو المتحف المصري الكبير ليستقبل الزوار عند المدخل الرئيسي، بارتفاعه المهيب الذي يصل إلى 11 مترا ووزنه الذي يناهز 80 طنا، ليؤكد على عظمة المصري القديم الذي قاد مصر قبل أكثر من ثلاثة آلاف ومئتي عام.

يعد من التمثال المصنوع من الجرانيت الوردي من أعظم الكنوز التي خلفها المصري القديم، ليس فقط لضخامته بل أيضا لرحلته الطويلة التي بدأت من معبد ميت رهينة العظيم قرب ممفيس وصولا إلى موقعه الحالي في المتحف.

تم اكتشاف التمثال عام 1820 على يد المستكشف الإيطالي جيوفاني باتيستا كافيليا، حيث عُثر عليه مقسما إلى ستة أجزاء، وباءت المحاولات الأولى لضمها بالفشل، وبعد أكثر من قرن من الاكتشاف، أمر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مارس 1955 بإعادة وضعه في قلب القاهرة ليزين ميدان باب الحديد الذي عُرف فيما بعد باسم ميدان رمسيس، وهناك ظل التمثال شاهدا على التاريخ وحركة الناس في الميدان الأكثر ازدحاما حتى بدايات الألفية الجديدة.

قُرر نقل التمثال إلى المتحف المصري الكبير، بسبب تزايد المخاوف من تأثير التلوث والاهتزازات الناتجة عن القطارات والسيارات، وكانت تلك الخطوة بمثابة تدشين رسمي للمتحف الأضخم في العالم المخصص للحضارة المصرية.

وفي صباح الخامس والعشرين من أغسطس عام 2006 عاش المصريون يوما استثنائيا، حيث اخترق التمثال شوارع القاهرة والجيزة وسط حفاوة شعبية، بعد رحلة استغرقت ساعات طويلة وقطعت ثلاثين كيلومترا بسرعة خمسة كيلومترات في الساعة، وقدرت تكلفتها بستة ملايين جنيه مصري.

ليستقبله المتحف المصري الكبير، لا كأثر صامت فحسب، بل كرمز حي لعظمة مصر القديمة، يُخاطب الزوار من مختلف أنحاء العالم برسالة خالدة عن حضارة لم يعرف لها التاريخ مثيلًا.