استمر واستمر ولا تسأل استئذانا.. عمر زمن وصلاحية مقضية.. لا عذر لخطأ مهما كان!.. لقاء واتفاق وفراق.. دون طعم للحياة نحيا بأمل الجمال والتألق.. عبثا تردد لمن ثوب العرس إذن؟!.. صراحة لا أعلم!.. هكذا هى كل حكاية تنتظر الختام!.. عدوان دون مهلة أو استئذان!.. وأمل فى إزالة آثار العدوان.. فوضى وانتكاسة وحسرة وشماتة.
نتعثر فى رحيل إلى مصير مجهول.. بعراقيل لا تستمر ولا تنقطع.. قد تركن وتعاود الظهور وربما كان الهدوء قبل العاصفة.. وربما كانت عاصفة حاسمة لساعة النهاية؟.. رغم البراعة فى استدعاء شموخ لاإرادى لمداراة هزائمنا وعورات ضعفنا!.. نتزاحم بأفكار فوضوية مهزومة.. تتحاور مع خيباتنا وربما أنست وجودها!.. وربما خلقت الفوضى فينا خطوات لترتيب حمقنا وسذاجتنا؟!.. وربما بعثت بنا لدوائر لا نهائية!.. دون إجابات شافية بلحظات من الضيق تسرق منا الوقت والسعادة والراحة!.. ربما كانت أجمل لحظات عمرنا قد بعثرت فى البحث والإصرار عما نرفضه!.. أو ربما فى الاستمرار فى التعامل مع أصناف من البشر يحملون خططا لتشتيتنا ودون أن ندرى وقعنا فى فخ شباكهم!.. فى براثن الحيرة بغباء سرقت أعمارنا دون فائدة!.. فنخسر ونخسر فى حكايات تطول فى البحث عن المعنى والجدوى لرؤى مصيبة رغم وضوح المكر وفضح فحشه!.. فكانت براثن القلق والانتظار هادمة أجسادنا وعقولنا.. فاستهلكت عافيتنا وصبرنا.
كل شىء يحاول الاقتراب منك.. تحاصرك الكوابيس فى منامك وأحلام يقظتك.. تختل خطواتك وتلقى بك للضياع وتحيط بك فوضى الأشياء والمشاعر رغم محاولاتك فى إصابة الهدف!.. تسألنى وما الهدف؟!.. هدف وجودك من الحياة!.. تتبعثر وسط زحمة الحياة، وقد تسقط فى فخ الهلاميات التى تحول دون الإمساك بطرفها!.. وكلما تمسكت بإغراء الحياة تزداد محاولاتك ويزداد تبعثرك!.
ويصبح كل منا يحلم بنهاية أكبر ومساحة أكبر بلسان حال سأهرب.. سأهرب.. مما يأتى من بعيد!.. رغم أنك من تقترب منه خوفا وتحققا من ملامحه!.. تتساءل ما هذا؟!.. تسمع أقداما وتصدقها؟!.. بل تكرر على غيرك رواياتك من تهيؤات الفزع!.. ربما انقلبت مخاوفك لواقع غالبا تعجز عن مواجهته!.. ربما تحققت الرؤى!.. ربما ترنحت بين هذا وذاك تحيا وسط شياطين الفوضى من الأشخاص والأحوال؟!.. ربما كان القلق ردا غير جازم بالسبب!.. لا ترتاح؟! تحيا متربصا نهاية!.. ربما امتلأت بطاقة الهجوم والعداء وانتظار ساعة الصفر؟!.. ربما حاولت الفرار من الانهيار بمقاومة الضعف لبلوغ الهدف مهما طال الزمن؟!.. بأوصال ترتعد وعرق يتصبب تحيا حالة الخوف وتلازمك الأوهام والأشباح!.. ولا تكف عن تحسس نفسك لترى أنك ما زلت على قيد الحياة؟!.. محاولا استنهاض إرادة غالبا غير موجودة للتغلب على المجهول.. عبثا تحاول أن تهرب وتختبئ وتفشل وينتهى أمرك!.. كل هذا وأكثر يحدث لنا جميعا من نواقص البشر وأحداث تتعجل إسقاطنا فى شباك الإخفاق.. نندفع فى حواراتنا معهم فى صحونا ومنامنا.. تلتهمنا مع أنفسنا.. نهرب منها بمشقة وربما بتجاهل لفعلات السنين!.
