«معارك وأقاويل» جعلت دار الأوبرا تعيش فوق صفيح ساخن بعد أن تولى الدكتور علاء عبدالسلام رئاستها، خاصة أنه خاض العديد من المعارك التى تستهدف إعادة الهيكلة المالية والإدارية لكافة إدارات الأوبرا فور تسلمه مهام منصبه الجديد، حيث وجد أن خزينة الأوبرا شبه خاوية ما جعلها تمر بأزمة مالية طاحنة إلا أنه يحاول جاهداً حلها بدعم كبير من الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة .
من المعروف أنه كان يتردد داخل كواليس الأوبرا قبل أن يتولى «عبدالسلام» منصبه بأن هناك بعض وكلاء الوزارة يصرفون مكافأة شهرية تتجاوز المائتا ألف جنيه، وأن أحد السعاة يتقاضى مكافأة تصل إلى خمسين ألف جنيه شهرى ما جعله يتصدى لكل هذا الفساد الناتج عنه تلك الأموال المهدرة بتخفيضها بنسبة كبيرة جداً وكان فى المقابل أن أشاعوا عنه عدة افتراءات وأكاذيب بأنه لن يعمر فى رئاسته لدار الأوبرا وأخذوا يتآمرون عليه ويتساءلون مين ده بتاع فرقة الإنشاد الدينى علشان يمسكوه الأوبرا ؟! وإليكم نص الحوار ..
البعض يطالب إدارة الأوبرا بنقل مهرجان القلعة لكى يقام داخل حديقة الأزهر لما يجده من صعوبة فى التعامل مع بعض الجهات داخلها؟!
لا يجوز أن نقوم بنقل هذا المهرجان من القلعة إلى حديقة الأزهر أو أى مكان آخر لأنه ظل يرتبط تاريخياً بالقلعة لأكثر من ثلاثة عقود، حيث أسسته الدكتورة الراحلة رتيبة الحفنى بهدف الخروج بفنون الأوبرا الرفيعة إلى عامة الشعب مثلما حدث فى الخروج بالموسيقى الكلاسيكية التى كانت تقدم فى عصر الباروك داخل القصور للملوك والنبلاء للنهوض بسلوكيات الطبقة الشعبية وتهذيبها.
هناك من يرى أن فكرة الشراكة ما بين محافظة الإسكندرية والأوبرا فى إقامة المهرجان الصيفى بأنها لم تحقق الهدف المنشود منها حيث يشاع بأن إيراداته ثلاثمائة ألف جنيه بينما تكلف سبعة ونصف مليون جنيه ؟ ولماذا تمت إقامة هذا المهرجان فى الاستاد بدلا من المسرح الرومانى ؟!
بلا شك أن الأوبرا كمؤسسة فنية تتبع الدولة لا تستهدف تحقيق ربح لأنها تقدم الثقافة المدعمة لجموع الشعب فى حين أنها تواجه تحدياً خطيراً يتمثل فى أن القوة الشرائية للألف جنيه تضاءلت على سبيل مثال عما كانت عليه منذ ست سنوات، إلى جانب أن الدعم المقدم للأوبرا لم يعد مثلما كان فى الماضى بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية الطاحنة ومن ثم فالأوبرا مطالبة بأن تقدم فى ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة منتجا ثقافيا مدعما لكافة طوائف الشعب المصرى لما تتحمله على عاتقها من رسائل تثقيفية وتنويرية من أجل النهوض ببنية المواطن المصرى ثقافياً على مستوى الجمهورية.
فضلا عن أنه كانت تواجهنا أثناء إقامة المهرجان الصيفى داخل المسرح الرومانى بعض المشكلات اللوجستية والتى كانت تواجه الفنيين القائمين على تجهيز هذا المسرح أثناء نقلهم لمعداتهم لأن مدخل هذا المسرح كان يتسبب فى تقطيع جلود أجسادهم لعدم إمكانية دخول العربات التى تحمل هذه المعدات فيقوم هؤلاء الفنيون والعمال بحملها على عاتقهم إلى داخل المسرح الرومانى فتحدث لهم بعض الإصابات التى تعيقهم عن القيام فيما بعد بمهام عملهم.. حتى المطربين وفرقهم كانوا يواجهون صعوبة فى دخولهم لهذا المسرح فكانت طبيعة هذا المسرح غير مؤهلة حيث كانت الآلات الوترية تتأثر أوتارها بدرجة الرطوبة داخله فيضطر العازفون لضبطها ما بين الحين والآخر.
