رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الخطة الأمريكية لغزة.. هل تكون بداية نهاية الحرب؟

26-9-2025 | 15:17

قطاع غزة

طباعة
محمود غانم

عاد الأمل مجددًا بإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، لكن هذه المرة ليس عبر مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، وإنما من قلب نيويورك، من خلال اجتماع جمع الرئيس الأميركي بعدد من القادة العرب والمسلمين.

وخلال اللقاء، الذي شارك فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شدد القادة على ضرورة وقف الحرب فورًا في غزة، وضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية، باعتبارها خطوة أولى نحو سلام عادل ودائم.

وفي المقابل، قدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة من 21 بندًا للقادة، ترمي إلى إنهاء الحرب.

ما هي الخطة الأمريكية؟

وتقوم الخطة الأمريكية بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة بشكل أساسي على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى حركة حماس، ووقف دائم لإطلاق النار في غزة، وانسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من القطاع بالكامل.

وتشمل الخطة تشكيل إدارة لما بعد الحرب لا تضم حركة حماس، وإنشاء قوة أمنية تضم فلسطينيين وجنودًا من دول عربية وإسلامية، إضافة إلى توفير تمويل عربي وإسلامي لإعادة إعمار غزة وتسيير شؤونها، مع مشاركة جزئية للسلطة الفلسطينية في إدارتها، وفقًا لذات المصدر.

وطالب الرئيس الأميركي من القادة في الاجتماع دعم هذه المبادئ والالتزام بالمشاركة في خطة ما بعد الحرب.

ويعتزم ترامب  عرض مبادئ خطته على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مرتقب في البيت الأبيض الاثنين المقبل لتأمين دعمه.

وفي غضون ذلك، أكدت مصادر أن نتنياهو على علم بالمبادئ الأمريكية، وأن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر - ضمن حكومته - ناقشها مؤخرًا مع صهر ترامب جاريد كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

بلير الاسم الأبرز

وتتضمن الخطة الأمريكية إشراف بلير على عملية إعادة إعمار غزة وإدارتها، بمشاركة قوات دولية تتولى مهمة مراقبة وحماية حدود القطاع، بحسب صحيفة هآرتس العبرية.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، نقلًا عن مصادر مطلعة، إن توني بلير يسعى لتولي دور بارز في إدارة شؤون غزة بعد الحرب، بموجب خطة سلام تعمل الإدارة الأميركية على تطويرها.

وحسب الصحيفة، فإن اسم بلير طُرح لرئاسة مجلس إشرافي يحمل اسم "السلطة الانتقالية الدولية لغزة".

وكشفت أن معهد توني بلير شارك في مشروع لوضع خطة لما بعد الحرب في غزة، والذي أكد بدوره أن أيًا من محادثاته مع مختلف الجهات بشأن إعادة إعمار غزة بعد الحرب لم تتضمن فكرة الترحيل القسري للسكان.

كما أنه شارك في اجتماع عُقد أواخر أغسطس الماضي برئاسة ترامب لمناقشة حرب إسرائيل في غزة وخطط ما بعد الحرب للمنطقة.

عودة السلطة شرط أمريكي

وحسب مصادر أخرى، فإن الخطة الأميركية تنص على نقل إدارة غزة إلى السلطة الفلسطينية، غير أنها لا تحدد جدولًا زمنيًا لذلك، حيث أكدت أن المرحلة الأولى من الحكم الجديد في غزة لن تكون بمشاركة السلطة الفلسطينية.

وأكد مقربون من نتنياهو أن حكومته ستضطر في نهاية المطاف إلى السماح للسلطة الفلسطينية بإدارة قطاع غزة، لأن ذلك يأتي ضمن خطة بلورتها واشنطن، حسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.

ويتعارض ذلك مع شروط إنهاء الحرب في غزة التي وضعتها حكومة الاحتلال، حيث كانت تقول إنها تريد إدارة مدنية لا تتبع "حماس" ولا السلطة الفلسطينية، وفق زعمها.

ووفقًا للهيئة الإسرائيلية، فإن الخطة الأميركية تتضمن تسليم السلطة الفلسطينية مسؤولية إدارة أجزاء من القطاع في المرحلة الأولى، وذلك بموجب تفاهمات يقودها بلير وكوشنر، بدعم من دول غربية بينها بريطانيا وفرنسا.

وفي المقابل، أكدت أن نتنياهو ينسق بشكل كامل مع الإدارة الأميركية، ولا يتوقع أن تُفرض على إسرائيل خطوات لا يرغب بها.

هذا، وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، بتمكين السلطة من السيطرة الكاملة على غزة، مؤكدًا استعدادها لتحمل المسؤولية الأمنية والإدارية ونزع سلاح الفصائل.

شروط إسرائيلية

وفي الأثناء، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن البيت الأبيض يشهد عملًا مكثفًا بشأن خطة "اليوم التالي في غزة"، والتي ستُطرح خلال الاجتماع المرتقب بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حسب ما نقلته عن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة.

وأوضح السفير أن الحديث عن "اليوم التالي" لن يبدأ إلا بعد الإفراج عن المحتجزين وضمان غياب حركة حماس عن المشهد.

في حين أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، نقلًا عن مسؤول أميركي، أن نتنياهو غير مقتنع بالخطة، في ظل تساؤلات عن كيفية تشكيل قوة أمنية بقيادة عربية.