تشتهر مصر بآثارها العريقة التي تمتد عبر آلاف السنين، حيث تضم قطعًا أثرية ذات تراث فريد، مثل الخناجر، التماثيل، والأعمدة، وتستمر عمليات البحث والتنقيب عن هذه القطع المهمة في مختلف أنحاء البلاد.
عرف المصريون القدماء بإبداعهم وبراعتهم في صناعة التماثيل ونحتها، وقد أظهروا دقة متناهية في إبراز المغزى من هذه التحف الفنية ذات اللمسات الإبداعية، كما تميزوا أيضًا في صناعة الحلي والإكسسوارات بكل براعة.
كان المصريون القدماء متفوقين على عصرهم، حيث توصلوا لاختراعات وأشياء تفوق ما كان موجودًا في تلك الفترة، ولم يقتصر الإبداع على عهد الفراعنة فحسب، بل امتد عبر العصور، لتضم مصر بين جنباتها قطعا أثرية نادرة صنعت في فترات لاحقة، تحمل بين تفاصيلها قصصًا تاريخية مدهشة، من بين هذه الكنوز قنفذ من القيشاني.
يقبع قنفذ صغير صنع من القيشاني الأزرق، في إحدى زوايا المتحف المصري، يجذب الأنظار بلونه الأخاذ وتفاصيله الدقيقة، ليس مجرد تمثال زخرفي، بل قطعة أثرية تحمل بين طياتها قصة من عصر الدولة الوسطى.
تم العثور على هذا القنفذ عام 1893م في إحدى مقابر طيبة القرنة بالأقصر، حيث كان يُوضع مثل هذا التمثال مع المتوفى داخل المقبرة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن وجوده يوفّر الحماية الروحية للمتوفى في العالم الآخر.
وللقنفذ في تلك الحضارة دلالات خاصة، فقد ساد اعتقاد بأن دهن القنفذ يمتلك خصائص علاجية للصلع، مما منحه مكانة رمزية مرتبطة بالحماية والشفاء.