أما فيما يخص فكرة الشراكة مع محافظة الإسكندرية فقد جاءت أثناء أول زيارة لى لمسرح سيد درويش أوبرا إسكندرية بعد عيد الفطر لمتابعتى لأول حفلة بهذا المسرح فتقابلت مصادفة باللواء هشام لطفى مدير استاد الإسكندرية الذى كان يحضر هذه الحفلة واقترح علىّ فكرة إقامة تعاون بين الأوبرا واستاد الإسكندرية خاصة أن إدارة الاستاد كانت تعرض من قبل هذه الفكرة لمدة عامين فقلت له إنه من المؤكد أن جميع زملائى ممن سبقونى فى رئاسة الأوبرا كانوا يرون وجود بعض المعوقات فى تنفيذ هذه الفكرة فوجدته يوجه إلىّ الدعوة لزيارة الاستاد وبالفعل قمت بتلبية دعوته لى احتراماً لرغبته ومجاملته وجبراً لخاطره، فى اليوم التالى بعد صلاة الجمعة مرتدياً «الترنج سوت» الخاص بى ولم أكن أتوقع فى بادئ الأمر بأننى سأتحمس لتنفيذ هذه الفكرة لأن حفلات الاستاد تحتاج إلى تكاليف ضخمة من واقع تجاربى السابقة فى إحياء حفلات داخل بعض الاستادات والملاعب الرياضية خارج مصر وفوجئت أثناء زياتى لاستاد الإسكندرية داخل الحى اليونانى بأنه أثر فخم جداً تم بناؤه عام 1829 فى عهد الملك فؤاد وبه مكتبه وقاعة الأميرات والصالون الملكى وبه قوس النصر الذى اتخذته الدورات الأولمبية رمزاً لها ووجدت أن كل شيء به مجهز لاستقبال المهرجان الصيفى واستمرت زيارتى لهذا الاستاد لمدة خمس ساعات ونصف الساعة لأننى كنت بالتعبير الشعبيى الدارج «أفلى هذا الاستاد» لمعرفة إمكانياته لكى أستغلها فى إقامة المهرجان الصيفى فوجدته مجهزاً على أكمل وجه.
وتصادف إقامة هذا المهرجان فى اليوم نفسه للعيد القومى لمحافظة الإسكندرية فى 27 يوليو الماضى والهدف من هذه الشراكة هو تعاون محافظة الإسكندرية فى تحملها جزءا من الأعباء المالية لكى توفر علينا مصاريف كثيرة لخدمة الدولة من خلال أننا نقلل تكلفة أنشطتنا الفنية ومنها المهرجان الصيفى حيث تحملت محافظة الإسكندرية إقامة الفنانين والفرق وهذا ساعدنا فى تقديم حفلات مدعمة لجمهور الإسكندرية بسعر رمزى، فى حين أن من هاجموا إقامة هذا المهرجان داخل الاستاد قاموا بغض الطرف عن أسعار حفلات مماثلة بالإسكندرية وكانت أسعار تذاكرها تتراوح بين 1500 إلى 2000 جنيه بينما الأوبرا تقدم التراث للارتقاء بالذوق العام وفقاً لمنظور ثقافة الدولة ولا يجوز لأحد أن يفرض عليها نوعية معينة تقدمها فى حفلاتها لأن الأوبرا ليست صالة أفراح أو برنامج ما يطلبه المستمعون وفقاً لأهوائهم الشخصية لأنه لديها استراتيجية فنية لكافة حفلاتها، أما فيما يقال بخصوص إيرادات مهرجان الإسكندرية الصيفى فإنه لا يجوز لأحد الاطلاع على مستندات الأوبرا السرية وبالتالى لن أتطرق بالخوض فى هذا الموضوع إعلامياً.
