لم تكن مجلة «المصور» مجرد مطبوعة ورقية، بل كانت سجلا حيا للأمة العربية كلها، حملت على عاتقها منذ تأسيسها عام 1924 «همّ فلسطين» التى اعتبرتها مصر على الدوام «قضية القضايا».. وعلى مدار قرن من الزمان، تحولت صفحاتها إلى ميدان للمعارك، وقلمها إلى سلاح يفضح المؤامرات الصهيونية على فلسطين، هذا هو تاريخ «المصور» كما روته بنفسها عبر أكثر من 5 آلاف عدد.
وقبل أن تتشكل ملامح النكبة بعقود، كانت «المصور» تقرأ المستقبل من خلال جرائم الكيان الصهيونى على أرض العرب، ففى عددها رقم 256 بتاريخ 6 سبتمبر 1929 على غلافها بعنوان «الاضطرابات الدموية المفجعة فى فلسطين» جاء تعليقا عليه: «تفاقمت الحالة فى فلسطين على أثر حدوث حوادث القدس المفجعة تفاقما دل على أن الفتنة التى جرتها تلك الحوادث فى أذيالها لم تكن وليدة ساعات معدودة، بل جاءت نتيجة مباشرة لضغائن ما فتئت تنمو فى النفوس فى السنين الأخيرة بعد أن تأكد العرب أن الصهيونية لا ترمى إلا لاكتساح الديار الفلسطينية، ونشر لوائها على ربوعها، فلما حدثت حوادث القدس المعروفة تطايرت شرارتها إلى تلك النار الكامنة، فاندلعت من أقصى البلاد إلى أقصاها، ونحن نكتب هذه السطور والأنباء لا تزال تترى علينا بوصف هول تلك المجزرة البشرية العظيمة.
ونشرت «المصور» صورا توضح نزوح اليهود إلى الأراضى فى يافا، فى حين أوضحت صور أخرى أن العسكر اليهود يفتشون الأهالى فى يافا لضمان أنهم لا يحملون أسلحة، بينما تهافت الناس على مكاتب البريد لمراسلة من يهمهم أمرهم فى الخارج، ووقف الحرس التابع للقيادة الفلسطينية يحمونهم خوفا من أى هجوم عليهم.
وأوضحت «المصور» موقف القوات البريطانية التى راسل مندوبها الدولة الأم؛ ليؤكد لهم أن القوات الموجودة فى فلسطين لا تكفى، وطالب بزيادتها لحفظ النظام، وبعد عودة المندوب السامى البريطانى إلى القدس من إجازة قصيرة فى بلاده، أمر بتوزيع منشور على أهالى فلسطين جوا من الطائرات باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، لتبرير موقفهم، لكن ردت اللجنة التنفيذية العربية على هذه المنشورات بأن أكثر اليهود كانوا مسلحين، ويمثلون بجثث القتلى من الفلسطينيين، وأن اليهود هم الذين بدأوا بقتل النساء والأطفال من العرب، وأن اضطرابات فلسطين السابقة والحالية إنما هى ناشئة مباشرة عن السياسة البريطانية الصهيونية التى ترمى إلى إنهاء القومية العربية فى وطنها الطبيعى؛ لكى تحل محلها قومية يهودية لا وجود لها.
ونشرت «المصور» فى نفس العدد صورة لمجموعة من الجرحى والمصابين رجالا ونساء وأطفالا من سكان مدينة حيفا والقدس جراء الاعتداءات الصهيونية عليهم، ونشرت أيضا مجموعة من الصور للعمليات الجراحية التى خضع لها العشرات، بسبب ما تلقوه من رصاص فى المستشفى الإسلامى بالقدس الذى امتلأ بعشرات المصابين، وصور أخرى توضح إنزال وحدات عسكرية بريطانية إلى مدينة حيفا لمساعدة اليهود على امتلاك ناصية الحالة وإعادة النظام إلى نصابه، وصور توضح إرسال بريطانيا سفنا محملة بجنود وذخيرة لإخماد ثورة الفلسطينيين.