ربما كانت الحروب حتى مع أنفسنا لنثبت أننا أقوياء.. ننتصر على مخاوفنا فى أحلامنا لنثبت أحقيتنا فى الحياة!.. جرم لواقع جعلنا دائما على أهبة الاستعداد فى رحلة تحقيق اختياراتنا.. فتنقض أنفسنا على أجزائها، ويصبح البقاء للأقوى الذى يخوض المعركة فى المنام واليقظة.. بطل يواجه غيره خارج نفسه.. وربما أهلكتنا حروبنا الداخلية فهزمنا فى حروبنا الخارجية.. نثقل على أنفسنا ونحملها ما لا طاقة لها به .. تحركنا تشوهاتنا النفسية فننسى الهدف ونضل الطريق.. يتملكنا غرور النصر وجبروته حتى على أتفه الأشياء.. رغم أننا نهاجم على حين غرة.. ضعفاء لكن الخوف يهيئ لنا صدفة لحظات خاطفة ربما تصنع تلك الفارقة ما تجافى دوامة الظنون والإساءة والعراقيل التى لا تنتهى!.
معها كم تمنينا المجون أو النسيان وسط صنوف البشر المتصارعة حد التهالك فى المباحث والمقاصد.. بأمور تداهمنا دون تفسير.. وسط كل يحاول إثبات أحقيته فى الوجود.. سواء كان وجوده مرئيا أو غير مرئى.. فالرؤية تختلف من شخص لآخر يتحكم فيها مكنونه المادى والمعنوى. فنتمايل فى شأن الحياة والطمع لمزيد غير موجود!.. محاولين طوال الوقت إعفاء أنفسنا من جناية الفشل التى لا ذنب لنا فيها.
نتجاوز بمزيد من الوهم أو الشغف أو التهام الطعام أو النوم لساعات طويلة؟!.. فالحرمان يقضى على وجودنا ويحرك مركبات النقص داخلنا.. فنقاوم كل محاولات سلب الحياة.. وما نعانيه من خوف وإحباط. محاولين القفز فوق الآخرين وفوق أنفسنا بمزيد من الألم.. رافضين فوضى الآخرين التى تقتحمنا.. نوجع ونستيقظ على وجع يقطع علينا الطريق.. ربما قطعنا شوطا وربما التهمتنا التفاصيل دون طريق السكينة .
كلٌّ يتصارع مع العبث والمعنى.. يصارع نفسه وغيره.. يتخذ موقفا أو لا يستطيع.. فيتمكن منه غيره ويحاصره يمينا ويسارا.. ويلزم علينا بناء دفاعات وحصون قبل مهاجمة الآخرين.. هدف مستديم كتب علينا!.. مستنزفون طوال الوقت، وبمرور الوقت علينا خطط نستهدف بها غيرنا إتقاء من الإضرار والأذى!.. أو جورا فنحن نحيا الجريمة المتبادلة.. شراسة فى الفعل والفاعل والمفعول!.. فى عصور مضت كانت حكرا على الكبار فى السن وفحولة المغانم!.. ملحقون بفريق أقل دناءة من المنتفعين والنمامين والمنافقين من يأكلون الفتات.. لكن الآن تجلت ملامح الدناءة وعنف الهجوم والمواجهة حتى على الأطفال والصغار بدليل الحوادث فى المدارس وبين المراهقين التى تفوقت على أطفال الشوارع فى جبروتها!.. فتحولت الجرائم لمنظمة!.. خطط وأسلحة ومواجهات وإن لم تكن لحصد مزايا فهى للدفاع عن النفس وإظهار الشراسة لمنع التجاوز والاقتراب.. ناهيك عن جرائم التطبيقات التكنولوجية من التجسس والتصوير والابتزاز.. فأصبحنا مشغولين ببعضنا البعض طوال الوقت داخل الأسرة الواحدة وبين أفراد المجتمع كما لو كنا دولا معادية تحارب بعضها بأسلحة حديثة فتاكة!