لماذا لم يتم حتى الآن تعيين رئيس للبيت الفنى بالأوبرا المنوط بوضع استراتيجية برامجها الفنية الغربية من باليهات وحفلات الأوبرات والأوركسترا ؟!البعض يتهمك بأنك تتعمد عدم تعيين أحد فى هذا المنصب لكى تنفرد بإدارة الأوبرا؟!
توصيف منصب رئيس البيت الفنى للأوبرا يعنى أنه هو المنوط بوضع استراتيجية النشاط الغربى من حفلات لفرق الأوبرا والمهرجان الصيفى بالإسكندرية والقاهرة باستثناء الموسيقى العربية أو الشرقية التى لها إدارة مركزية مسئولة عنها.
ومن منطلق هذا المفهوم عن البيت الفنى الذى يعد بمثابة منظومة فنية ثقيلة فإنها تحتاج إلى مواصفات شخصية تكون على علم كاف بمهام هذا المنصب ولديها القدرة على التعامل مع الفنانين وأن يتحلى صاحب هذا المنصب بقدر من الدبلوماسية لأن هذا المنصب أغلب تعاملات من يشغله ليست مقصورة على التعامل المحلى أو الإقليمى داخل الدولة ولكنه يتطلب ممن يشغله أن تكون لديه القدرة على أن يتعامل مع الدولة والمؤسسات الفنية والثقافية الخارجية الدولية لكى يستطيع أن يستقطب الفرق العالمية من أوركسترات ومايستروهات وفرق باليه لتقديم عروضهم داخل الأوبرا المصرية ومشكلة عدم تعيين رئيس للبيت الفنى بالأوبرا سببه عدم وجود بعض الكوادر لدرجة أننى اجتمعت بجميع رؤساء الإدارات المركزية وطلبت منهم خلق صف ثانى وثالث من الكوادر داخل كل إدارة وهذه المشكلة ليست وليدة هذه المرحلة فقط فأتذكر أن عملية انتقاء جيل من مايستروهات فرق الموسيقى العربية فى عام 2012 قد تمت بصعوبة لانتقائهم من بين عازفى فرق الموسيقى العربية المختلفة، وكان لى الشرف بأن تم اختيارى مساعد مايسترو لفرقة الإنشاد الدينى ومن ثم فإنه ليس من السهل على الإطلاق مع عدم وجود صف ثانى أن نمنح تحمل مسئولية هذا المكان الهام لشخصية ما لكى نجرب مدى قدرتها على إدارته، فهذا المنصب لا يقبل أن نتعامل معه بنوع من المغامرة ولا يمكن أن نتعامل مع هذا المنصب الهام على أساس كونه مجرد وظيفة إدارية؟!
وبالتالى فإن قرارى بشأن تعيين رئيس للبيت الفنى مؤجل لكى أختار لهذا المنصب قامة فنية كبيرة فى الوقت المناسب وليس معنى ذلك أننى أطمع فى الانفراد أو الاستئثار وحدى بإدارة الأوبرا لأن هذا الكرسى لا يمثل لى أى شيء ..وبالمناسبة لا أنفرد باتخاذ أى قرار لكننى أرجع فى جميع قراراتى إلى مجلس إدارة الأوبرا عملاً بـمبدأ «أمرهم شورى بينهم».
هناك من يراك مخظوظا بتوليك رئاسة الأوبرا لأن اسمك لم يكن متوقعاً بين المرشحين لهذا المنصب وكنت خارج توقعات الجميع ، والبعض يستكثر عليك تولى هذا المنصب الهام بعد أن كنت مايسترو لفرقة الإنشاد الدينى وفرقة الموسيقى والغناء العربى بأوبرا إسكندرية؟!
