شهدت أسعار النفط استقرارا نسبيا خلال تعاملات اليوم /الثلاثاء/، بعد سلسلة من الخسائر الحادة في الجلسات السابقة، حيث لا تزال الأسواق متأثرة بالمخاوف من تراجع الطلب العالمي وزيادة إنتاج منظمة أوبك+.
واستقرت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر عند 68.72 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.1% لتسجل 65.23 دولار للبرميل.
جاء هذا الاستقرار الطفيف بعد انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوياته في أسبوع، وسط استمرار المخاوف من تخمة في المعروض النفطي.
وكانت أوبك+ قد أعلنت عن زيادة الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يوميا للشهر الثاني على التوالي، ضمن خطة تدريجية لإلغاء تخفيضات الإنتاج التي استمرت لثلاث سنوات، في مسعى لاستعادة حصتها السوقية.
وتزيد هذه الزيادة المرتقبة في المعروض من الضغوط على السوق، خاصة في ظل مؤشرات على تباطؤ الطلب العالمي، فقد أظهرت بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة أداء أضعف من المتوقع، ما أثار مخاوف بشأن تباطؤ الطلب في أكبر مستهلك للطاقة في العالم.
وفي السياق ذاته، سجلت الصين، أكبر مستورد للنفط عالميا، انكماشا في النشاط الصناعي أكبر من المتوقع، وفق بيانات مؤشر مديري المشتريات، مما زاد من القلق بشأن تراجع الطلب في آسيا.
وساهم ارتفاع الدولار الأمريكي في الضغط على أسعار النفط، حيث يجعل ذلك السلع المقومة بالدولار - مثل النفط - أكثر تكلفة للمشترين من حاملي العملات الأخرى.
في المقابل، تلقت أسعار النفط بعض الدعم خلال الأسبوع الماضي بعد تصاعد التوترات الجيوسياسية، مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات إضافية على الدول التي تشتري النفط الروسي، في إطار الضغط على موسكو بسبب حربها المستمرة مع أوكرانيا.
وكان ترامب قد فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على واردات الهند.. محذرا من إجراءات أكثر صرامة ما لم تتوقف نيودلهي عن شراء النفط الروسي، كما هدد بفرض عقوبات مماثلة على الصين، وهي من أكبر المشترين للنفط الروسي.
ورغم أن هذه التهديدات لم توقف تراجع الأسعار، فإنها قدمت بعض الدعم المؤقت للأسواق، إذ إن فرض عقوبات جديدة قد يحد من الإمدادات النفطية العالمية بشكل إضافي.