صرنا أشخاصا آخرين بسبب الانزلاق فى خضم الصراعات حتى ولو كانت هزلا أو سطحية لا تدرك عمق الصراعات.. بعدما فقدنا العفوية والبراءة وصار كل منا يعادى الآخر.. فكم من ألعاب أودت بحياة لاعبيها؟!.. وبانخراطنا فى الأنشطة الجماعية أحلنا لأشخاص آخرين.. فغدونا طيبين وأشرارا.. مناورين وأوفياء.. فى أنماط تحمل ملامح وخواص بفروق فردية.. نطلق عليها مفاهيمنا التى اكتسبناها من تجاربنا.. فى أشكال ممسوخة تعمل طوال الوقت جاهدة فى الدفاع عن نفسها.. أو مهاجمة مرغمة على المقاومة.. نحو التحرك بإرادة تأمرها لحفظ ذواتها ووجوهها.. بين جوهر ومضمون وجسد.. يحمل الأول أفكارا وأحاسيس ومشاعر تحمل أسباب حفظ النوع.. مع ثانٍ يمنحه إشارات وترجمات لحفظ هذه الأسباب.. فنحمل سلاما أو تشوهات وأمراضا نفسية فى إسقاطات وتكهنات وخيالات.. فى مباردات وردات فعل تأتى من خلفية الإجبار على التعايش والبحث عن نقاط مشتركة للعيش المشترك ولو فى أدنى صوره طالما الهجر والوحدة غير ممكنة.
محاولين امتلاك زمام الأمور ومدارك التعقل، ما يمنحنا القدرة على مواجهة طوفان التغيير والطمع وسوء الخلق والطباع.. والتماسك وسط تصادم المصالح والاختيار بين الصعوبات.. وللأسف قد نضطر لامتلاك خطط تكتيكية وحلول بديلة لنا ولخصومنا.. لإزاحتهم بالإقناع أو القهر أو التحطيم!.. فى حيل لا تخلو من الألم والمعاناة سواء تحققت أو فشلت!.. علينا المكابدة طوال الوقت مع كل صدمة نحمل معها أمانى العودة لحقائق وجودنا.. وقد تصدمنا حقائقنا الجديدة ونفشل فى التواؤم مع فوضى التغيير!.
فى صراع بين قوة الظاهر والباطن وانفلاتنا رغم محاولات ارتداء قناع الوقار والرزانة.. نتوه فى دروب العبث.. كل يسعى ويريد كل شىء رغم غباء الهدف والسعى!.. وإن أخفى طمعه وشهوته فى النهم!.. يحقق طموحه وراحته التى يراها فى اغتصاب حقوق غيره.. حتى ولو كانت تخص أقرب المقربين.. فنحن أمام حاجاتنا ننسى حدودنا الأخلاقية.. قد نكبح هذا التجاوز بوازع دينى.. وقد نجد اللذة فى الانحراف.. رغم إرهاقنا فى كشف عورات النفس، لكن أسرارها تظهر فى سلوكيات من الأنانية أو الندم على العطاء حتى من الأبوين اإذا ما قوبل بالنكران.. فلسنا نحمل مهمات نبيلة على قدم سواء.. بدليل فخ الخذلان بانكشاف سوء المقصد ودناءة الوسيلة .
تلك إذن معركة الحياة.. تحياها بعدة وعتاد واستعداد لساعة قدوم أو رحيل كل شىء دون استئذان أو وداع.. مهما كان تيارا.. طوفانا.. غدرا أو نسمة عابرة برحيق الياسمين أو غبارا كونيا فى الفضاء ينذر بتحطم كوكب الأرض .. احترس وحاذر وترقب كل أمارات القدوم لتنجو وتحيا.. أو هكذا تأخذ بالأسباب!.. فما خلقه الله حى لا يموت ولا يفنى بالعدم.