بالفعل هناك من وصف تعيينى فى رئاسة الأوبرا بأن هذا المنصب كبير علىّ بل شبهوه بالبدلة الواسعة، علىّ كل حال هذه الأقاويل لا تضايقنى لكننى ألتمس لهؤلاء العذر لأنهم لا يعلمون حقيقة مشوارى الفنى، بالإضافة إلى أن هناك مع الأسف لدى البعض ثقافة التقليل والتقزيم من بعض الشخصيات لكونهم يتساءلون بعبارتهم الشهيرة «مين ده ؟” وماذا يستحق وماذا فعل لكى يتولى هذا المنصب لأن هذه النوعية من البشر يجهلون حقيقته ولا يعرفون شيئاً عن هذا المسئول فنجدهم يقولون علىّ عن جهل “دا بتاع إنشاد دينى ومسكوه الأوبرا» علماً بأننى لا ألتفت إلى القيل والقال وهدفى الوحيد النهوض بهذا الصرح الثقافى والفنى ولذلك دعنى أرد على أقاويلهم بطريقة علمية أسرد لهم تفاصيل مشوارى الفنى حيث إننى خريج كلية التربية الموسيقية جامعة حلوان وتتلمذت على يد عازف آلة التنشيللو من جورجيا اسمه «توماس جلوماورى» وأثناء فترة الدراسة التحقت بأوركسترا الشباب مع المايسترو سيد عوض من أعلام الأوبرا فى 1993 وحتى عام 1996 ثم التحقت بالخدمة العسكرية وتعلمت أثناء فترة تجنيدى أسس العمل الإدارى لأننى توليت إدارة شئون ضباط فى قيادة لواء بالجيش ثم انتقلت إلى ممارسة عمل إدارى أكبر داخل القوات المسلحة فاكتسبت منه خبرة العمل الإدارى بانتقالى إلى مكتب متابعة قائد فرقة فتعلمت من كل هذه الخبرات السابقة قراءة القانون ومعرفة حقوق البشر وبعد انتهاء فترة تجنيدى عدت إلى كليتى مرة أخرى فى عام 1997 وحضرت رسالة الماجستير والدكتوراه وتوليت عملى كمعيد بها وعملت مع مايستروهات كبار كعازف تشيللو واكتسبت خبرات فنية عظيمة، بجانب عملى الإدارى وحصلت على ترقية أستاذ مساعد فى عام 2014 ثم حصلت على درجة الأستاذية فى عام 2022 وكنت منتدبا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لمدة خمس سنوات لكى أدرس للطلبة بها العزف على آلة التشيللو، والثقافة والتراث المصرى فى الموسيقى العربية، واكتسبت من هذه التجربة أيضاً خبرة جديدة تتصف بتطبيق الفكر الغربى فى ممارسة العمل الإدارى، وعندما عدت إلى الأوبرا فى عام 2005 التحقت بفرقة الإنشاد الدينى إحدى فرق الموسيقى العربية وكنت عازفا أول لآلة التشيللو ثم تم انتقائى لكى أكون قائدا مساعدا لفرقة الإنشاد الدينى ثم قائدا مكلفا بقرار وزارى بتولى إدارة فرقة الإسكندرية للموسيقى والغناء العربى، وقد نجحت فى القضاء على جميع مشاكلها وتم لم شمل هذه الفرقة خلال شهر واحد فرفعت كافة حفلاتها لافتة كامل العدد ولاقت نجاحاً مبهراً فكل هذه المسيرة التى خضتها هل يجوز أن يختزلها البعض فى عبارة “مين ده علشان يمسك الأوبرا» وأنى كنت عازفا فى فرقة الإنشاد الدينى؟”.