وحينها ظهرت المدينة اليهودية الجديدة التى سُميت بتل أبيب على مقربة من يافا بعد الحرب العظمى، وهى المدينة التى دارت فيها حروب ومنازعات بين العرب واليهود، وقام اليهود بتنشيط أعمالهم التجارية فيها، وهو ما أظهرته «المصور» بالكلمة والصورة.
وفى الأعداد التالية وثقت «المصور» حداد الفلسطينيين يوم ذكرى إعلان وعد بلفور، وهم يعتبرونه يوما مشئوما عليهم وعلى بلادهم؛ إذ قطعت إنجلترا عهدا صريحا لليهود بأن تنشئ لهم وطنا قوميا فى فلسطين، وقد أضربت الديار الفلسطينية كلها فى هذا العام احتجاجا على هذه الذكرى، وظهر على باب سوق العطارين فى القدس علمان أسودان دلالة على الحزن والحداد.
وفى حوار صحفى مع إميل بك زيدان مؤسس مجلة «المصور»، ونُشر سنة 1944 بعنوان «جيراننا عرب فلسطين»، نبه فيه لعودة المشكلة الفلسطينية للميدان السياسى بعد اتفاق الحزبين الجمهورى والديمقراطى الأمريكيين على المطالبة بفتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية.
«زيدان» طالب بالإقلاع عن فكرة إنشاء دولة يهودية فى فلسطين، مشيرا للموقف العربى من رثائهم لحال اليهود لكن عطفهم لا يمكن أن يذهب بهم إلى حد الرضى بأن يصيبهم مثل ما أصاب اليهود من تشريد.
«يهود العالم مشكلة يجب على الساسة حلها».. هكذا تنبأ زيدان عنها، لكنه أكد أن حلها يجب ألا يأتى على حساب عرب فلسطين دون شعوب الأرض، وأن عقلاء اليهود فى الدول العربية عليهم مقاومة الغلو الصهيونى، فلن يرتضى العرب الاستعمار الصهيونى لبلادهم، فى حين ينادى العالم كله بنهاية الاستعمار على مختلف صوره، وأن الحكومة الإنجليزية أصدرت قبيل الحرب كتابا أبيض تعهدت فيه بالاحتفاظ بنسبة الثلثين والثلث بين العرب واليهود، أى باحتفاظ فلسطين بصبغتها العربية، وهو الحل الذى يرتضيه العرب مبدئيا، أما الصهيونيون فلن يقبلوه ولا يرضيهم إلا إنشاء دولة يهودية، فهم يريدون «أن تصبح فلسطين يهودية مثلما إنجلترا إنجليزية».
زيدان طالب باحتضان القضية الفلسطينية، كما يفعل يهود العالم نحو القضية الصهيونية، واعتبارها جزءا لا يتجزأ من الوحدة العربية، وطالب بتكثيف الدعايا للقضية الفلسطينية، والتى وصفها بالمجهولة فى البلاد الأجنبية، مقارنة بالدعاية الصهيونية.
وركز زيدان على عدة حقائق فى الدعايا للقضية الفلسطينية، تتصدرها أن فلسطين قطر عربى، وأن مشكلة اليهود العالمية شيء ومشكلة فلسطين شيء آخر، وأن نسبة اليهود فى فلسطين كانت قبل الحرب العالمية الأولى لا تزيد عن 6 إلى 7 فى المائة والآن تصل إلى 33 فى المائة، وأن مقاومة النزعة الصهيونية لا تتعارض مع العطف على ما أصاب اليهود خارج فلسطين من رزايا ومحن، وأن الشعب الفلسطينى شعب راقٍ، يشهد له بالتقدم فى الجانبين الاقتصادى والاجتماعى، مؤكدا أن جيراننا فى فلسطين جديرون بحياة استقلالية تصون كرامتهم فى الحاضر والمستقبل.
