حلت أمس، 15 سبتمبر، الذكرى الـ113 لميلاد أسطورة الكوميديا إسماعيل ياسين (1912 - 1972)، الذى تحول من مطرب هاوٍ فى السويس إلى أيقونة الضحك الأولى فى مصر والعالم العربى، وصاحب رصيد سينمائى ومسرحى ومونولوجى لا يُنسى.
على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، صارت أعماله جزءاً من الذاكرة الجمعية، حيث حقق أرقاماً قياسية فى شباك التذاكر، ولم يقتصر عطاؤه على الترفيه، بل قدم كوميديا إنسانية تحمل نقداً اجتماعياً لاذعاً، بخفة ظل فريدة.
بدأ إسماعيل ياسين رحلته كمغنٍ متأثر بمحمد عبد الوهاب، قبل أن يصقل موهبته فى فرقة بديعة مصابنى، ثم يتحول إلى مونولوجست ساخر بمشاركة شريكه الفنى الدائم أبو السعود الإبيارى.
أما انطلاقته السينمائية الكبرى فجاءت مع فيلم «خلف الحبايب» (1939)، لتبدأ بعدها مرحلة النجومية، حيث حملت أفلام كاملة اسمه مثل: «إسماعيل ياسين فى الجيش»، «إسماعيل ياسين فى البوليس»، «إسماعيل ياسين فى البحرية»، وغيرها من الروائع التى ما زالت تُعرض حتى اليوم.
فى عام 1954 أسس فرقته المسرحية، مقدماً أكثر من 50 عرضاً حتى عام 1966، وصنع ثنائيات خالدة مع رياض القصبجى، زينات صدقى، عبد الفتاح القصرى، وتوفيق الدقن، ليترك بصمة لا تمحى فى المسرح الكوميدى.
رغم المجد الكبير، عرف ياسين الانكسار فى سنواته الأخيرة، بسبب تكرار الأدوار وتراجع المسرح أمام موجة «مسرح التليفزيون"، وفى 24 مايو 1972، غاب إثر أزمة قلبية، عن عمر ناهز 60 عاماً.
ترك إسماعيل ياسين أكثر من مئات الأفلام وعشرات المسرحيات، ومونولوجات خالدة، وبعد أكثر من نصف قرن على رحيله، ما زال «أبو ضحكة جنان» حاضراً فى قلوب الملايين، ضحكته تجدد نفسها جيلاً بعد جيل.