بعض المقربين منك يرونك قد ورثت تركة ثقيلة من المشاكل والأزمات المالية وأن الأوبرا الآن فوق صفيح ساخن بسبب تأخر صرفهم مرتباتهم وتصديك للأموال المهدرة تحت بند المكافآت الشهرية ما جعلك تتسلم خزينة الأوبرا شبه خاوية؟
لم تعد الأوبرا الآن تعيش فوق صفيح ساخن لأن كل هذه الأمور تم حلها بفضل من الله عزو جل وهذه الأزمة سببها عدم المواجهة وعدم الشفافية مع العاملين بالأوبرا بمعنى أننى أحترم القانون جداً وأى لفظ لدى له معنى فلا يصح أن يأتى إلىّ أحد الموظفين ليقول لى بأنه لا يتقاضى راتبه لأن هذه الكلمة ضد القانون تماماً ولا يوجد أى مسئول يستطيع أن يمنع موظفا بالدولة من الحصول على راتبه لكننى اكتشفت بأن هناك لبسا فى هذا الأمر ما بين مفهوم المرتب المخصص لكل موظف الذى لا يجوز لأحد أن يمسه وبين المكافآت الشهرية التى تمنح له تحت مفهوم الإثابة وبالتالى فهى متغيرة وغير ثابتة، فوجدت أحد العاملين بالأوبرا يسألنى أثناء حضورى بعض البروفات “يرضى مين أن يتم خصم نسبة 25 فى المائة من المرتب؟” فسألته هل عليك حكم بالنفقة أو تبديد قائمة منقولات زوجية أو أقساط سلع اشتريتها؟ فأجابنى بالنفى واكتشفت من سياق حديثه معى أنه يخلط الأمور ما بين ما يتقاضاه من مرتب لا يجوز لأحد المساس به وبين المكافأة الشهرية التى يتقاضاه على سبيل الإثابة لأداء أعمال إضافية بجانب عمله الأساسى والتى من المفترض أنها تتغير ولا تكون ثابتة وفقاً لأدائه شهرياً.
علماً بأن هناك تفاوتا فى عمل الإدارات السبع المركزية بالأوبرا وهناك أربع إدارات تتبع رئيس الأوبرا مباشرة، وبالتالى هناك اختلاف نوعى فى أسلوب العمل فيما بينها، فهناك موظف مكتبى وهناك فنى يقف على سقالة ويغامر بحياته من أجل لقمة العيش لتركيب أجهزة الصوت والإضاءة فهل من الإنصاف أن يثاب هذا الموظف مثلما يثاب هذا الفنى الذى يتعرض لمخاطر العمل بشكل يومى؟!
بالإضافة إلى أن طبيعة عمل هذا الفنى تستلزم مجيئه للأوبرا فى التاسعة صباحاً وانصرافه منها فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فى حين أن الموظف المكتبى يأتى لعمله فى الحادية عشرة صباحاً وينهى عمله بالأوبرا فى تمام الثانية ظهراً فهل يجوز المساواة بينهما؟!
كما أن إيرادات مركز تنمية المواهب بالأوبرا أصبحت تورد لخزانة الدولة فضلاً عن أن إقبال الأطفال الدارسين به غير ثابت بسبب ظروفهم الدراسية فى مختلف المراحل التعليمية ومن ثم فإنه لا يجوز أن أمنح أساتذة هذا المركز أجورا ثابتة طوال العام فكيف أستطيع أن أدفع لهم رواتب ثابتة بمبالغ كبيرة طوال العام؟!
ولذلك تأثرت ميزانية الأوبرا وبناء عليه قمت بإعادة الهيكلة المالية والوظيفية لأنه لا يجوز أن تصرف مكافآت «سداح مداح»..!