ومن الأيام الخالدة فى تاريخ العروبة، «يوم فلسطين فى مصر» الذى تجلى فيه إجماع العرب على الاحتجاج على وعد بلفور، وهو ما يبدى فى -ظله- نزع فلسطين العربية من أيدى أبنائها، لتكون وطنا قوميا لليهود، شاركت “المصور” ونقلت تفاصيل هذا اليوم بعددها الصادر 2 نوفمبر سنة 1945.
ونقلت على صفحاتها كيف أن موقف مصر من شقيقتها الصغرى رائع تحدث عنه الناس فى كل مكان، فخرجت جموع الشعب المصرى والقيادات العربية والقيادات الحزبية فى مظاهرات سلمية تجوب الشوارع منددين بذلك الوعد المشئوم.
اتفقت جموع المصريين على إضراب شامل، فمع اقتراب الموعد المحدد كانت المصانع قد أغلقت أبوابها، مساهمة فى الاحتجاج على بقاء وعد بلفور، وتوقفت حركة المرور فى الشوارع، فلا ترام ولا أوتوبيس ولا تاكسيات، إذ لزمت كلها أماكنها التى تصادف وجودها، وترى من خلال الصور التى عرضتها “المصور” شارع فؤاد الأول بالقاهرة كما بدأ فى فترة الإضراب.
وفى نفس التوقيت كان مندوب «المصور» يتابع ويرصد حوادث الإرهاب الصهيونى فى فلسطين، إلا أن اليوم الذى وصلوه كان اليوم الذى يصف الهجوم المسلح على محطة اللد، وما تدل عليه تلك الحوادث هو أن الإرهاب الصهيونى قد بلغ الغاية فى القوة والتنظيم!.
وقد سبق هذه الأحداث الاجتماع الأول لجامعة الدول العربية، وكما جاء على غلاف «المصور» فى 8 يناير 1945، وعقد الاجتماع بقصر الزعفرانة، وكانت مظاهرة رائعة تجلى فيها تضامن الشعوب العربية وحكوماتها، وكان الاجتماع برئاسة محمود فهمى النقراشى باشا رئيس المجلس وبحضور مندوبى الدول العربية ورجال الصحافة.. كما نشرت “المصور” مناقشة مندوبى الدول العربية مشكلة أراضى فلسطين وإنقاذ ذلك البلد المكروب فلسطين وأولئك الإخوان المنكوبين فى وطنهم بالغارة الاستعمارية الصهيونية.
كما تنبأت «المصور» بأطماع اليهود فى سيناء، وهذا ما فندته فى مقال نشرته فى عددها الصادر فى 15 أبريل 1949: من خلال نشر صورة الأمر اليومى الذى أصدرته قيادة القوات اليهودية إلى رجالها قبيل هجومها الأخير الذى انتهى إلى الفشل الذريع «إن مهمتكم هى إبادة القوات المصرية فى فلسطين والقضاء على القوات المعسكرة فى العريش وفتح الطريق إلى الإسماعيلية».. وقد وجدت هذه الصورة فى جيب أحد كبار ضباط اليهود ممن لقوا مصرعهم على مقربة من غزة هو وآلاف من جنود اليهود الذين حاولوا عبثا اختراق التحصينات المصرية.
كانت خطة إسرائيل تتمثل فى القيام بهجوم عام على الفالوجة وغزة ورفح والعريش وغيرها من المواقع المصرية فى جنوبى فلسطين وفتح الطريق إلى الإسماعيلية، وكان القائد العام للقوات الصهيونية الكولونيل بيجال بادين قد أمر رجاله بالقضاء على جميع القوات المصرية فى فلسطين وسيناء، وكان يظن أن القوات المصرية ستتراجع إلى الإسماعيلية إذا استولى الصهيونيون على العريش، فتقع سيناء كلها فى يده غنيمة باردة. لكن القوات المصرية على أتم الاستعداد، فقامت بمهاجمة اليهود فى كل مكان، وفشل هؤلاء فى الاستيلاء على موقع مصرى واحد أو إحراز أى تقدم رغم لجوئهم إلى كل الوسائل الممكنة.
