رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

جابر عصفور يكتب عن يوسف إدريس


25-9-2025 | 19:09

.

طباعة
بقلـم: يوسف القعيد

عن الكتاب الذى أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويقع فى 234 صفحة من القطع المتوسط، وثمنه سبعون جنيهاً، تقول الدكتورة هالة أحمد فؤاد الناقدة الأدبية المعروفة، والتى كانت قريبة من المرحوم جابر عصفور وكتاباته، فى مقدمتها له:

- رغم أن الكتاب ليس كاملاً بقدر ما كان يتمنى كاتبه الراحل. فإننى أظن أن ما أُثير فيه من قضايا قد يُفجِّر النقاش شديد الثراء حول إبداع يوسف إدريس، والإشكاليات التى أثارها بصدد فعل الكتابة وهويتها وطبيعتها، وهو ما يمنح تلاميذ جابر عصفور من النُقَّاد أفكاراً ورؤى جديدة، وتولِّد لديهم تساؤلات وإشكاليات قد تدفعهم لإنجاز المزيد من الدراسات حول أدب يوسف إدريس ورؤاه النقدية. مما يرد للرجل اعتباره ويُعيده إلى صدارة المشهد الأدبى والنقدي.

 

قد كان هذا دائماً دأب أعمال عصفور فى جميع المجالات، وعلى مستوياتٍ عديدة، فهى تُفجِّر شرارة، وتمنح الباعثين بدايات جديدة طازجة لإعادة النظر فيما هُمِّش أو أُقصى من كتاباتٍ إبداعية وفكرية فى مراحل تاريخية متباينة. فقد تبدَّى لى هذا الكتاب فى قراءتى الأخيرة له وكأنه نبوءة الموت. كأن جابر عصفور كان يستشعر النهاية القادمة، ويستعد للرحيل الأخير وإعلان النهاية: نهاية المهمة الشاقة التى ألزم بها نفسه كناقد شجاع يؤمن بقيمة الحرية والعدل.

وتكتُب أن جابر يذكر دوماً قصة إدريس الرائعة: بيت من لحم ضمن ما يذكره من عناوين القصص المثيرة للانتباه عند إدريس فى سياقاتٍ متعددة ومتباينة، لكنه لا يكاد يفرد لها دراسة خاصة بها كغيرها وهذا رغم اهتمامه وإعجابه الشديد بها. بل وذكر أكثر من مرة أنه يود الكتابة عنها وتحليل رمزياتها الثرية. ولعل ما تنطوى عليه تلك القصة القصيرة الآثرة العميقة من أحداثٍ صادمة للوعى الاجتماعي، ومسكوتٌ عنها. ومع هذا تكون له دلالة قاسية.

أما المقدمة الثانية فيكتبها القاص المعروف الدكتور محمد المخزنجي. يقول فيها:

- أرى يقيناً أن هذا الكتاب من الدكتور جابر عصفور عن ظاهرة يوسف إدريس الإبداعية وما وراءها من خصائص ثقافية ووطنية واجتماعية بكل تأكيد إنما تأخر ليجيء موضوعياً وصادقاً وعادل التقدير فى موعده. وهو ما أكدته قراءتى الأولى له التى من المؤكد أنها ستتكرر. لأن يوسف إدريس لا يُنسى، ولا ينبغى أن يُنسى فى حياتنا الثقافية تحديداً. لأن عدم زيارة كتابات يوسف إدريس من أى مُبدِع جديد أو أى قارئ لأى إبداع جديد، إنما هو خُسران للكاتب وللقارئ وللثقافة عموماً.

فيوسف إدريس فى يقينى يمكن وصفه بأنه أحد أهم قادة التحرر الوطنى والثقافى والإبداعى فى مصر وعالمنا العربي. فهو جسور الروح والكتابة بتوهج يومض فى روح من يقرؤه، فيتطلع إلى الآفاق الرحيبة والمضيئة للكتابة، وينطلق إليها بمسرة منعشة، يستزيد ويُزيد، سواء كان كاتباً أم قارئاً.

هذا كتابٌ نبيل، يرد جميلاً، ويوقظ الذكرى لأحد أهم مُبدعى الكتابة العربية الحديثة، ومن ملامح النبالة فى هذا الكتاب ذلك الفصل عن عالمية يوسف إدريس التى أوقن أن الدكتور جابر عصفور أراد بها جلاء حق مُستحق، وإزالة التباس جائر ليس عن صديقه يوسف إدريس فقط، وهذا جميل إنساني، بل عن مُبدع كبير ثمة ما يُريد فى تناسيه ذلك النسيان الذى لا يقف عند حد الغفلة، بل يتصل بالرغبة فى إقصاء الجسارة كلها، والإبداعية منها على وجه الخصوص.

وفى ذلك يكتُب جابر عصفور عن يوسف إدريس وجائزة نوبل. ويقول:

- إن إنجازه الأصيل يؤهله لهذه الجائزة، بل يضعه فى مصافّ أعلى بكثير من بعض الذين حصلوا عليها فى تاريخها المُمتد. فكتاباته بقدر ما تمثلت الإنجاز العالمى فى مجالها أو حاورته وتفاعلت معه، ذلك التفاعُل الخلاّق الذى أبقى على حيوية نبضها الخاص وثيق الصلة بالكتابة العربية.

بهذه السطور استرد جابر عصفور الحق ليوسف إدريس فى عُنُق ما صار من لغط حول موقفه من هذه الجائزة. وأكد أن يوسف إدريس كان مُبدِعاً استثنائياً كبيراً ليس للقصة القصيرة وحدها، بل للرواية القصيرة: «النوفيللا» التى أرى أن براعة يوسف إدريس فى كتابتها تُضاهى أفضل كُتَّابها فى العالم.

وفى إطار الحكاية المصرية جداً نجد لدى يوسف إدريس نماذج عديدة، توقَّف أمامها جابر عصفور وقفات نبيهة تُنبِّه منْ لا يتنبَّه لهذا الطيف من إبداع يوسف إدريس. وهذه الأعمال هي: العسكرى الأسود، الحرام، العيب، السيدة فيينا، رجال وثيران، نيويورك 80.

إنه كتابٌ مهم عن مُبدع مهم، كتبه ناقد لا يقل أهمية عن دور يوسف إدريس.

شكراً لهيئة الكتاب على نشرها لهذا الكتاب المهم فى هذا الوقت.

    كلمات البحث
  • الكتاب
  • الهيئة
  • العامة
  • يوسف
  • إدريس

الاكثر قراءة