فأرسيت مبدأ إعادة الهيكلة بمعنى أن من يعمل يحصل على مكافأة ومن لا يعمل لا يحق له الحصول عليها فأصبح لا يوجد أى موظف يجلس فى بيته ويتقاضى مكافأة كما أنه أصبح المسئول عن منح هذه المكافآت هم رؤساء الإدارات المركزية وليس رئيس الأوبرا لأنهم على دراية تامة بمجهودات من يعملون معهم والمقصرين فى عملهم وإصدارى قرار بخصم نسبة 25 فى المائة من هذه المكافآت لأننى عندما توليت رئاسة الأوبرا فى 9 مارس الماضى لم أجد حصيلة مالية بميزانية الأوبرا تكفى لمنح العاملين بها هذه المكافآت كاملة كما كان يحدث فى الماضى، علماً بأن قانون العمل يمنعنى خلال فترة تولى منصبى أن أصرف أى أجر متغير ولا يجب لأحد داخل الأوبرا أن يحاسبنى على صرف هذه المكافآت بطريقة غير مدروسة كما كانت عليه فى السابق، ولن أفعل غير الصح والذى يمليه علىّ ضميرى تحقيقاً للصالح العام لأنه لدى مشروع “ واحة الثقافة “ فى مدينة 6 أكتوبر والتى تحتاج إلى ضخ المزيد من الأموال خاصة أن القانون يمنعنى من صرف أية مكافآت وأى أجر متغير بالأوبرا لاستكمال هذا المشروع الثقافى التنويرى لكننى لم أفعل ذلك حرصاً وتقديراً منى للبعد الإجتماعى لكافة العاملين بالأوبرا وما قمت به فى هذا الإطار هو تقنين طريقة صرف هذه المكافآت لمن يستحقها فقط لأن الأوبرا تعانى من وجود حالة من التضخم البشرى لأنه أصبح لدينا ثلاث عشرة فرقة بعد أن كان عدد هذه الفرق مع افتتاح الأوبرا لا يتجاوز خمس فرق، وكان عدد الموظفين لا يتعدى المائتا موظف لكن عدد الموظفين حالياً يبلغ 2445 موظفا حتى شهر أبريل الماضى منهم 815 فنانا وترتب على ذلك إحداث حالة من التضخم المالى داخل الأوبرا ومن ثم أصبحنا نعانى من ظاهرة البطالة المقنعة وأعتبر أول نقطة إصلاح فعلتها هى ضم فرقة فرسان الشرق مع فرقة الرقص الحديث.
حصول بعض وكلاء الوزارة على مكافأة مائتا ألف جنيه وحصول أحد السعاة على مكافأة تصل إلى خمسين ألف جنيه قبل توليك منصبك جعل البعض يصف الأوبرا بأنها «تكيه» لهؤلاء؟!
بداية أرفض وصف البعض للأوبرا بهذا الوصف لأنها “ مش تكيه “ كما أكن كل الاحترام والتقدير لجميع من سبقونى فى رئاستها لأنهم فعلوا أقصى ما فى وسعهم ولكننى فى الوقت نفسه أواجه الآن بعض الأمور الاقتصادية بالإضافة إلى أن قيمة الدعم للأوبرا قد تغيرت بسبب تغير قيمة العملة المحلية وما كانت عليه تمنح هذه المكافآت بشكل غير مدروس ولا أدعى بأننى «سوبر مان» أستطيع حل كل هذه الأزمات المالية بين يوم وليلة لكننى أحاول جاهداً بدعم وزير الثقافة لإيجاد حلول لها علماً بأن هناك رؤساء للأوبرا ممن سبقونى تحملوا على عاتقهم صعوبات أكثر من ذلك أثناء فترة تفشى فيروس كورونا التى جعلت الأوبرا تغلق مسارحها وقبلها ثورة يناير فى عام 2011 فقد تعرضت لمشاكل أكثر مما نحن نخوضه الآن ولذلك أقول للجميع بكل وضوح «أنا مش سوبرمان»..!
لذلك أحاول إجراء عملية إصلاح لهذه الأزمات المالية وعندما توليت رئاسة الأوبرا وجدت أن هناك مبلغا بسيطا فى الميزانية وبالرغم من ذلك قررت أن يحصل جميع العاملين على حقوقهم مع تهذيب صرف هذه المكافآت المالية، فلم تعد تصرف “سداح مداح» لأننى وجدت أن أحد السعاة يحصل على مكافأة شهرية تصل إلى خمسين ألف جنيه، فقمت بعمل منظومة تعرض من خلالها إدارة المتابعة بالأوبرا كافة المخصصات المالية على رئيس الأوبرا لكى يتم معرفة حجم مكافأة كل موظف بالأوبرا كما يتم فرز كافة القرارات المالية والإدارية ولا يوجد الآن أية إدارة تعرض منفردة قراراتها على رئيس الأوبرا للقضاء على ازدواجية هذه القرارات وشعورى بمسئولية أن الأوبرا أمانة فى رقبتى جعل مهمتى الأولى تُعنى بإعادة النظر فى عدالة توزيع مخصصاتها المالية ولولا مساندة الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة لى لم أكن أستطيع فعل أى شيء.