كما غطت «المصور» تدريب شباب مصر على القتال، موثقة بعدستها انضمام الفتيان والفتيات إلى «كتيبة فلسطين»، وتابعتهم خلال التدريبات، فى مشهد يعكس كيف وحدت فلسطين مشاعر العروبة فى مصر وخارجها.
كما نشرت المجلة فى عددها رقم 1203 بتاريخ 31 أكتوبر 1947، غلافا يوثق تحرك الجيش المصرى إلى الحدود الفلسطينية، متزامنا مع أول أيام عيد الأضحى، وسط هتافات «الله أكبر» التى دوت فى محطات القطارات من العباسية إلى الزيتون.
كما رصدت المجلة مظاهرة حاشدة خرج فيها أكثر من 100 ألف عربى فى القاهرة، بمشاركة قادة من مختلف الدول العربية، فى مشهد يعكس ريادة مصر فى حشد الدعم الشعبى والسياسى لقضية فلسطين.
وكانت البداية الرمزية فى تغطيات «المصور» بصورة الملك فاروق بالزى العسكرى على الغلاف، إيذانا بدخول الجيش المصرى ساحة الحرب، وتوالت الصور المرافقة من ميادين المعركة: المفتى العام لفلسطين يجتمع بمشايخ مصر لجمع التبرعات، القائد محمود لبيب يهدى جنوده المصاحف، والقائد حسن سلامة يلتقى مقاتليه فى يافا، بينما البطل السورى أديب الشيشكلى يستعد للهجوم من الجبهة الشمالية.
ثم نشرت «المصور» أسماء وصور 12 شهيدا مصريا سقطوا فى معركة «كفر يهووه»، مؤكدة أن المستعمرة كادت تسقط لولا التدخل البريطانى المباشر لإنقاذ القوات اليهودية، وخصصت المجلة خمس صفحات لنقل معاناة اللاجئين الفارين من جحيم الحرب إلى ميناء بورسعيد، تحت عنوان: «قصص مروعة من الدم والدموع».
ولم تقتصر التغطية على الميدان فقط، بل أجرت المجلة مقابلات سياسية مؤثرة، منها حديث مع الملك عبد الله ملك شرق الأردن، الذى شدد على أن العرب يرفضون قرار التقسيم حفاظا على وحدة الأرض العربية، مؤكدا أن يهود البلاد العربية سيبقون آمنين ما داموا يحترمون القانون.
كما حضرت «المصور» اجتماع الهدنة فى أريحا، الذى ترأسه المندوب السامى البريطانى السير ألن كننجهام، ونقلت تفاصيل شروط الهدنة، ومنها جعل القدس مدينة مفتوحة وانسحاب القوات اليهودية من القرى المحتلة، وهى الهدنة التى انهارت لاحقا، لتعود المعارك وتشتد من جديد.
أما فى عام النكبة 1948، فشكلت مجلة «المصور» أحد أبرز الأصوات الإعلامية التى رصدت تطورات الصراع العربي-الصهيونى فى فلسطين، وسجلت، على مدار عشرات الأعداد، لحظة بلحظة، تفاصيل المعارك، المواقف السياسية، وصور المقاومة فى ميادين القتال، مقدمة أرشيفا فريدا وشاهد عيان على أصعب اللحظات فى تاريخ فلسطين والعرب.
ففى 30 يناير 1948، تصدر غلاف المجلة عنوان: «المصور» فى قلب جبهة القتال بفلسطين، حيث وثق مندوبها كيف تحولت المواجهات بين العرب واليهود من اضطرابات دموية إلى حرب حقيقية، وشرح التحقيق تقسيم المدن إلى «هجومية» و«دفاعية»، وكيف اصطف العرب لمواجهة القوات الصهيونية، رغم تعقيدات الموقف الإقليمى والدولي.
