قال المهندس الدكتور عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، إن الحديث عن منصة «تيك توك» لم يعد مجرد نقاش حول تطبيق ترفيهي فقط، بل أصبح قضية تمس الأمن القومي والمجتمعي معًا.
وأوضح أن المنصة تحولت في فترة وجيزة إلى ساحة للربح والشهرة السريعة من خلال طرق مشروعة وغير مشروعة، وذلك بسبب خوارزمياتها التي تعزز الانتشار اللحظي للمحتوى القصير، وهو ما جعلها بيئة خصبة للباحثين عن المشاهدات حتى ولو عبر محتوى هابط أو غير أخلاقي.
وأضاف صبحي في حوار مع "المصوّر" ينشر لاحقا، أن منصة «تيك توك» أتاحت عبر آلياتها عددا من وسائل الربح مثل «تيك توك كوينز» والهدايا الافتراضية، وهي ما يتم إرسالها للتيك توكر في البث المباشر والفيديوهات، على أن يتم تحويلها عبر الحسابات البنكية إلى أموال حقيقية أو خدمات الدفع الرقمية، مشيرًا إلى أن هذه الآليات ساعدت مشاهير المنصة على تحقيق الشهرة والربح السريع.
ولفت إلى أن «التيك توكر» يعتمد على مقاطع قصيرة جدًا مرتبطة بالتريند اللحظي أتاحها تطبيق «تيك توك»، حتى وإن تضمنت محتوى هابطًا أو خادشًا للحياء أو لا يليق مع قيم المجتمع، وبذلك نجحوا في تحقيق شهرة وربح سريع تجاوزت عائداته الملايين، دون جهد أو تسويق.
وبيّن أن الأمر يختلف عن البلوجرز واليوتيوبرز، فالأول يقدم محتوى أكثر عمقًا، والثاني يعمل على فيديوهات طويلة تحتاج وقتًا في الإنتاج، وتخضع لسياسات صارمة تمنع المحتوى الهابط، على عكس إدارة منصة «تيك توك» التي تكافئ المحتوى الصادم والسلبي بالانتشار والأرباح.
وأشار صبحي إلى أن أرباح المحتوى تأتي من مصادر مشروعة كالإعلانات المباشرة والهدايا الافتراضية والعقود التجارية مع العلامات، لافتًا إلى أنه كلما ارتفعت المشاهدات ارتفعت معها العائدات، مما شجع على إعادة إنتاج المحتوى الهابط.
وأضاف أن هناك في المقابل أرباحًا غير مشروعة تتمثل في شراء عملات «تيك توك» ثم إرسالها كهدايا لحسابات وهمية بعد الاتفاق معها، ورغم أن هذه الأموال غير مشروعة، إلا أنها تتحول عند سحبها إلى ربح مشروع ناتج عن نشاط رقمي على المنصة.