البعض يردد داخل كواليس الأوبرا بعد قيامك بثورة التطهير لكل هذه الأمور بأنك لن تعمر كثيراً فى رئاسة الأوبرا ؟!
بالفعل سمعت هذا الكلام بل قالوا عنى أيضاً أننى لو لم أسر على هواهم فإنهم سوف يسقطون الأوبرا ويعزلوننى من رئاستها فكل هؤلاء المتضررين من قرارات إصلاحى لضوابط العمل بالأوبرا هم من يرددون كل هذه الأقاويل علماً بأننى أعمل جاهداً على رفع المخصصات المالية لعدد كبير من العاملين بالأوبرا لأننى أشعر بمسئوليتى تجاه أى موظف يتقاضى راتبا ضعيفا ويشعر بتفاوت بينه وبين أى موظف آخر كان يحصل على مكافآت كبيرة جداً لأننى لن أسمح أن يحدث ذلك مرة أخرى لأننى وجدت أن من يستحق لا يحصل على هذه المكافآت ولن تجد فى عهدى أى وكيل وزارة يحصل على مكافأة شهرية تصل لمائتا ألف جنيه أو ساعٍ يحصل على مكافأة شهرية خمسين ألف جنيه مرة أخرى وخلاصة القول فى هذا الموضوع أننى لن أفعل إلا الصح داخل الأوبرا.
على غرار ضمك فرقتى الفرسان والرقص الحديث هل بالفعل تفكر فى ضم أوركسترا أوبرا القاهرة والأوركسترا السيمفونى خاصة أن هناك مخاوف لدى البعض بأن عملية ضم الفرق سيتبعها الاستغناء عن بعض العازفين بها ؟!
تم ضم فرقتى الفرسان وفرقة الرقص الحديث بناء على دراسة مقدمة من الفنان وليد عونى مؤسس فرقة الرقص الحديث بالأوبرا وتم عرض رؤيته على وزير الثقافة ولم يكن هذا الضم بناء على قرار فردى منى وتم عرض هذا الاقتراح أيضاً على مجلس إدارة الأوبرا وتم رفع هذا القرار لوزير الثقافة والهدف من ضم الفرقتين رفع كفاءتهما خاصة أن هاتين الفرقتين تقدمان المحتوى نفسه وليست هناك نية للاستغناء عن أى فنان علماً بأن فرقة فرسان الشرق كانت تتبع عند نشأتها صندوق التنمية الثقافية ولا أعرف لماذا تم إلحاقها فى عام 2012 بفرق الأوبرا ؟! لذلك نحن الآن فى مرحلة إعادة تقنين كل هذه الأوضاع الصعبة.
ولن يتم ضم الأوركسترا السيمفونى وأوركسترا أوبرا القاهرة إلا بنفس كيفية ضم فرقتى فرسان الشرق والرقص الحديث وفقاً لدراسة واعية جداً لأن أى مقترح لإصلاح الأوبرا سيتم تنفيذه.
تخلصت الأوبرا فى عهدك من إرث آخر بالاستغناء عن ستين موظفا على المعاش إلا أنك ما زلت تحتفظ بالمخرجة أرمينيا كامل فى إدارتها لفرقة باليه أوبرا القاهرة فلماذا؟!
لأنها قيمة فنية كبيرة جداً ونتعامل معها كخبيرة أجنبية أفنت عمرها داخل الأوبرا وبالمناسبة كان لدينا أيضاً ألدومانياتو الله يرحمه الذى كان مسئولاً عن كورال أوبرا القاهرة وقد بكينا جميعاً على رحيله بالدموع ونحتفظ بهؤلاء لأنهم قامات فنية كبيرة قدمت للأوبرا الكثير فهذه الكفاءات لا يمكن الاستغناء عنها.