ورصدت المجلة هجمات المجاهدين على المستعمرات الصهيونية، مشيرة إلى تراجع اليهود تحت ضغط الهجمات، فى مقابل التواطؤ البريطانى المتمثل فى الصمت حيال اعتداءات اليهود على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومنها الاعتداء على واجهة المسجد الأقصى وإطلاق النار عليه، إلى جانب انتهاك الكنائس والقنصليات العربية.
وحققت المجلة سبقا صحفيا عندما نشرت أول روبورتاج ميدانى من «مثلث الرعب»، وهى المنطقة التى اعتبرتها «الحصن الحصين للعرب»، حيث التقت المجاهدين الذين أقسموا ألا يعودوا إلى ديارهم إلا بعد تحرير فلسطين أو الاستشهاد على أرضها.
وعلى مدار شهرى مايو ويوليو من سنة 1948، لم يخلُ عدد من «المصور» من تقارير ميدانية وتحقيقات سياسية عن الحرب، وجولات الحرس الملكي، وواكبت دعم العائلة الملكية، من الملك فاروق إلى الإمبراطورة فوزية، مرورا ببطولات القادة الميدانيين مثل أحمد عبدالعزيز و«المواوى بك»، والمجاهدين من مختلف البلاد العربية.
كما وثقت مشاهد بطولية لممرضات فى ساحات القتال، تحت عنوان: «ملائكة الرحمة فى قلب المعركة»، وقدمت تغطية متكاملة جعلت من المجلة سجلا مصورا وتاريخيا لملحمة المقاومة العربية فى عام النكبة.
واستمرت «المصور» فى فضح المؤامرة الصهيونية لتنشر فى عددها الصادر بأغسطس 1948، مفاجأة مدوية عبر تحقيق استقصائي، كشفت فيه ما وصفته بـ«أوسع مؤامرة فى التاريخ» لتهريب اليهود إلى فلسطين، فى إطار خطة منظمة تمهد لإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطينية عربية.
ووفقا للتحقيق، فقد شاركت فى هذه العملية شبكات تهريب دولية، بدعم وتواطؤ من حكومات أوروبية وأمريكية، استهدفت تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة خدمةً للمشروع الصهيوني.
وحدد التحقيق أوروبا الوسطى كمصدر رئيسى للهجرة اليهودية إلى فلسطين، لأسباب أرجعها إلى عاملين أساسيين: أولا اضطهاد اليهود فى تلك المناطق ورغبة السكان الأصليين فى التخلص منهم، وثانيا ما وصفه التحقيق بـ«دور روسى شيوعي» فى إرسال جماعات من اليهود الشيوعيين إلى فلسطين بهدف توسيع النفوذ السوفيتى فى الشرق الأدنى.
وفى السياق ذاته، حمَّل التحقيق الولايات المتحدة مسئولية تمويل الجزء الأكبر من عمليات التهريب، حيث كانت الجاليات اليهودية الأمريكية تتولى جمع التبرعات لشراء السفن القديمة وتغطية نفقات التهريب بجوازات سفر مزورة.
وخص التحقيق موانئ جنوب فرنسا بصفتها أحد أهم مراكز انطلاق السفن المحملة بالمهاجرين، متهما السلطات الفرنسية بـ«غض الطرف» عن هذه التحركات، أما إيطاليا، فوصفت بأنها «قلب الرحى» فى هذه العمليات، حيث تحولت إلى مركز حيوى لتجميع المهاجرين قبل شحنهم إلى فلسطين، وسط ما اعتبره التحقيق دعما ضمنيا من الحكومة الإيطالية آنذاك.
هذه لمحة مما نشرته «المصور» عن المؤامرة الصهيونية، وكيف تحولت فلسطين من وطن مزدهر إلى جرح نازف بفعل وعد بلفور، والتواطؤ الاستعماري.
واليوم، بعد مرور أكثر من قرن على صدور أول عدد لها، تظل «المصور» شاهدة عيان على أن قضية فلسطين لم تكن يوما قضية حدود، بل قضية وجود.