هناك من يقول إنك منحاز لفرق الموسيقى العربية بحكم انتمائك لها ؟!
ردى على هذا الكلام هو ما قاله لى المايسترو أحمد الصعيدى أثناء حضورى لبروفة الأوركسترا السيمفونى حيث قال لى إنها المرة الأولى التى يحضر فيها بروفة لهذه الأوركسترا رئيس الأوبرا وسألنى «أنت قاعد من أد أيه فى البروفة؟ فأجابته بأننى حضرت منذ ساعة إلا ربعا» ..!
لأننى أحرص على حضور جميع بروفات وعروض فرق الأوبرا وليست فقط حفلات الموسيقى العربية.
أنت بصدد إصدار قرار بتعيين الدكتور محمد عبدالستار مديراً لمركز تنمية المواهب فلماذا سيتم اختياره لهذا المنصب خاصة أن البعض يردد بأنه سيعين به بسبب صداقتكما ؟!
أعلن للجميع بأننى لو رأيت عدوى وليس صديقى سيرفع مكانة الأوبرا درجة واحدة فإننى سأضعه فى عينى ومن ثم لا مجال لدى للمجاملات وقناعتى هى الاستعانة بأى كفاءة فنية أو إدارية لإفادة ورفعة الأوبرا وللعلم أننى تعرضت كثيراً فى حياتى للظلم وبالتالى لدى مفهوم بأن «المظلوم لا يظلم أحداً» والمعيار الرئيسى فى استعانتى بأحد فى أى وظيفة هو كفاءته فقط.
وأعلن للجميع بأنه ليس لى «ودن» لكى أستمع بها لآراء أحد لأننى لازم أن أختار قيادات الأوبرا عن قناعة تامة بهم .
دعنى أخبرك بأن الدكتورة شيرين عبداللطيف عميدة كليتك تشيع للبعض بأنها سبب تعيينك فى رئاسة الأوبرا وما يؤكد صحة هذا الكلام أنك تركتها ترأس اللجنة العلمية بمهرجان الموسيقى العربية حتى الآن فما تعليقك؟!
هذا ليس صحيحا وتربطنى علاقة طيبة بالدكتورة شيرين بحكم أنها عميدة كلية التربية الموسيقية جامعة حلوان وهى زميلة عزيزة .. فهل على سبيل المثال معنى أنك تسألنى عن أحد الزملاء لكى تستعين به فى العمل معك فأقول لك بأنه محترم فأصبح أنا السبب وراء استعانتك به؟! أنا قلت رأيى فيه بكل أمانة وليس معنى ذلك أننى أرشحه لشغل أى منصب، وهل معنى أنك سألتنى عنه بأننى أجبرك بأن تجعله يعمل معك وبالتالى لا يمكن أن أحاسب أحداً على ما يردده وسبب تركى لها فى رئاسة اللجنة العلمية بمهرجان الموسيقى العربية كفاءتها.
كيف ستنجو بمهرجان الموسيقى العربية القادم من المهازل التى تعرض لها فى العام الماضى بسبب اعتذار الكثير من نجوم الغناء العربى عن الاشتراك به؟!
أولاً أشكر وزير الثقافة لتكليفه المايسترو تامر غنيم بتوليه منصب مدير المهرجان لأنه موسيقى قوى وموزع موسيقى شاطر جداً ويتحلى بدماثة الخلق بالإضافة إلى أننا ليس لنا أية مصلحة فى هذا المكان وليس لدينا حسابات شخصية مع أحد ولكننا نؤدى مهامنا حباً فى هذا البلد وإخلاصا منا له.
وقد تم الإعداد مبكراً للمهرجان هذا العام عن العام الماضى من خلال الاتصال بالعديد من نجوم الغناء لكى يشاركوا فى المهرجان ولن أستطيع الإعلان عن أى تفاصيل تخص المهرجان فى الوقت الحالى.


